سفير اليمن في إيران يكشف دلالات زيارة الوفد العُماني لصنعاء
سفير اليمن في إيران يكشف دلالات زيارة الوفد العُماني لصنعاء
يمني برس / متابعات
اكد السفير اليمني لدى ايران ابراهيم الديلمي، ان زيارة الاشقاء العمانيين الى العاصمة صنعاء يأتي في اطار ان السلطنة مرحب بها من قبل اليمنيين ويعتبرون سجلها ابيض ولم تلطخ يديها کما هو حال تحالف دول العدوان على اليمن ولم تكن طرفاً في العدوان عليه.
وقال السفير الديلمي في حوار مع قناة العالم خلال برنامج “من طهران”: ان سلطنة عمان قامت بتسهيل العديد من الجوانب الانسانية وفتحت ابوابها على اليمنيين كافة ومن مختلف المشارب السياسية والاتجاهات المتعددة داخل البلاد، وتعاملت مع اليمنيين كجيران، واصفاً سلطنة عمان نعم الجار الطيب.
واضاف السفير الديلمي، ان سلطنة عمان تقوم بتسريع الجهود باتجاه انجاح مساعي الامم المتحدة المتعلقة بفصل الجانب الانساني عن الجانب السياسي والعسكري، مشيراً الى انه كانت هناك ملاحظات لدى الوفد الوطني ولدى الجمهورية اليمنية على مجمل ما قامت به الامم المتحدة خلال الفترة الماضية من محاولات لتقديم الاستحقاقات في الجانب الانساني ورفع الحصار في مقابل مطالب عسكرية وسياسية.
وانتقد السفير الديلمي، جهود الامم المتحدة هذه واعتبرها انها لاتلبي حاجة اليمنيين بوقف العدوان ورفع الحصار وانما ركزت فقط على محاولة المقايضة بين الجوانب الانسانية وبين الجوانب السياسية والعسكرية.
ونوه السفير الديلمي بتصريح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الحوثي، حين اوضح قائلا “اننا نرفض كيمنيين ان يتم مقايضة استحقاقاتنا الانسانية والطبيعية في مقابل ملفات سياسية او عسكرية او ميدانية اما شابه ذلك، فالحصار غير شرعي ولايستند على اية قرارات من مجلس الامن الدولي، وليس له اية شرعية دولية وان حاولوا اضفائها بطريقة او بأخرى، والحقيقة انها لا تستند اي شيء سوى الى منطق الغلبة والعنجية التي لا تثمر ابداً”.
دخول عُمان على الخط هل يؤشر اختراق في جدار الازمة اليمنية؟
واكد السفير الديلمي، ان حكومة صنعاء منفتحة على اية اطروحات تؤدي الى تلبية مطالب اليمنيين المحقة، والتي تتمثل في ضرورة فصل الجوانب الانسانية عن الجوانب السياسية والعسكرية، مشيراً الى ان المسار الان يتركز عبر الامم المتحدة ولا احد يريد ان يتجاوزها، وتساءل السفير: هل تقوم الامم المتحدة بدورها حقاً؟ واجاب قائلا: ان جهودها يجب ان يتسم مع الواقع حالياً، كما ان هناك ملاحظات على الجانب الاممي انه دائماً ما ينظر الى المسألة من زاوية ان هناك صراع يمني- يمني، ويغفل البُعد الخارجي المتعلق في الموضوع اليمني.
واضاف السفير الديلمي، “كما قال السيد عبد الملك الحوثي نحن اهل سلام، ولسنا اهل استسلام”، واعتبر ان ما كان يطرح في عدة محطات هي محاولات لفرض واقع كي تكون نتيجته الاستسلام وليس السلام، ووصفه بانه الاشكال الابرز.
واشار السفير الديلمي الى ان ما قاله اليمنيون للعُمانيين وللامم المتحدة ولغيرهم هو نفسه ما يصرحونه للعلن، ان يكون هناك فصلا تاما وواضحا ومحددا بين المسارات الانسانية والسياسية والعسكرية، وبنفس الوقت اذا كانت هناك مناقشات لوقف اطلاق النار، فيجب ان تتم عبر مناقشات ومفاوضات ترعاها الامم المتحدة تنتج اتفاقاً لوقف اطلاق النار، لا ان يكتفى بمجرد الاعلان عن مبادرة وغيرها.
