سيوف الربيع اليماني.. آفاق المعركة الإستراتيجية الوطنية الجارية
سيوف الربيع اليماني.. آفاق المعركة الإستراتيجية الوطنية الجارية
يمني برس:
مع تواصل تقدم الجيش واللجان الشعبية لتحرير مأرب بشكل نهائي، وبعد أن صارت قواته على أبوابها وعلى مشارفها وعلى مرمى حجر منها من جميع الجوانب والجهات، فإن التفكير الاستراتيجي الوطني سوف ينصب على تحرير الجنوب وتعز والساحل الغربي كخطوات محتمة على جدول أعمال الجيش واللجان الظافرة.
وتشير كلمات الأخ وزير الدفاع إلى ضرورة الانتقال إلى التحرير الشامل للمناطق المحتلة في هذا السياق الاستراتيجي الفكري والعملياتي معا، فهو يؤكد بشهادته الحاسمة كمختص وقيادي مباشر وتنفيذي عالي المكانة لا يرمي كلماته جزافا وإنما يقيسها عشر مرات قبل أن يطلقها، فهو يرسل رسائل في كل الاتجاهات للأعداء وللأصدقاء وللأمة، للمقاتلين والجيش والجماهير والشعب في كل المناطق الحرة والمحتلة، وفحوى تلك الرسائل المتوالية هي: أننا أصبحنا في الموقع والموقف الذي يجب فيه علينا أن نتحول إلى الهجوم التحرري الشامل والعام، بمعنى أن ننتقل إلى استخدام كل ما لدينا من قدرات وإمكانات وقوات وأسلحة حديثة قادرة على شل حركة العدو في كل نقاط مفاصله الاستراتيجية التي يعتمد عليها بحرا وجوا وبرا.
إن العدوان في أسوأ أوضاعه وأسوأ أيامه ويعبر الطريق والمنحنى الأخير إلى جحيمه وكارثته وزلزاله المدوي التي لا راد لها ولا مانع ولا عاصم منها، إنها قدره، وهو لا يخفي حقيقة تضاعف القدرات الصاروخية والجوية والبرية ولكنه يشير إليها كبديهية بسيطة يعرفها العدو والصديق معا، وهي لا تعني سوى عنصر جوهري واحد هو التقدم الشامل نحو التحرير للمحتل من الأرض شمالا وجنوبا وشرق وغربا، ولا ينقصها سوى إشارة قائد الثورة والقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، هو يريد القول نحن جاهزون كمقاتلين وجنود بذلنا كل جهودنا من أجل أن نشيد صرح القوى اليمنية الحربية ورفع مداميكها وحصونها وإنشاء مختلف القوات المختصة القادرة أن تقهر العدوان وحلفائه وأن نحول بحر القلزم واللؤلؤ والمرجان إلى بحر من نار ملتهب من جنوبه إلى شماله وأن نغلقه متى أردنا وقررت القيادة العليا ذلك في الوقت والزمان الذي تختاره.
إن العدوان لا يمكن أن يظل مغلقا لموانئنا وشواطئنا وبحارنا بينما موانئه مفتوحة وتعمل والأموال والأسلحة تتدفق عليه ونحن صامتون ننتظر حسنات مكتب الأمم المتحدة وناديها الأمريكي الصهيوني العفن. لقد تعلمنا من خبراتنا وواقعنا وتجارب شعوب العالم أنهم لا يعبدون إلا القوي الذي يركعهم غصبا فقط، وقد استوعبنا الدروس جيدا ونعرف من أين نوجع العدوان ونركعه ونكسر عظامه ومرتزقته وقواعده، ولن يطول الوقت قبل أن نرى العدوان الذي نهزمه في البر، نهزمه أيضاً في البحر والجو.
أما في الجو فنحن الآن في قلب المعركة الدفاعية الجوية والصاروخية وقد حطمنا عليه مئات الطائرات الحربية المتنوعة الأشكال والأنواع، وفي العام الماضي وحده حطمنا عليه أكثر من 60 طائرة حربية متنوعة حسب البلاغ الرسمي للناطق العسكري اليمني، ومنذ الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي لم يتكبد العدوان الأمريكي الصهيوني الرجعي مثل هذه الخسائر والأكلاف والتحديات المالية والبشرية والمعنوية والأخلاقية والرجولية الإرادية والقيادية، وهو موقف وممارسة وأداء عسكري حربي يبدو أسطوريا تتعلم منه الآن كل قوى وشعوب المقاومة والاستقلال في العالم المقاوم.
