وفاءً لأبناء صعده.
بقلم: يحي محمد جحاف
ألوفاء لأهل ألوفا، في جمعة الوفاء.
جمعة مليونية، خرج فيها الجميع، يولون وجوههم شطر المسجد الحرام، في يوم مبارك، خصه الله بالفضل واليُمن والبركة،
تحيه وإجلال وعرفان لرجال أوفياء، صدقوا ماعاهدو الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدلو تبديلا.
تحية من شباب الثورة والصمود،تحية من شباب الحرية والكرامة،تحية من شباب الأمل والتغيير، تحية من شباب صامد صابر مرابط في ميادين التغيير،تحنى لهم الهامات إكبارا، وفخرا واعتزازا،بثباتهم وصدقهم ونقائهم وطهرهم.
تحية من شباب ألو على أنفسهم أن يعيدوا للإنسان اليمني كرامته ،وحريته المهدورة،ويصنعوا بدمائهم مجده المنشود.
تحية وفاء من كل أبناء اليمن شبابا وشيوخا وأطفالا ونساء تحية من صفوة المجتمع اليمني لكل أبناء محافظة السلام، (صعده) التاريخ والعلم والسيف والقلم. المحافظة الأبية التي اكتوت بنار الحروب والأزمات المفتعلة،التي كانت تتوقف حيناً وتشتغل حيناً أخر؟!
حروب غلب عليها جوانب متعددة، سياسيه وعسكرية ، ودينية وطائفية وقبلية ومناطقية، جميع اللاعبين فيها يعملون ،من أجل مصالحهم الذاتية.
من خلال إذكاء نارها كلما همدت، كونها الوسيلة السريعة للثراء المادي، وابتزاز السلطة للحصول على مكاسب آخري، نفوذ وجاه وسلطان، بما فيهم أولئك الذين تمكنوا من تصويرها، بأنها امتداد لمشاريع دولية، كان الغاية من ذلك الخلاص من خصومه أو استغلال ،مادي وسياسي وديني، وكل هذه العوامل جميعها تخدم في الأساس أجندة محلية وإقليمه، وتخدم في ذات الوقت توجه فكري يريد فرض نفوذه بقوة الدولة، ودعمها غير المحدود، ليحل بديلاً لكل ما هو قائم، في المكان من ألاف السنين، وتجسيد واقع ديني وأخلاقي جديد ينطلق من المصالح، المشتركة القائم على مفهوم الغاية تبرر الوسيلة ..؟!
حروب متكررة كان وقودها،الأرض و الإنسان، وكلما هو جميل في هذه المحافظة حروب همجية أحرقت كل شي،وكلفت اليمن ملايين الريالات،على حساب اقتصاد متهالك،وتنمية غائبة ومستوى معيشي متدني، و فقر وبطالة في ظل غياب تكافؤ الفرص،بسبب تسلط الأقلية على الغالبية، ليصل ذلك التسلط إلي الذروة.
ليتدني معه مستوى دخل الفرد والأسرة، لأدنى مستوى في حين يصل فرد أخر في دخله الشهري إلي ملايين الريالات..؟!
بسبب الاستفراد وتهميش القوانين، وارتكاز الأمر في كل شي، على المحسوبية والقرابة والعلاقات القائمة، على الولاء، التي تسير أمور البلد، الشئ الذي جعل المسئول الأول في أي مرفق من المرافق، أن يعبث ويتصرف في كل شئ،وفق هواءه ومزاجه، دون اعتراض أو خوف من أحد.
ماجعل المناصب الوظيفية، ضيعة للكسب المادي السريع والثراء الفاحش، في وقت قياسي …؟!
لان الوظيفية أعطيت لهذا أو ذاك ، هبة لا تخضع لأي معيار من المعايير المعمول بها، في أي بلد في العالم من تأهيل علمي أو كفائه، أو خدمة أو غيرها.
ظواهر طغت أفرزت استباحه،لكل شي دون استثناء.
حرب مشئومة خنقت ألأنفاس، وجعلت صعده ضيعة للفيد ، نهبت المقدرات والخيرات جميعها، وكان نتائجها ظواهر الكراهية، والإحساس بالنزعة الانتقامية،حتى وصل ذلك إلى حالة من العمى ،وعدم التفريق بين الغث والسمين،وتحمل تلك الأخطاء والممارسات الجميع،لأنه لم يعد هناك تفريق بينما هو صحيح أوخطا،لينتج عن ذلك تحول خطير في حياة المجتمع ، عزز الشعور بالكراهية ،ولانتقاص في أدميته وكيانه، تولد عنها نظره ساخطة، كارهة إلى كلما ينتمي إلى المحافظة، وبعض من أبنائها للتوسع الدائرة،حتى شملت المحافظات الأخرى، سببها تلك الممارسات الخاطئة،التي أدت إلى نسيان ماتربوا علية الناس وألفوه في حياتهم من تنوع وتعايش،ليصل ذلك إلى تهديد السلم الاجتماعي.
لذلك نقول أن هذا اليوم تاريخي، بل وانتصار مقرون بالعرفان لأبناء صعده، أينما حلو في سهولها وجبالها وأوديتها، من جميع أبناء اليمن، لمواقفهم وصمودهم وشموخهم الذي لم يركع إلى لله الواحد القهار، من شباب ثورة اليمن،شباب الحرية ،شباب الأمل نحو غدا مزدهر،شباب اثبتوا أنهم القادرون، وحدهم على لملمت الشأن اليمني، وإعادة الاعتبار لكل أبناء اليمن من خلال الاعتراف بالحقوق المشروعة .
نعم اثبتوا حقا في هذه الجمعة المباركة، والجمعة التي سبقتها أنهم على قدر كبير من المسئولية،برغم كل الصعوبات والعقبات التي تقف في طريقهم، من أطراف كثيرة تراء في وجودهم، نهاية لهم ولمصالحهم التي بنوها، على حساب الناس.
حقا أنهم رجال المستقبل الواعد بالخير، فهم حالة واحدة، يعانون ويتألموا ويشعروا، بما يعانيه الوطن من أزمات مفتعلة، الغاية منها تحويل المسار، الذي خرجوا من أجله.
لقد اثبتوا أنهم اكبر عقولا، وابعد نظرا إلى كلما هوا جميل في هذه الحياة.
إنها رسالتهم الثانية المقرونة بالمحبة والصفاء والوفاء.
من شباب ثائر طاهر،لم تدنسه حياة الزيف والخداع والكذب والنفاق، والتلون والدجل أحب الوطن ،وخرج من اجله مضحيا بنفسه، من اجل كرامة وعزة أبناء اليمن في كل مكان.
إنها رسالة الشباب إلى أهلنا في كل شبر في محافظة صعده
فتحية للشباب، واعتذارا لأبناء صعده الأبية..