وتابع السفير الديلمي قائلا: ان هناك الكثير من الاستحقاقات الاخرى التي يجب ان البحث عنها عبر الامم المتحدة، وهي قضية التواجد الاجنبي وقوات الاحتلال التي تحتل بعض جزره واراضيه والاستعادة الكاملة للسيادة اليمنية الغير منقوصة، مشيراً الى ان هناك ايضاً ملفات اخرى كملف الاسرى والتعويض، وان هذا كله يجب ان يناقش في اطار شامل وكامل وليس عبر تجزئة القضايا او محاولة الضغط بهذا الاسلوب او ذلك.
هل يعول اليمن على التحرك العُماني؟
واوضح السفير الديلمي ان اي تحرك عُماني او غيره يؤدي الى تلبية الحقوق اليمنية فان حكومة صنعاء ترحب به وتعول عليه. واكد “اننا اصحاب حق ولا نفرض شروطاً تعجيزية ولا نفرض المستحيل على الآخر، رغم انه فشل وهزم في معركته الاخيرة، ولكن ما نطالب به هو الحد الادنى من الحقوق، ولم نعتدي على السعودية التي باشرت بالعدوان على اليمن بغطاء امريكي، ونحن لا نحاصر السعودية وانما هي التي تحاصرنا وتمنع دخول المشتقات النفطية وتمنع المسافرين من السفر للخارج لتلقي العلاج، نحن اليوم نتحدث عن احتلال اراض يمنية وليس اليمنيون هم المحتلون، ومطالبنا ما هي الا استحقاقات طبيعية اذا طالبنا بها”.
ونوه السفير الديلمي بان الامم المتحدة تنتهج في مقاربتها الغير معقولة للمسألة اليمنية في محاولة حصر الصراع على انه صراع يمني- يمني وتجانب الحقيقة، موضحاً ان هذا المسار التي تنتهجه لن يفضي الى اي حل.
واضاف السفير الديلمي ان المخرج الآمن لتحالف العدوان السعودي الامريكي على اليمن يبدأ من وقف عدوانهم ورفع حصارهم ومغادرتهم للاراضي اليمنية، ومناقشة كافة التفاصيل المتعلقة بالاسرى والتعويضات وغيرها، وقال: ان الكرة الان في ملعب تحالف العدوان، وان الحل كان متاحاً منذ اليوم الاول من العدوان ولازال مطروحاً على الطاولة الى اليوم.
هل يبحث العدوان عن مخرج عبر مقترحات وقف اطلاق النار دون جدوى؟
واكد السفير الديلمي ان مشكلة عدم التوصل الى سلام ووقف اطلاق النار دون جدوى، انما تكمن في انعدام الثقة وفي التجارب السابقة بين اليمن وبين قوى العدوان وبين الامم المتحدة، حيث في فترات سابقة كانت هناك جولات متعددة سواء في سويسرا او السويد او الكويت او عُمان ولكنها لم تفض الى نتيجة بالرغم من انه كانت هناك اتفاقات موقعة على غرار ما حصل في السويد مؤخراً، ولكن عدم جدية المجتمع الدولي والامم المتحدة في انفاذ ما تم الاتفاق عليه يجعل انعدام الثقة حاضراً في مختلف مراحل المشهد اليمني الموجود حالياً، اضافة الى ان المقاربة الخاطئة من قبل الامم المتحدة من زاوية انها تنظر للمشكلة اليمنية على انها مشكلة داخلية وتغفل متعمدة للجانب الخارجي والعدوان السعودي الامريكي واستمرار الحصار على اليمن، واوضح ان كل هذه الاشياء تعرقل الوصول الى نتيجة واضحة ومحددة، اضافة الى الاداء السيء لمعبوثي الامم المتحدة خلال الفترة الماضية وأخرهم مارتن غريفيث.
وفند السفير الديلمي الاشاعات التي تروج بان حكومة صنعاء تضغط عسكرياً، وقال: ان الذي يضغط عسكرياً هو تحالف العدوان الذي لم يتوقف ولا لحظة واحدة، مشيراً الى ان هناك محاولات لتصوير الوفد الوطني اليمني الذي يدافع عن الامن والسيادة في اليمن بانه لا يريد وقف اطلاق النار ولا يريد حمل الازمة، واعتبر ان ارض الواقع يكذبهم.
