مأرب.. معركة تحرر الوطن
مأرب.. معركة تحرر الوطن
يمني برس- بقلم/ إكرام المحاقري
لربما كانت توقعات “حزب الإصلاح” بالنسبة لمعركة (مأرب) هي نتيجة لما حدث اليوم من تقدم واسع واسترتيجي للجيش واللجان اللشعبية اليمنية، وتلك نفسها نتيجة لما توقعته دول تحالف العدوان على رأسهم بريطانيا، ناهيك عن المخططات الفاشلة التي رسمها “اللوبي الصهيوني” بعناية فائقة وحرك فيها جميع أوراقه وكشف مؤخرا عن حقيقة تواجد التنظيمات الإرهابية في جبهات الصراع في اليمن، خاصة بعد الإعتراف الصريح لتنظيم “داعش” والذي أقر بمشاركته في معركة (مأرب) لصالح تحالف العدوان.
كانت وما زالت محافظة (مأرب) هي الحلم الضائع لحزب “الإصلاح” والذي بات يتلفظ أنفاسه الأخيرة في المعركة العسكرية، أما المعركة السياسية فقد خرج منها منذ أشهر، حيث وقد تم تصنيف الإخوان المسلمين بـ “الإرهابيون” من قبل “أمريكا”، وهم ذاتهم حزب الإصلاح؛ ولهذه التصنيفات تبعات سياسية تخرجهم من قائمة الحوار والمكون السياسي الرسمي، ولعل نهاية هذا الحزب المتخبط باتت وشيكة من الساحة السياسية والعسكرية بشكل عام، وما ساحتهم إلا ساحة العدو الصهيوني نفسه حيث وهي ساحة دول الإستكبار والتي تتحرك لمصلحة الصيدرة الصهيونية في الشرق الأوسط.
فـ مع تقدم الجيش واللجان الشعبية في مناطق ومواقع واسعة في محافظة (مأرب) والتي تكاد أن تتحرر المحافظة إثرها، خُلقت النزاعات والثغراث بين مرتزقة العدوان في الداخل والخارج، والذين لطالما استغلوا نفط وغاز محافظة (مأرب) من أجل مصلحة جيوبهم ومصلحة دول العدوان بعيدا عن تلك الشرعية المزعومة، وبعيدا عن كل العناوين الوطنية والتي كانت وما زالت شعارات يترنم بها المرتزقة من “حزب الإصلاح” في شاشات أبواقهم الإعلامية المنافقة، كما ترنم بها نظام صالح لـ أكثر من 33 عام؛ ورغم كل ذلك إلا أن معركة (مأرب) تبقى معركة لتحرر الوطن وتحرر قوت الشعب اليمني، وهي ذاتها معركة الحسم السياسي والعسكري.
ولذلك فقد تحرك “بايدن” بشكل خاطفا مطالبا بحل سياسيا في اليمن، وكانه مبعوث أممي لا رئيس أمريكي، وذلك بعد أخذه الضوء الأخضر من الموساد الإسرائيلي، فمحافظة (مأرب) تعني لهم الكثير والكثير !! كما تعني للشعب اليمني والذي هي حق معلوم له، لا لقوى الاحتلال الذين أمتصوا ثرواتها، بينما ابناء الشعب اليمني يعيشون الأزمات الاقتصادية والنفطية والمعيشية منذ بداية العدوان على اليمن، أي ما يقارب الـ (سبعة أعوام).
فالمعركة اليوم هي خاصة بجميع أحرار اليمن في شماله وجنوبه، فهذه المعركة هي من ثارت من أجل كرامة النساء الآتي خطفتهن يد القذارة من “حزب الإصلاح”، وتعدت العيب الأسود، وهي معركة الحسم ومعركة استقلال اليمن، وهي معركة دول الإستكبار العالمي بشكل عام، وهي من قلبت معادلات الحرب رأسا على عقب… فالمعركة باتت محسومة والعدو يعي ذلك جيدا، ولعل نقطة الملتقى بين المرتزقة واسيادهم من عبيد العبيد ستكون في محافظة شبوة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستقبل قبائل شبوة وجود قوات الاحتلال وأدواتهم المرتزقة على أرضهم !! أم أن معركة تحرير “مأرب” ستكون درسا للعالمين وليس للمحافظات الجنوبية اليمنية فقط، لن نستبق الاحداث، اليس الصبح بقريب.