إن صمود أبنائنا وشعبنا قد خلب ألباب كل الشرفاء في العالم، وصارت دولا عظمى تدرس الآن في أكاديمياتها العليا الحربية تلك التكتيكات الاستراتيجية التي أبدعها شبابنا وفتياننا الأبطال في الميادين والجبهات. وها هو وزير الدفاع الروسي المارشال شويغو يشيد بتلك التكتيكات الحربية الناجعة في القتال أمام قوات وأسلحة العدوان التي تفوق من حيث العدد والنوعية والقدرات المالية والمادية وفي ظل الحصار الشامل للبلاد الصامد، وقد قال في إحدى محاضراته العسكرية التخصصية والعلمية الهامة “إن المقاتلين اليمنيين الأنصاريين هم أكثر المقاتلين شجاعة ومرونة في العالم، وقد غيروا المعادلات القديمة” في مواجهة أقسى وأعقد الأسلحة وأكثرها تقنية وحداثة وقدرة، ويكتب التاريخ الآن وغدا أن الإمبريالية التي كانت تبدو قوة لا تقهر قد جعلها اليمنيون مسخرة حقا ومحل تندر عبر العالم، وجعلت العالم المقهور يتنفس بجراءة لأول مرة منذ عقود وعهود، وهو يقف مشدوها أمام الصمود اليمني والانتصارات التي يحققها ويتوق أن يسير على نفس الطريق والنهج، وقد توصل إلى قناعة قاطعة أن الإمبريالية إن كانت من النمور فهي نمر من ورق كما صنفها المجاهد الصيني ماو تسي تونغ قبل نصف قرن.
حصــار الحصــار
إننا قادرون اليوم أن نغلق باب المندب أمام العدوان (دوله وسفنه ونفطه وتجارته) في معركة هجومية طويلة النفس، وهذا في صلب ما تحدث عنه وزير الدفاع اليمني ورئيس الجمهورية المشير المشاط في العديد من أحاديثهما ومحاضراتهما الأخيرة، والمسألة متعلقة بقرار سياسي استراتيجي.
إن حصار المحاصرين لنا هو الغاية الاستراتيجية القادمة بالضرورة أمام الوطن والثورة وهو المقدمة الضرورية لإنهاء العدوان والحرب بشكل عام وإجبار العدوان إلى الهروع إلى طاولة المفاوضات بعد أن يصبح الحصار لنا غير مريح وغير مفيد للعدو، بخاصة وأنه لا أساس شرعي له من أي وجه كان بما فيه الشرعية الدولية التي يعتبرونها مرجعيتهم في شن الحصار والحرب.
فالقرار الصادر عنهم المعروف لم ينص على السماح بشن الحرب ولا يسمح بالحصار للموانئ ولا الشواطئ ولا الأجواء، ولا احتلال التراب اليمني، ولا انتهاك الحقوق الإنسانية التي يتغنون بها زيفا وكذبا، ولا قتل الشعب جوعا ومرضا، ولا تدمير المدن القرى وتدمير ومهاجمة القاعات والمرافق والمشافي والمدارس، ولا بشن العدوان عموما.
إن الشرعية التي يستندون إليها هي شرعية الغاب والأموال والقوة الغاشمة، وحيث إن أمريكا تحس بالقوة في ذاتها فهي تمنح نفسها حق الاعتداء على الشعوب التي لا تقبل الخضوع لسيادتها وجبروتها أينما كانت، وقد تعلمنا الدرس جيدا.
إن محور المقاومة اليوم قد فرض معادلات جديدة في السياسة الدولية، وهي معادلات ناجعة وجادة لا تستند إلى أوهام الشرعيات الدولية الزائفة، بل تستند إلى منطق القوة الوحيد الذي تفهمه وتعبده الإمبريالية وتحترم وتعمل بموجب حقائقه الواقعية القائمة على إمكانية هزمها في الميادين البعيدة عن قارتها وعن جغرافيتها الداخلية، وهي -أي الإمبريالية- تخوض الحروب ضد شعوبنا بعيدة عن قواعدها وعن مراكزها وعن قواتها الرئيسية، وهي أغفل قوة في التاريخ وأكثرها تفاهة في التفكير الاستراتيجي وأبعدها عن حقائق العلم العسكري التي تدعي معرفته، وأبرز نقاط ضعفها هي الصواريخ البحرية والبرية والجوية، والصواريخ الدقيقة التي تملكها قوى المقاومة عموما بأعداد هائلة جدا تبعث الدوار في رؤوس قادتها كلما تذكروا ذلك.
ما أوسع المسافة بين اليوم والبارحة
لم تعد أمريكا الآن نفس أمريكا القديمة، القوة الباطشة القادرة على احتلال الدول والسيطرة عليها وتغيير حكوماتها كما تريد وكما يحلو لها، لقد انتهى ذلك الزمن مع نهاية القرن الماضي إلى غير رجعة منذ الهزيمة أمام الكوريين والصينيين في الخمسينيات وأمام الفيتناميين في السبعينيات وأمام الكوبيين في الستينيات، وجاء عصر الثورة الإسلامية في إيران ليطيح بالشاهنشاهية وبالغطرسة الأمريكية مطلع الثمانينيات، ومذاك بدأ عصر جديد سمته الكبرى قهر الإمبريالية الأمريكية وكياناتها وعملائها عبر العالم الثالث والثاني وتراجعها على الأرض.