هل غيرت صنعاء استراتيجيتها في جبهات القتال؟
كما رفض السفير الديلمي الاشاعات التي تدعي ان حكومة الانقاذ اليمني قد غيرت من استراتيجيتها من اعتماد الحل السياسي اليمني الى مواجهة المعتدين بالطرق العسكرية نظراً للتطورات الاخيرة على جبهات مأرب وجيزان وتريد فقط التصعيد الميداني، واكد انها غير صحيحة، مشدداً على ان قوى العدوان هي التي اعتدت على اليمن ولازالت تتواجد على الاراضي اليمنية ولازالت تمارس عدوانها، واكد السفير الديلمي ان حكومة الانقاذ اليمني من دعاة الحل السلمي ولكنها في نفس الوقت ترفع راية مواجهة العدوان والتصدي بالطرق العسكرية والامنية واعتبره بانه الخطوة صحيحة وطبيعية بان يمضي المساران السياسي والعسكري في طريقهما الى ان يصلا الى نتيجة مؤداه طرد العدوان ورفع الحصار وترك اليمن وشأنه وتعويضه عما لحقه به من دمار.
ما انعكاسات التطورات العسكرية على جبهة مأرب؟
وتابع السفير الديلمي يقول: ان حكومة الانقاذ اليمني لا تستطيع ان تتحدث على ان هناك احتداما في جبهة مأرب، واضاف ان حرب مأرب انطلقت منذ اللحظة الاولى من بدء العدوان وهي مازالت جبهة مشتعلة، وتعتبر اكبر واقوى واشد صراع حصل فيها بين اليمنيين وبين قوى العدوان السعودي الامريكي ومرتزقتهما.
واوضح ان محافظة مأرب تضم تجمعاً شاذاً وغريباً لكل قوى العدوان التي ترتزق فيها كما تحوي تجمعاً كبيراً من العناصر التكفيرية من مختلف المناطق وتحولت الى بؤرة ومنطلقاً للاعتداء على بقية المناطق الاخرى، مشيراً الى انه خلال الفترات الماضية كان يتم الحديث من مأرب نفسها عما سمي في وقتها شعار “قادمون يا صنعاء” وشنت قوى العدوان من مأرب على محافظات الجوف وصنعاء والبيضاء وشبوة.
كما اضاف السفير الديلمي، لا يمكن نسيان المشهد السخيف والمؤلم عندما قامت قوى العدوان بعيد احتلالها لسد مأرب التاريخي برفع اعلامها فوقه، واعتبره بانه يمس كرامة وسيادة اليمن واليمنيين في منظر مخزي لن ينساه ابداً ما يوجب على الشرفاء التصدي لهذا العدوان ودحره من ارض اليمن صاغراً وذليلاً، بعدما هزم في اليمن ولحق به عار الهزيمة والذلة.
واعرب عن اسفه من ان الاعلام الدولي والخليجي على وجه الخصوص امتهن السخانة وتصوير الاشياء على غير ما عليه في اليمن، بعدما ربط ملف مأرب بملفات اخرى كالمحادثات النووية الايرانية الجارية في فيينا، وقال: ان الجمهورية الاسلامية في ايران كانت تصرح دوماً بان مفاوضاتها غير مرتبطة بأي ملفات في المنطقة سواء في اليمن او غيرها. واعتبر الديلمي محاولة توصيل مثل هذه الرسالة بانه فيها من الاحجاف والشيء الكثير من السخانة. وان ابواق قوى العدوان تريد تخفيف وطأة وقع الهزيمة التي تعرضت لها، وفشل مشروعها في اليمن.
الانجاز العسكري في جيزان ما اهميته بفتح جبهات اخرى؟
وشدد السفير الديلمي على ان اهمية فتح جبهات عسكرية اخرى مثل جبهة جيزان وغيرها انما يأتي في سياق الزخم العسكري ورفد الجبهات وانخراط اليمنيين في تعزيز الحضور العسكري في الجبهات بشكل كبير جداً، وايضاً يأتي لما يشهده المعسكر الاخر من وهن وضعف اتضحت معالمه في العديد من جبهات الحدود او في جبهات الداخل اليمني، مشيراً الى ان قوى العدوان لم يعد لديها شيء تستطيع الحديث حوله لاستمرار تضخيمها لمعركتها ضد حكومة الانقاذ اليمني، وقد سقطت كل الشعارات والقضايا التي طرحتها في بداية عدوانها، كما اتضح للجميع بانه عدوان سافر لا مبرر له ولا نتيجة له وانما استمرار في العبث بالدم اليمني والامعان بكسر ارادة اليمنيين الذي ثبت فشل انتهاج هذا الخيار من قبل العدوان على مدى سبع سنوات.
