رئيس جمعية مصدري ومنتجي الرخام: اليمن يمتلك مخزوناً كبيراً من الأحجار الطبيعية لم تستثمر بعد
يمني برس _ صنعاء
تحقيق : محمد الجعفري
بلادنا مازالت بكرا في جانب استخراج المعادن رغم ان آثار التعدين التي ذكرها المؤرخون مازالت شاهدة على ما عرفته اليمن من استغلال للمعادن، الى جانب انها الان تعد من الاماكن ذات المخزون الكبير في هذه الثروة التي بدأ الاستثمار يدور حولها ليخرجها الى الواقع باعتبارها الصناعة البديلة للطاقة المتجددة، النفط والغاز، حول المعادن والاحجار في اليمن وواقع الاستثمار فيها، وما يعانيه المستثمر اليمني من صعوبات يعيشها عند ارتباطه بهذه الصناعة أجرت صحيفة «26سبتمبر» تحقيقاً حول صناعة الحجر الطبيعي في اليمن من خلال اللقاءات التي اجرتها مع ذوي العلاقة بهذا القطاع.
الأخ/ احمد علي الشليف رئيس جمعية مصدري ومنتجي الرخام قال:
اليمن بها مخزون كبير من الاحجار (احجار البناء والزينة والرخام والجرانيت) وهي تفوق في جودتها وتتنوع ألوانها كثير من الدول التي تتواجد فيها هذه الأحجار، حيث يتميز الرخام والجرانيت اليمني بان له أكثر من 10-15 لون، وهي ميزة جيدة قلما تجدها في أي مكان آخر، وبسب التعدد في الألوان اطلقنا نحن لها اسماء لنميز كل نوع عن الاخر، مثلا عندنا رخام العلياء ورخام اليمن ورخام الملكة ورخام حمير، وهذه هي الميزة الاولى للاحجار اليمنية، اما الميزة الثانية فهي قوة وصلابة هذه الاحجار عن غيرها من الاحجار وهذا الشىء لاحضناه عند اقدامنا على الدخول في مناقصة حول جزيرة النخلة في دبي، حيث كان من ضمن الدول المتقدمة معنا فلسطين والاردن وسوريا، وعند تحليل الاحجار وجد ان العمر الافتراضي للحجر الاردني والفلسطيني والسوري بلغ 100سنة بينما بلغ العمر الافتراضي للحجر اليمني 300سنة وعند ما وصلنا الخبر قلنا لهم لقد ظلمتمونا، فاستغرب الاخوة هناك لهذا الحديث وقالوا كيف ذلك، فقلت لهم ان العمرالافتراضي للحجر اليمني وصل الى الان حوالى 2400سنة، ودليل ذلك عرش بلقيس واثار براقش التي ماتزال قائمة وكانها بنيت أمس.
مارد يريد ان ينطلق :
وعن أماكن تواجد الأحجار هذه في اليمن قال:
أن الرخام والجرانيت يتواجد في كثير من محافظات الجمهورية ومن ضمنها الجوف ومأرب وشبوة وقليل منها في محافظة حجة وحضرموت، كما تتواجد هذه الاحجار في محافظة صنعاء في منطقة نهم، اما محافظة مأرب فقد اكتشفنا ان الرخام هناك يتواجد بكميات كبيرة جدا ومنه ماهو مدفون تحت الرمال، والصور التي التقطت توضح بانها جبال مدفونه وكانها مارد يريد ان ينطلق، وليس هذا فحسب فقد وجدنا احد المواقع الذي زرناه نحن ومعنا احد الايطاليين الذي تفاجى بهذا الموقع وقال ان هذا الموقع اذا فتح سيكون مثابة كرارة ايطاليا المشهورة بالرخام على مستوى العالم وسيغطي الشرق الاوسط بالاحجار، وسماه كرارة اليمن.
وحول استخدامات الاحجار هذه وخاصة في جانب الصناعة قال: ان هناك كثير من الصناعات القائمة على الاحجار بمختلف انواعها حيث تستخدم في صناعة الاسمنت والورق والسراميك والزجاج والمنظفات والصابون والخزف والعوازل الكهربائية، وصناعة الملح من الملح الصخري وكذا الصودا الكاوية التي تدخل في كثير من الصناعات الكيمائية، الى جانب صناعة المجوهرات من صخور الكوارتز، وصناعة الادوية، وهذه الاخيرة بالذات سيكون لها صداها في اليمن، فلا تتصور اننا وجدنا في احد المواقع التي كانوا يفجرون فيها لإستخراج الرخام رخاما أبيض لفت انتباهنا، فقمنا باخذ عينة منه الى دبي لفحصها فوجدنا ان نسبة الكالسيوم فيها وصلت الى حوالى 94%، وهذا من الحرام ان يستخدم كرخام يباع بالكتلة، ومن الافضل ان يستغل في صناعة الادوية، وان يباع بالكيلو، وفعلا تم ايقاف هذا المحجر ونحن نبحث عن شركة تستثمر فيه لتصنيع الادوية اوالتصدير.
ويضيف: ان المستثمر اليمني في مجال الاحجار يؤمل على المشاريع الاستراتيجية والمشاريع الاخرى التي تقام في بلادنا سواء في مجال البناء اوالطرق او الجسور، في ان تكون هي المكان الامثل لتصريف هذا المنتج المحلي من الاحجار، تشجيعا للمستثمر اولاً وخلقا لفرص العمل ثانياً وللاسف الشديد ما يحدث هنا هوالعكس تماما، بالرغم من ان رئيس الجمهورية –حفظه الله-قد وجه بان تكون الاولوية في هذه المشاريع للخامة المحلية، كما حدث في جامع الرئيس الذي يعد المثل الذي يحتذى به في دعم المنتج المحلي من الاحجار، حيث منع دخول اية قطعة رخام او جرانيت غير يمنية الى هناك، وهذا المشروع يجب ان يحتذى به فقد وجد مكان ليتنفس فيه المستثمر بالاضافة إلى توفير وفر من فرص عمل لايدي عاملة يمنية.