إن سلاح المواجهة الأكبر والحاسم هو الصواريخ، والدقيقة منها على وجه الخصوص، وميزتها التي لا تستطيع معالجتها هي قدرتها على التصويب الدقيق جدا وعدم كشفها من قبل المضادات المعادية وعدم قدرتها على التصدي لها والتشويش والتصدي للصواريخ المعادية الأحدث وتفجيرها في الجو قبل وصولها إلى أهدافها، لكن أعظم الأسلحة على الإطلاق كان ومازال وسيظل هو السلاح المعنوي والإيمان والفكر وإرادة الشعوب المضطهدة في التحرر والقتال بشجاعة وتضحية وعزم وقوة ورغبة.
حصيلـة الإعجــاز اليمـني..نبني ونصنـع ونقاتـل
قبل أيام كشفت وزارة الداخلية عن صناعة العربات المدرعة الجديدة “بأس 1″، وهو تطور سبقه الكثير من التطورات التسليحية، ولهذا معنى هام جدا، ذلك أن السلاح الجديد يخص الداخلية والأمن ولا يتبع القوات المسلحة، فما بالك بالتصنيع العسكري الذي لا شك أنه بمستوى هائل جدا من القوة النوعية والصلابة والفاعلية والحداثة والتقنية.
وتأتي تصريحات الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع قبل أيام في نهاية العام الماضي ومطلع العام الجديد، ليجمل حصيلة العام الماضي من الحرب والمعارك والخسائر التي أصيب بها العدوان وقواته على مختلف المحاور والجبهات وعلى مستوى مختلف الأسلحة الميدانية الحاضرة في المعارك.
لقد بلغت خسائر العدو البشرية ما بين 15 و 20 ألف قتيل وجريح لعام واحد مضى فقط، ومعنى ذلك أن هذه الخسائر قد جاوزت حدود الـ120 ألف قتيل وجريح، إذا ضربناها في 6 سنوات.
أما الخسائر في المعدات فهي أكثر من 2000 من الدروع والدبابات والعربات الحربية والمدافع الرشاشات الثقيلة في العام الواحد، وتكون الجملة هي أكثر من 12 ألفاً من المدرعات والدبابات وغيرها خلال السنوات الـ6 للعدوان.
أهم معارك العام الماضي وأكبر هزائم العدو
وادي أبو جبارة البداية الكبرى:
تنتمي معارك وادي أبو جبارة شكليا إلى نهاية العام قبل الماضي 2019م، ومع ذلك شكلت بنتائجها أهم المقدمات للمعارك والانتصارات الجديدة التي جرت وتجري الآن وتتواصل، وبهذه العلاقة أضيفها إلى إنجازات العام الماضي، من حيث هي مقدمة من مقدماتها الاستراتيجية التي قادت حتما إليها بما أنجزته على الجبهة الحدودية الرئيسية، ولذلك نتناولها هنا لأهميتها بوصفها المدخل الأكبر لما تحقق بعدها، مثلما شكلت نتائج انتصاراتنا في الساحل الغربي مقدمات لما تحقق في الحدود ووادي أبو جبارة وغيرها.
معارك وادي أبو جبارة كانت ملحمة كبرى ومقدمة لما بعدها من معارك وانتصارات، وستظل أحداثها تهز العدوان هزا عنيفا، الذي لم يعرف قبلها مثل هذا الانهيار الواسع دفعة واحدة في معركة واحدة استمرت لأيام انهارت معها كل تلك القوات والألوية وفتحت الطريق أمام الجيش واللجان لتحقيق عديد الإنجازات، وبدء مرحلة جديدة في مسارات الحرب وانتقال زمام المبادرة بشكل كامل إلى أيادينا، وتكريس حالة التوازن الاستراتيجي الجديد الواقع الآن، أي انتقالنا إلى حالة ووضع الهجوم الاستراتيجي بعد سنوات كنا فيها في وضع الدفاع الاستراتيجي، وصار يمكننا أن نتحكم بالمعارك ونحدد مساراتها ووتائرها وشدتها وأزمانها وأمكنتها، وتم تجريد العدو مما كان يمتلكه من ميزات وقدرات وطاقات هجومية استراتيجية، وبناء عليها تأكد للقيادة الاستراتيجية اليمنية أن العدو صار مقهورا ومغلوبا لا محالة بالقوة وبالفعل وانطلقت العمليات الجديدة الحاسمة.