لماذا تلجأ السعودية بالقول ان انجازات الجيزة هي مفبركة؟
ووصف السفير الديلمي، ان شر البلية ما يضحك، وقال ان حكومة الانقاذ اليمني بثت الفيديوات عن مناطق يعرفها اهلها في المناطق الحدودية السعودية وعن سقوط العديد من القتلى والاسرى ومشاهد عسكرية وقصف بالطيران المسير للقوة اليمنية، واضاف: ان الانكار والتغافل السعودي لن ينفع السعودية في شيء وقد جربت غيرها كثيراً، ولن تنتفع بالكذب والمكابرة، ولا مجال امامها الا برفع الحصار ووقف عدوانها عن اليمن، وتركه لشأنه ليقرر مصيره واستقلاله. وان اليمن الذي عرفته قبل سنوات مختلف تماماً عما عليه اليوم.
ووجه السفير الديلمي خطابه للمسؤولين اليمنيين المتسولين الذين ارتبطوا بالمسؤولين السعوديين، بان هناك جيلاً جديداً اعاد لليمن كرامته وعزته وتصدى للعدوان.
واشار الى ان حرب اليمنيين في التصدي للعدوان هي حرب شريفة بكل ما تحمله من كلمة ولا تتعرض للمدنيين، فيما لا تتوانى قوى العدوان عن قصف المدنيين العزل وصالات العرائس والمدارس ودور المكفوفين والجرائم المهولة في مخيمات النازحين وقطع مرتبات الموظفين للعام الخامس على التوالي وتعذيب وقتل الاسرى داخل سجونها، وقال: “نحن لم نسمع من السعودية او غيرها بان هناك مدنياً واحداً سقط جراء قصف الطائرات المسيرة للقوة اليمنية، واذا كان هناك كما يدعون فهم الاولى بلجان التحقيق الدولية التي يجب ان تحقق بكل الجرائم التي قام بها العدوان في مختلف الاراضي اليمنية”.
واعتبر ان محاولة العدوان بتشويه الخصم وتبرير اساليب العدوان لم تعد مجدية ولن تصلهم الى نتيجة وانما هي تكرار واستمرار للهزيمة والفشل الذريع الذي مني به، وان كانت لديه الشجاعة ليقر ويعترف بالواقع الجديد ويلجأ بالبحث عن الحلول السياسية كما هو مطروح من جانب حكومة الانقاذ اليمنيمنذ اليوم الاول.
ودعا السفير اليمني لدى ايران، قوى العدوان الى الجنوح للسلم والا فان خسائرها سوف تتراكم وتتوالى، وليس لدى حكومة الانقاذ اليمني ما تخسره على عكس ما تخسره قوى العدوان، مشدداً على ان اليمنيين سيستمرون في ايلام العدوان والتصدي له حتى اجباره على ترك البلاد.
وفي الرد على اتهام حكومة الانقاذ اليمني بان سلاحها هي اسلحة ايرانية الصنع، قال السفير الديلمي: نقول للعدوان السعودي هل ان سلاحكم هذا يصنع في جدة او في القصير، بل ان كل اسلحتها غربية وامريكية وصينية الصنع بشتى صنوف ادوات القتل والتدمير الشامل. وان اليمنيين منفتحون على من يزودهم بالسلاح، مشيراً الى ان القوات اليمنية لديها القدرات على تصنيع السلاح في اليمن، والجيش اليمني منذ السابق كان مسلحاً تسليحا روسيا وصينيا.
هل هناك تراجع اماراتي ام اعادة تموضع باليمن؟
اكد السفير الديلمي ان اعلان الامارات انسحابها من اليمن ليس صحيحاً وانما هي محاولة عدم الظهور في المشهد اليمني، والواقع الميداني يكذب زعمها، فالامارات تحتل بعض الجزر اليمنية ومتواجدة في بعض النقاط العسكرية داخل اليمن ولازالت تدعم قوى المرتزقة سواء في الساحل الغربي او في المحافظات الجنوبية.
واعتبر الادعاء الاماراتي بانسحابها من اليمن بانه محاولة التذاكي وتصوير الامر غير ما هو عليه ولن تصل الى نتيجة جراء ذلك، و”كما نقول للسعودية بانه يجب ان تكف عدوانها وتترك اليمن لليميين نقول كذلك للاماراتين التي تتذاكى بشكل مفضوح وتستثمر بالصراعات الداخلية وايجاد الخلافات بين ابناء اليمن من اجل تعزيز نفوذها”.
واعتبر السفير الديلمي المسار العسكري والسياسي بانهما مساران لا ينفصلان عن بعضهما، وان حكومة الانقاذ اليمني حالياً تقف موقف الدفاع عن النفس وسلاحها دفاعي وتهدف لنصرة المظلومين وتواجه العدوان الذي اعتدى على اليمن، وستكف عن مواجهة العدوان اذا ما ترك العدوان اليمن وشأنه.