الضمان الكافي :
وحول اما الاستثمار في مجال الاحجار يقول الشليف أنه ضعيف بسبب عوامل عديدة اهمها عدم وجود الضمانات الكافية لاقامة مثل هذه المشاريع مثل البنوك التي تقدم الدعم المالي والضمانات البنكية، الى جانب عدم توفر البنية التحتية التي ستسهل الكثير للمستثمرين في اليمن، عوضا عن ضرورة توفر شريان الاستثمار المتمثل بالسكة الحديدية التي تربط مناطق الاستثمار الموانئ ولو تأملنا الان كم يكلفنا نقل طن من الاحجار الى الميناء نحو 20-22دولار، ولكن عند توفر سكة الحديد هذه فان الوضع سيكون مختلف وستكون التكلفه من 1.5-2 دولار.
وكتطلعات مستقبلية لواقع الاحجار في اليمن يؤكد الشليف: ان هناك العديد من المشاريع التي نؤمل على اقامتها في بلادنا كمصنع هيلان للاسمنت ومدينة بلقيس لصناعة الاحجار التي اذا ما اقيمت فستستوعب من 10-20 الف عامل، منوها الى انه في القريب القادم سيتم اطلاق موقع احجار اليمن على الانترنت على نفقته الخاصة.
الاخ /حزام الروحاني في حديثه عن الاحجار في بلادنا وواقع الاستثمار فيها قال:
الجرانيت يتواجد في بلادنا بنسب عالية اعلى من الرخام، والعالم الان اصبح يتجه الى استخدام الجرانيت بسبب انه الاكثر على مقاومة عوامل الطبيعة بمختلف انواعها، اما الرخام فمن الافضل ان يستخدم في الاماكن المظللة، والجرانيت والرخام بشكل عام لهما تواجد كبير في اليمن ونمتلك مخزون كبير منها بالرغم ان هناك الكثير من الاماكن لم تكتشف الى الان بسبب عدم وجود التسهيلات والبنية التحتية التي تسهل عملية البحث والاستثمار لاستخراج هذه الثروات والاستفادة منها.
موضحاً بأن الاستثمار في جانب الاحجار الان في ظل عدم وجود البنية التحتية مكلف جدا، فاذا ذهبنا لنحسب سعر الرخام المستورد الجاهز للاستخدام ستجده بسعر الخامة وهي حجر، لكن عندنا نحن سعر المتر المكعب المحلي الخام 150 دولار، وهذا يعطيك 25متر مربع سماكة 2سم، كلفة الخامة الواحدة تصل الى 6 دولار، وهذا في اغلب الاوقات، فما بالك ببعض الانواع التي تصل التكلفة لها الى 200-250 دولار، بينما تجد سعر المتر من الجرانيت الصيني 6 دولار وهوجاهز، فالسبب يعود الى التسهيلات المقدمة من الاعفاءات والبنية التحتية الموجودة.
بالاضافة إلى: ان من عوامل ضعف الاستثمار في مجال الاحجار في اليمن ايضا، صعوبة التعامل مع اصحاب المكان الذي تتواجد فيه الحجار بالرغم من ان المكان قد حدد من قبل الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية واعطت ترخيص بذلك، وعندما يذهب المستثمر بالمعدات التي كلفه ايصالها الى هناك ملايين الدولارات، فيصل ولايجد تفهم من اصحاب القرية التي يريد الاستثمار فيها، وكلا منهم يدعي تملكه للمكان فنضظر الى ارضائهم حتى لانتكبد الخسائر اكثرواكثر، الى جانب وجود الجهات المتعددة التي تطالبنا من وقت الاخر برسوم وكلا يدعي اننا في اطار عمله.
ويؤكد الروحاني: ان الدولة يجب أن تهتم بهذا القطاع الهام الذي يعد الى جانب قطاع الاسماك من البدئل الاساسية للنفط، حيث يصل سعر المتر المكعب من الرخام الى 300دولار، واذا قمنا بتصدير مثلا مليون متر مكعب من هذه الصخور سنحصل على 300مليون دولار، اذا فهذا قطاع واعد اذا ما احسن استغلاله، وما ينقصنا لذلك الاستغلال سوى البنية التحية ومواد التشغيل اما الخامة فهي موجودة، وهي صناعة لاتحتاج الى مواد خام من الخارج كباقي الصناعات الموجودة الان في بلادنا، لذا الاهتمام واجب لهذا القطاع الواعد بالخير ان شاء الله، وبعد هذا كله يجب ان تكون اولويات تمويل المشاريع المحلية بالمواد من المنتج المحلي من هذه المصانع والمعامل التي تنتج الاحجار بجميع انواعها.
وعن قدرة المنتج المحلي على تغطية الاستهلاك المحلي في بلادنا يقول الروحاني: ان نسبة ما تغطيه الصناعات المحلية من الاحجار للاحتياج المحلي سوى ما نسبته 5%من الاستهلاك المحلي ودليل هذا ان أي مشروع كبير يحتاج الى 50-60الف مترمربع في السنة وقد ربما قدراتنا الانتاجية لا تستطيع ان تغطيه، وهذا ناتج عن عدم التشجيع للمستثمر اليمني في قطاع الاحجار وعدم وجود الضمان الكافي لتغطية السوق لمنتجاته الى جانب القضايا الاخرى التي ذكرناها في السابق.