وكانت المتغيرات الحادثة على مستوى الأسلحة الجديدة والصواريخ والمسيرات الجوية والصواريخ ضد الدروع الفائقة القوة والدقة وتطوير الصواريخ الاستراتيجية والتكتيكية المتنوعة، وتطوير إنتاجها وتعزيزها وإكثارها بكميات مخيفة للعدو ومواصلة ضربه بها دون توقف بين وقت وآخر وعجز صواريخه الأحدث في العالم عن التصدي لصواريخنا ومسيراتنا، واستهداف أهم منشآته ومطاراته وقواعده ومراكز قيادته ونقاطه الأبعد والأكثر حصانة وتدميرها، قد شلت تفكيره وأعصابه وعقله ودمرت إرادته ونفسيته وأدخلته في أزمة جديدة فوق أزماته السابقة، وأضافت منازف جديدة فوق ما فيه من نزيف.
كانت معارك وادي أبو جبارة وتحرير مناطق كان قد تسلل العدو إليها قبل عدة سنوات في محاولة للاختراق نحو صعدة المركز الرئيسي، ومنها وعبرها يلتف العدو على قطاعات استراتيجية هامة في منظومة الدفاع الاستراتيجي اليمني تجبر الجيش واللجان وقيادته لتحويل انتباهها إلى الشمال بدلا عن تركيزها على جبهة الشرق المركزية حيث العدو يفكر ويخطط لشن هجوماته الرئيسية الكبرى لإحداث ثغرات في جدار الدفاع الوطني ينفذ منها على أكناف وأبواب ومحيط العاصمة الداخلية وأطرافها ويحقق أهدافه الاستراتيجية الكبرى.
كانت تلك الإنجازات الحربية الحدودية الكبرى وما انتهت إليه من انتصارات يمنية وهزيمة كبرى للعدوان قد قلبت الموازين وحولتها من أحاديث سياسية في الإعلام إلى حقائق صادمة في الميادين وإلى وقائع فعلية مزلزلة، لم تكن مجرد تمنيات أو بديهات متوقعة ومنتظرة، وإنما وقائع مفروضة على الأرض تجسد إرادة اليمنيين وكفاحهم الطويل ضد الاستعمار والاستبداد والإمبريالية والرجعية التابعة من أجل الحرية والسيادة والاستقلال والحياة الكريمة، حياة العزة والسلام العادل.
وقد نزلت تلك الانتصارات على قيادة العدو وقواته نزول العواصف ودمرتهم معنويا كما دمرتهم ماديا وبشريا وتقنيا وأخلاقيا وعقيديا وسياسيا، وكان لها آثارها المأساوية لدى قيادته الميدانية والعليا والاستراتيجية والبعيدة الواقعة خلف المحيط.
قوات جبهة كاملة تنهار وتتكسر
وفي تلك المعمعة الأسطورية تحقق للجيش واللجان ما كان يبدو من الأحلام، فقد بنت القيادة اليمنية خطتها العسكرية الميدانية على أساس أن تترك العدو يتوغل إلى العمق اليمني قليلا نحو الداخل الجبلي، وليعتقد أن السبيل ممهد لحركته ليتوغل ويحتل ويستقر في الأرض ويتمدد ما يشاء وفي أي اتجاه، وهكذا راح يتمدد ويرسل المزيد من القوات إلى منطقة ضيقة على الحدود الشمالية، حيث كانت القيادة العسكرية اليمنية قد أعدتها سلفا ككمين محكم للإطباق عليه بعد أن يتوغل فيها دون أن يشعر، وعندما هاجمته قواتنا بعد أن قطعت عليه طرق إمدادته أصبح تحت الحصار الخانق من كل الجهات، وبعد معارك خاطفة استمرت لأيام محدودة أنزلت خسائر فادحة بقوات العدو، بعد أن تمكنت قواتنا من فصل الألوية المتقدمة للعدو عن باقي ألويته في المنطقة العسكرية لـ”نجران ـ صعدة ـ الجوف” التي كانت في النسق الثاني والثالث، والبالغة أكثر من 10 ألوية حربية كانت تنتظر أن يفتح لها الطريق لتنفذ إلى مؤخرة الجبهة اليمنية في الجوف وصعدة، وأن تقوم بالتفافات خطيرة جدا على قواتنا في تلك المناطق الحساسة.
وهكذا جرى قسمة القوات العدوانية المهاجمة بين القوات المحاصرة والقوات القادمة التي قطعت عليها طرق التقدم وتم صدها وإنزال الخسائر الكبيرة بها من خلال الضربات الجانبية البليغة باستخدام مختلف القوات والأسلحة الرئيسية للجيش واللجان من صواريخ ومدافع ومسيرات ومشاة وقوات خاصة وهندسة وضد الدروع، وأهمها كانت الصواريخ الدفاعية الجوية التي جعلت الطيران العدواني عاجزا عن التدخل بشكل فعال مما ترك العدو وقواته تحت الضربات الحديدية المزلزلة.
