محمد بن محمد الشينه : الرئيس الميليشاوي ..!!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / محمد بن محمد الشينه
” عبدربه” القديم الجديد، المريض المتعافي، الهارب المتزيعم ..” شخصية متخلِّقة من مزيج السخف والاستهتار والتملص والتزويغ..
على مر مراحل حياته السياسية أدمن دور المسؤول الخالي من المسؤولية كنتيجة بديهية لسنين خلت كان فيها “النائب المركوز” بلا مهام سوى افتتاح المهرجانات وحضور الاحتفاليات.. وحتى الآن وبعد 3 سنوات من ترؤسه للبلاد لم يستوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه كرئيس لشعب قوامه أكثر من 25 مليون مواطن يعيشون أوضاعا مضطربة منذ عقود لم يفهموا خلالها لكلمة (استقرار) أي معنى سوى في وسائل الإعلام.
فاستمرأ هذا اللاهادي حالة السبهللة والتطنيش والتعامل المستهتر مع كل مايخص قضايا الوطن الشائكة منذ تسلمه السلطة، ولعل الكثير قد سمع بساعات نومه الطويل حتى وقت متأخر يصحو بعدها ليدندن على أنغام الراحل فيصل علوي. أنا لا أختلق ذلك ولا أتبلى عليه فحتى الأمم المتحدة قد سمعت ب”خياسته” وكسله من خلال ما قاله مبعوثها بن عمر ذات تصريح مبطن .
وأثناء فترة حكمه غير الرشيد كان اللاهادي يعتمد كليا في إدارة شؤون البلاد على إملاءات أرباب نعمته من سفراء التدخل السافر في الشأن الداخلي لليمن فيأتمر بأوامرهم وينصاع لتوجيهاتهم بكل خنوع وإذعان. وكل ما بذله من جهد يُذكر هو في محاولاته الحثيثة لاختلاق المشكلات وافتعال الأزمات وسعيه الدؤوب في المراوغة والالتفاف على كل مايتعلق بالاتفاقات الرامية لحل معضلات الأوضاع الراهنة .
ومن أرعن وأخطر محاولاته تلك: مؤامرته الدنيئة يوم ال19 من يناير والتي خطط لها بكل خبث لكي تصبح مناسبة سوداوية دامية كذكرى ال13 من يناير التي هدد مرارا بتكرارها في صنعاء إلا أنه اختار يوم ال19 كيلا يُفضح أمام العامة أنه المنفّذ لها كونه قد جاهر بنيتها من قبل . وعندما أفشل الله سبحانه مؤامرته القذرة تلك لم يجد بُدا من التنصل لكل مهامه ومسؤلياته حالما بلغته التوجيهات الخارجية “إياها”: أَن قدِّم استقالتك جَرّاً بالأوضاع نحو المجهول، فقدم استقالته تنفيذا لتلك التوجيهات وتلتها استقالة حكومته بالدافع نفسه.
وفي السياق نفسه كان هروبه من صنعاء في ظروف غامضة خلقت أجواءها أصابع استخباراتية إقليمية ودولية لتبدأ به مشروعا تآمريا جديدا موقعه هذه المرة في الجنوب بالتزامن مع ماتقوم به تلك الأصابع نفسها هناك من تسليم للمعسكرات ومواقع مهمة لعناصرهم الاستخباراتية المسماة (قاعدة)؛ فيكتمل المشهد بوصول اللاهادي إلى عدن ويتم الاحتفاء به دبلوماسيا وإعلاميا من قبلهم كرئيس شرعي سيعيد الأمور إلى نصابها من عدن كما يتوهمون !! متناسين فقدانه للشرعية التي تخوله لهذا الدور؛ إذ لم يحدث أن توافقت أطراف العملية السياسية على تمديد فترة ولايته المنتهية. كل ذلك في كفة وما تعيشه عدن إثر هذه المستجدات في كفة أخرى؛ فبالإضافة إلى ماتقوم به العناصر الاستخباراتية الداعشية في عدد من مناطق الجنوب؛ ترزح عدن هذه الأيام تحت وطأة مليشيات هذا الهارب والتي تنتمي عناصرها الهمجية إلى مديريات محافظة أبين وبالتحديد منطقته (الوضيع) التي كان له من اسمها نصيب “مع تقديري للشرفاء من أبنائها “.
فقد بلغني من بعض أفراد أسرتي هناك -كوني من أبناء مدينة عدن- أن تلك العناصر الميليشاوية “المطعمة بعناصر القاعدة” تعيث في الأرجاء فسادا وبلطجة تحت اسم (اللجان الشعبية) بزعم أنها في خدمة المواطنين وحمايتهم، مستوحية دورها المزعوم هذا من (اللجان الشعبية) في صنعاء التابعة لأنصارالله وشتااااان مابين الاثنتين !!! فما قامت -وتقوم- به اللجان الشعبية في صنعاء من أدوار وطنية يشهد لها القاصي قبل الداني على جميع المستويات الأمنية منها وحتى الاجتماعية في حل الكثير من الخلافات وإعادة الحقوق لأصحابها بعكس ماترتكبه تلك المليشيات العصبوية المناطقية في عدن .
والخلاصة أن ما يفعله اللاهادي الآن يمثل حالة من الوضاعة والدناءة والتآمر والخسة التي لم تكن لتوجد في مخلوق سوى شخصية الدنبوع نفسه الذي لو كان في محياه قُطيرة من “ماء الوجه” و”شوية دم” لما أقدم على ما أقدم عليه خصوصا في ما يمسّ قضية الجنوب التي كان هو أبرز أسباب مظلوميتها؛ ليكرر غدره بها مجددا وباسم (الشرعية) نفسها .