ورغم قيادة القوات الأمريكية لمعركة العدوان ومشاركتها فيها بكل الأشكال، ورغم تفوق العدو في السلاح الجوي والبري والتقني، إلا أنه وقف عاجزا عن ملاحقة تحركات قواتنا وتطور تكتيكاتها وخططها، وهو ما أطاح بالكثير من الأوهام والأحلام الأمريكية والصهيونية، وكانت النتيجة سقوط 3 ألوية ميدانية بكامل عدتها وعتادها وأفرادها، ووقوع أكثر من 3000 مرتزق في الأسر ومئات المدرعات والدبابات والمدافع وأنواع الأسلحة الحديثة جدا التي كانت في مخازنها.
معارك تحرير نهم وأهميتها الاستراتيجية الكبرى
ليست هناك معارك أخذت تلك القيمة العظيمة إلى الآن كما هي معارك تحرير نهم، وهو ما يكشف لنا مدى وحجم ما حققته قواتنا البطلة من إنجاز تاريخي كان يبدو مستحيلا حتى وقت قريب في نظر كثير من المتابعين والدارسين الموضوعيين، وذلك ناتج عن طبيعة وحجم القوات التي تركزت على أبواب العاصمة لاقتحامها في أية فرصة وحجم الإمكانات التي أفرزها العدوان وخصصها للعاصمة وحدها، إلا أن تلك القوات وما لديها من قدرات وإسناد دولي عالمي كوني عجزت عن التقدم أبعد مما كانت عليه منذ سنوات خمس على الرغم من محاولات التقدم التي ظل يبذلها كل يوم تقريبا لتحقيق تقدمات ولو بسيطة وجزئية للاقتراب من العاصمة.
ويجب أن نشير إلى أن قوات العدو بلغت أكثر من 30 لواء وشاركت فيها ثلاث مناطق عسكرية مركزية هي الثالثة والسادسة والسابعة، وقدمت كل منطقة ما يفوق 50 ألف مرتزق، أي ما مجموعه أكثر من 150 ألف مرتزق، لديهم أكثر من 5000 دبابه ومدرعة وعربة قتال وطقم ورشاش ثقيل ومتوسط ومدفع وهاون ومنصات إطلاق صواريخ مدفعية وإسناد جوي من مئات الطائرات المختلفة الأنواع والأشكال والأهداف.
وخلف هذه الجبهة الرئيسية المركزية كانت تقف احتياطات عسكرية كبيرة تمتد من مأرب والجوف إلى حضرموت والمهرة وسقطرى وشبوة، تتمركز هناك كخط خلفي يدعم تحركات القوى الأساسية ويتحرك للأمام عندما تلوح فرصة النجاح المنتظرة ليغطي ويحل محل القوات التي تتقدم نحو العمق اليمني ويحمي مؤخراتها ويمنع عنها الالتفافات المحتملة للجيش واللجان.
إن معارك تحرير نهم كانت في جوهرها الأساسي تحرير العاصمة من خطر محدق بها استمر طوال 5 سنوات، وقد أكلت أكثر من 30 لواء عسكرياً، كانت تسيطر على المنطقة الفاصلة بين العاصمة ومأرب والجوف، وتتموضع على أبواب العاصمة صنعاء منذ عدة سنوات مهددة باجتياحها واحتلالها، وكان العدو يركز عليها أكبر حجم من قواته الهجومية وصلت أعدادها إلى أكثر من 150 ألف مرتزق، بإضافة قواته في الجوف إليها من عدة مناطق عسكرية مركزية وعشرات الألوية العسكرية وآلاف المعدات والمدرعات والمدافع والعربات والدبابات، فلم تكن الجوف في خطة العدو العامة إلا محورا من محاور التطويق والهجوم على العاصمة في نهاية المطاف وعزلها عن المحافظات والمناطق الشمالية.
معارك جيزان وحيران
بعد تحقيق الانتصارات الضخمة في وادي أبو جبارة الشهيرة انتقلت قوات الجيش واللجان إلى حالة عسكرية حربية جديدة أهمها أنها امتلكت القدرة اليقينية على الإمساك بالمبادرة وأخذها من أيدي العدوان بشكل نهائي، ومذاك فقد العدو بعد معارك أبو جبارة القدرة على الهجومات الواسعة وفقد الإيمان بالقدرة على كسب هذه الحرب أمام الصمود الأسطوري لليمنيين وقواتهم التي تضاعفت وتمددت سيطرتها وزادت قدراتها وتقنياتها وتطورها في كل المجالات العسكرية والحربية والتصنيعية والتنظيمية والتعبوية والاستراتيجية والتكتيكية والعملياتية فاقت قدرات التحالف الكوني العدواني، وقد افتتح ذلك انتصارات الساحل الغربي نهاية العامين 2018 و2019م وما بعدها من إنجازات. وقد شكلت معارك الجيش واللجان وانتصاراته في محاور حيران وجيزان وعسير والتي ماتزال مستمرة تأكيداً جديداً على التغييرات الحاصلة في الميادين والمعادلات في القوى.
العدوان يرتقي إلى أعلى هاوياته
لقد تطور العدوان وتضاعفت قدراته خلال حقبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (2017ـ2020م)، ولم يعد بيد خلفاء ترامب ما سيقدمونه أكثر مما قدمه ترامب، فقد أسقط ترامب على رؤوس اليمنيين أكثر من مليوني صاروخ من الجو والبحر ودمر المنازل والمزارع والمصانع والمعامل والمشافي والمدارس والجامعات وقاعات الأعراس، ووظف كل آلاته الإرهابية والشيطانية، وأنزل باليمنيين المسالمين الحصار والجوع والقتل والأوبئة والموت المتنوع المباشر والبطيء، وقد تجاوز في أفعاله ما فعله غيره من الفاشيين والمجانين من قبل، وها هو كل ما فعله في الشعوب المستضعفة في العالم عاد إلى نحره.
فقد قام ترامب بدفع العدوان على اليمن إلى أقصى درجاته ومستوياته ونهاياته، وضاعف المساعدات والأسلحة والخبرات والقوات والقيادات، وأعطى لبني سعود وكلابهم أقصى الفرص لتفعل ما تستطيعه وأكثر مما تستطيعه في اليمن اعتمادا على الدعم الأمريكي العسكري المباشر والميداني والخبرات والأسلحة ذات التقنيات الأحدث في العالم التي لم تعرض من قبل خارج أمريكا والناتو.. وقد وصلت أعداد المتدخلين العسكريين الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة والفرنسيين وغيرهم إلى أكثر من 50 ألفاً، كما بلغ عدد المرتزقة الأجانب من سودانيين وغيرهم أكثر من 100 ألف خلال الأعوام 2018ـ2020.
قيادة أمريكية مباشرة للعدوان والعمليات
كما وضعت القيادات العسكرية الميدانية والعليا تحت إشراف مباشر من قبل القيادات الأمريكية التابعة للقيادتين الوسطى والمركزية الأمريكيتين وما يتبعهما من أساطيل وبوارج وحاملات طائرات وقوات، كلها تحت تصرف العدوان في البحر الأحمر وباب المندب، والقواعد الأجنبية في إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي وغيرها، استخدمت كلها في حصار الحديدة والساحل الغربي لاحتلاله والقصف بالصواريخ من البحر والشواطئ القريبة ومن الجزر اليمنية المحتلة.
وقد أدارت القيادة الوسطى الأمريكية في المنطقة بنفسها العمليات العسكرية على الساحل الغربي لإسقاط الحديدة والساحل بكل ما لديها من قدرات واحتياطات ضخمة، وضعت كلها كإيجار لابن سلمان وتحقيق مغامراته وملكه الضائع مقابل أموال ضخها في جيوب ترامب وعائلته هو وزبانيته ورجاله وإدارته وعلى رأسهم جاريد كوشنر الصهيوني صهره وزوج ابنته إيفانكا.
ونحن نعرف اليوم وفقا للصحافة الأمريكية نفسها أن ما استلمه ترامب لوحده ثمناً للأسلحة والخبرات والمشاركة الأمريكية، بلغ نحو تريليون دولار في بداية حكمه.
الخروج من عنق الزجاجة
لم يعد أحد يشك بقدرات جيشنا ولجاننا الشعبية ومتطوعينا وجماهيرنا المحاربة الصامدة، لقد وصلنا الآن إلى مرحلة أجد وأهم وأقوى وأكثر تمكينا وقدرة على التهام العدو وسحقه ميدانيا واستراتيجيا.
وتعتبر معارك مأرب وقبلها الجوف والحدود والساحل أهم المقاييس، ويمكن أن نقيس بها مدى ومستوى وطبيعة وحجم القوى التي اكتسبها جيشنا ولجاننا ووطننا، ومدى الصمود والتقدم خلال السنوات الست الماضية.
كما يستطيع العدو بالقدر نفسه أن يقيس مدى تراجعه وتهافته وضعفه المتواصل في الميادين وفي الاستراتيجيات والأوضاع والقيادة، وإذا كان العدو لا يشكو من قلة توفر الأموال بين يديه، فإنه لا شك يشكو وسيشكو طويلا من قلة العقل والروح لديه على كل المستويات، والجنون بمقادير هائلة جداً، وهو ما يظهر من تصرفاته وسياساته، وهو توجه ثابت ومستمر لا يتوقف أبدا.
وإذا كان لنا أن نتوقف أمام بعض أسباب فشل العدو التي أشرنا إليها سلفا، وهي للأسف من العلل التي لا تشفى ولا تتغير ولا تعالج، فهي علل دائمة جوهرها الحماقة التي “أعيت من يداويها” كما قال العربي الحكيم.
واختلال موازين القوى المادية كانت دوما مع العدو منذ البداية ومازالت، فقد كانت أهم عامل لتحقيق الانتصارات اليمنية الكبرى، وذلك بالاستغلال الأمثل لتلك الأمراض والعلل، وهو ما يدل على مدى مهارة وحذاقة القيادة الاستراتيجية والتكتيكية اليمنية وخبراتها الواسعة وإدراكها الشامل والكامل لطبيعة الخصم وقوته.
وهناك تناغم كامل بين قادة السياسة ورجال القتال والحرب، نجده في التصريحات والخطب والبيانات التي تثريها وسائل الإعلام الوطنية بانتظام، وهو ما يعزز الشعور العالي بالثقة والمعنويات المشبعة بالحماس والإصرار والأمل وهي ترسم بمبادراتها الأفق الجديد للمعارك القادمة، معارك التحرير الوطني الشامل.
كيف يفكر العدوان الآن؟
إن العدو في نكسة فعلية بعد مأرب، لقد أدرك أنها النهاية وهو بحاجة إلى ما يسكن خواطر مرتزقته وقيادتها ويخفف من قلق أبقاره الحلوبة التي تبدأ بالصراخ والعويل عند كل مرحلة ذبح جديدة دفاعا عن عروش الطغاة الجدد والقدامى، ولذلك أطلق قبل أيام ورقة الحكومة المتناصفة، فمع قرب نهاية العام الميلادي أراد أن يقدم لهم ولو أسطورة ووهماً يمكن لأتباعه أن يلوكوه عشية أعياد الميلاد وأن يجدوا شيئا يتبادلون التهاني حوله ولو شكلياً، المهم أن تلوكه الألسن وقنوات الإعلام محاولا خلق مدى افتراضي جديد في أفق العدوان وعصاباته، فكانت الحكومة الوهمية هي الورقة القديمة الجديدة التي عمل على دفعها. إن تهاوي العدوان في الميادين والواقع يدفعه دفعا بأي ثمن إلى اختلاق الوهم خلقا كما يندفع إلى محاولة إعادة تكييف أوضاعه مع نكساته المحتمة.
استراتيجية العدو الجديدة
والعدو بحاجة إلى تغيير أسلوبه واستراتيجيته وتكتيكاته ونقل الصراع من صراع تقليدي عسكري إلى صراع من نوع هجيني جديد يحقق أغراضه الاستراتيجية هو قبل حلفائه وأدواته.. فما هي أغراضه الاستراتيجية التي ينتظر تحقيقها وتحدد أساليبه العملياتية الحربية؟
لنراجع الأهداف العليا من العدوان والحرب، وهي السيطرة على كامل مناطق الجنوب والشرق والسواحل والممرات الطرفية والنفطية بأقل ما يمكن من تكاليف، فكيف يتم ذلك وبخسائر محتملة ووفق مشروعية دولية وإقليمية وشعبية محلية، وكيف يحقق ذلك المخطط بناء على الوقائع والتطورات السابقة، بخاصة أنه قد انتقل من المستنزِف إلى المستنزَف، ومن الضارب إلى المضروب، ومن القاتل إلى المقتول.
إن العدوان يدرك حقيقة أوضاعه الاستراتيجية وخسارته الحرب العدوانية التقليدية الجارية وهو يبحث عن الفرصة التي يخرج فيها من الوضع القديم للحرب وينتقل إلى مستوى وأوضاع أخرى تساعده للخروج من الموقف السابق الذي كان بلا جدوى له طوال سنوات عدوانه، بل تحول إلى استنزاف هائل له، وبما يتوافق مع توجهات الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، والاستراتيجيات الأمريكية الإمبريالية المتغيرة في العهد الجديد، مرحلة ما بعد ترامب.
إن العدو لم يعد يريد استمرار الحرب، ولكنه كالطفل الأحمق الذي يعتبر الحرب مجرد لعبة لإثبات رجولته الحربية أمام بقية منافسيه في المُلك، ويسيطر على موارد الممالك النفطية وأموالها ومواردها دون أن يحاسبه أحد.
إن خسائر العدوان المادية تقدر حسب أكثر المراكز البحثية الغربية والأمريكية بنحو 1.5 تريليون دولار سنويا، وإذا ضربنا المبلغ في 6 سنوات، فإن إجمالي الخسائر يصل إلى 9 تريليونات دولار، وهي قابلة للزيادة سنويا بنفس المعدل وأكثر، تدفعها السعودية من مخزوناتها البترولية والمالية في البنوك الأمريكية والغربية، وهو ما انعكس سلبا على الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية للسعودية التي تحولت من حكومة ثرية جدا ودائنة إلى مدينة للبنوك الدولية والدول الأخرى التي تقترض منها الآن، وهي تواجه عجزا سنويا يصل إلى حوالي 100 مليار دولار.. فهل تستطيع السعودية وأخواتها أن تتحمل تلك الخسائر لسنوات قادمة؟ إنه أمر مستحيل، وإلا انفجرت من الداخل مثلها مثل أي كيان استبدادي شمولي، ولن يأتي الانفجار من الشعب وحده، بل من النخبة الأسرية المهددة بالغرق في ظل استمرار ابن سلمان وأبيه وسياساتهما الرعناء.
وسواء فهم ابن سلمان أو لم يفهم أن الأمريكيين ورطوه في شن العدوان بهدف أن يبتزوا الأموال الضخمة التي لبلاده في البنوك الأمريكية والغربية بشراء الأسلحة البائرة التي تكدست في المصانع الغربية، بخاصة في ظل الأزمات المالية والصحية والاقتصادية التي تعيشها تلك الدول وتراجعها أمام صعود قوى جديدة منافسة كبرى كالصين واليابان والهند وإيران وألمانيا وروسيا وغيرها للخروج من أزماتهم على حساب الثروات العربية السائبة في أيدي عملائهم ووكلائهم.
إن اعتقال مئات الأمراء في السجون الناعمة وما رافقها من اغتيالات واعتداء على الحرمات وعلى حياة أبناء البلاد تجعل الحرب الداخلية محتمة، بل هي الآن تسير في أوجها، ولن تخرج البلاد من مأزقها إلا بنهاية بشعة لابن سلمان وجماعته وعصاباته، والجميع يترقب نهاية سلمان بالموت وهو قدره العاجل بحكم مرضه العضال وعمره وخرفه وعجزه، ومن المرجح أن تلك النهاية المريعة قد تأتي في عهد بايدن نفسه وخلال السنوات القادمة قبل مغادرته البيت الأبيض.
وهناك عوامل وأسباب لذلك، لعل أبرزها أن السعوديين ونتنياهو من الجناح الحاكم لابن سلمان وجماعته كانوا هم الواقفين ماليا خلف هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات السابقة التي أتت بترامب إلى الحكم وإفشال الديمقراطيين في حملتهم السابقة.
وإذا كانت أجهزة المخابرات الأمريكية لديها جناحان عميقان متنافسان، كل جناح يشكل امتداداً للاتجاهين في السياسة، فإن المقتول خاشقي كان يشكل أحد أطراف جناح المعارضة الاستخبارية، وتصفيته كانت خسارة لذلك الجناح، كما أن السعوديين مدانون باللعب على الأمن القومي والداخلي الأمريكي لصالح أحد أجنحة اليمينيين الجدد في عهد بوش الابن وقبله، فإن المحققين الأمريكيين قد خلصوا إلى أن المخابرات السعودية والأسر الحاكمة كانت ضالعة في أحداث الاعتداء على برجي مركز التجارة العالمية في نيويورك عام 2001، وهو ما كبد المواطنين الأمريكيين أكثر من 5000 قتيل وآلاف الجرحى والمتضررين، وهي القضية المرتبطة بـ”قانون جاستا” ضد الإرهاب، أي ضد إرهاب السعودية، ومطالبتها بدفع غرامات تصل إلى 5 تريليونات دولار، وكانت مخابرات بوش الابن ورطت السعوديين في العملية تمهيدا لغزو العراق للحصول على موافقة الكونجرس بإرسال القوات الأمريكية إلى الخارج وغزو المنطقة خدمة لـ”إسرائيل” وعملائها، وقد شكلت تلك القضية حين تم كشفها في عهد أوباما مصيبة نزلت على السعوديين، وجمدت في عهد ترامب، وسوف يفتتحها بايدن بالضرورة لتكون مصدر استنزاف جديد للسعوديين.
وكان من أسباب سقوط هيلاري كلينتون (الديمقراطية) المريع في الانتخابات السابقة هو تسريب جميع الرسائل الإلكترونية والمكالمات المسجلة بينها وبين الأمراء السعوديين والخليجيين، والتي اعترفت فيها بدعم “داعش” و”القاعدة” وأنهما صناعات أمريكية، وأن الحكومات الأمريكية المتعاقبة هي التي صنعت الإرهاب، وهو ما أضعف قدرتها على منافسة ترامب وسقوطها المدوي بعد أن شوهها في كل اجتماع أو مناسبة وأمام الجمهور، وكان ترامب يردد أن الديمقراطيين هم من أنشأوا “الإرهاب” و”القاعدة” و”داعش”.
وقد استغل ترامب تلك المواد المسربة أفضل استغلال، على الرغم من أنه أحسن ابتزاز السعودية بها في ما بعد إلى أقصى الحدود وحلبها ماليا وتنكر لكل ادعاءاته الديماغوجية السابقة، وقدم لـ”الإرهاب” ما لم يقدمه أسلافه.
(علي نعمان المقطري – صحيفة “لا”)