المسيرة نت بحماية وطنية .. واشنطن تفتح ميدان مواجهة جديد مع محور المقاومة
المسيرة نت بحماية وطنية .. واشنطن تفتح ميدان مواجهة جديد مع محور المقاومة
يمني برس:
توالت الادانات العربية والاسلامية ضد حجب موقع المسيرة نت وعدد من المواقع والنطاقات الالكترونية لعدد من المواقع الاخبارية المناهضة للمشروع الامريكي في المنطقة.
ورات فيه عدد من المنظمات المعنية بحقوق الاعلام والصحافة وحرية الرأي تعرية للشعارات الامريكية حول صون حرية التعبير وحق وسائل الاعلام في نقل الحقيقة ووصولها الى الرأي العام .
اتحاد الاذاعات الاسلامية وعد بعودة المواقع المستولى عليها امريكا الى الفضاء الافتراضي ، وقال في بيان تنديد بالخطوة الامريكية ان الولايات المتحدة تتذرع بالحقوق والحريات لتبرر تدخلها في العالم ، ثم تعمد لقمع الاصوات التي تخالفها ، وهذا القرار دليل عجز امريكي عن مقارعة الحجة بالحجة والكلمة بالكلمة والصورة بالصورة.
وتوعد الاتحاد الاسلامي بمواجهة القرار الامريكي غير العقلاني وغير الاخلاقي بكل الوسائل الممكنة ، بما في ذلك ضمان عودة المواقع المصادرة الى الفضاء الافتراضي.
وفي الوقت الذي دعا فيه الى حملة تضامن دولية واسعة ضد الخطوة الهمجية الامريكي اكد اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية ان الهيمنة الاحادية الامريكية على التكنولوجيا لن تستمر ، وستجد واشنطن نفسها الخاسر الاكبر في هذا المجال.
من جانبه اتحاد الاعلاميين اليمنيين دان القرار الامريكي بالاستيلاء على موقع المسيرة نت وحظره ، وادرج القرار في اطار السياسة الامريكية المستبدة التي ترتكز على التضليل وحجب الحقائق والترهيب.
مضيفا بان حجب موقع المسيرة نت يأتي بهدف اخفاء الحقائق واسكات الاصوات الحرة والمناهضة للاستكبار والغطرسة الامريكية ، وامعانا في سياسة الافلات من العقاب التي تنتهجها الادارة الامريكية لضمان افلات تحالف العدوان على اليمن من العقاب إزاء جرائمه بحق المدنيين.
باستثناء حجب قناة المنار في داخل الولايات المتحدة الامريكية واوروبا لاحقا على الاقمار الصناعية ، سبقها بالطبع قيام حلفاء واشنكن بحجب المنار وموقعها ، اتسمت التعامل الامريكي مع المواقع الاخبارية والقنوات التي تعدها معادية خلال العقود الماضية بكثير من المرونة والدهاء ، مرونة يبدوا انها تختفي رويدا رويدا مع تنامي الفشل الامريكي في المنطقة.
وبرغم ان العدوان على اليمن اعلن من واشنطن ، فقد حاولت الادارات الامريكية المتعاقبة النأي بنفسها عن اتخاذ اجراءات مباشرة علانية وترك كل امور القتال التنفيذية والحصار لشركائها بما في ذلك المضايقات والحصار الاعلامي ، وبحسب اتحاد الاعلاميين اليمنيين فقد رصدت مئات حالات الحجب لقنوات يمنية ومواقع اخبارية يمنية وصفحات ناشطين على مواقع اليوتيوب والتواصل الاجتماعي المختلفة.
منذ انشاء موقع المسيرة نت في العام 2016م تعرض الموقع لعديد محاولات التهكير وحذف صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي ، كان الغطاء في جميعها سعوديا ، وتعرضت قناة المسيرة ذاتها للملاحقة الفضائية والحجب على اقمار النايلسات.
في سبيل ايصال الحقيقة الى العالم وكشف سجل جرائم الحرب الذي يرتكبه التحالف المرعي والمدار امريكيا في اليمن قدمت المسيرة عددا من منتسبيها شهداء ، وتعرضت العديد من مقراتها ونقاط بثها للقصف من قبل الطيران ، وامام ذلك الهجوم غير المبرر واصلت القناة والشبكة الاولى يمنيا تقديم الحقيقة الى الدخل اليمني والعالم متخذة من شعارها ” صدق الكلمة ” طريقا وحيدا وجسرا يوصل الحدث الى العالم.
شكلت المسيرة بأذرعها الاعلامية المتعددة الى جانب قنوات الاعلام الوطني صداعا للتحالف السعودي الامريكي ، حيث استطاع الاعلام الوطني بمصداقيته ان يخترق شبكة التضليل التي نسجتها ماكينة اعلام التحالف وساهمت فيها قنوات وشبكات عالمية دفع لها الكثير من المال على مدى 6 سنوات من العدوان والحصار ، وجرى خلالها تضليل العالم عن جرائم حرب فظيعة ترتكب ، وحصار يخلق افظع ازمة انسانية في العالم.
هذه المرة يبدوا الامر مختلفا فالأمر تعدى عمليات القرصنة والتهكير ، حضور الولايات المتحدة الامريكية العلني في الازمة اليمنية وتحكمها علانية بمجريات التفاوض السياسي أخذ بالازدياد ، منذ تعيين الادارة الامريكية الجديد مبعوثا خاصا الى اليمن تيموثي ليندركينغ ، حيث اقصي المبعوث الاممي عمليا وتحول دور الامم المتحدة الى حديقة خلفية للدور الامريكي.
وتستميت الولايات المتحدة خلال الاشهر الاخيرة لمنع هزيمة واضحة قد تلحق بحلفائها في اليمن ويطال بتبعاته مشروعها ومصالحها وامن ” اسرائيل ” في المنطقة في ظل صحوة شعبية وسقوط ورقة التوت عن الانظمة الخائنة التي خانت القدس وفلسطين وقضايا الامة الاسلامية الثابتة ، بما في ذلك توقيع اتفاقيات استسلام باسم شعوب الامة للعدو الصهيوني.
الادارة الامريكية تعلن من خلال القرار الاخير حجب موقع المسيرة نت ومواقع اخرى مساندة في المنطقة لمظلومية اليمن عن حضورها العلني في الحرب الاعلامية الى جانب المواجهة السياسية على طاولة التفاوض القائم في عمان ، وهي فرضت مؤخرا ادراج “انصار الله ” في قائمة منتهكي حقوق الاطفال الاممية ، لتحقيق مكاسب سياسية لتحالف السعودية المعتدي على اليمن وفرض مزيد من الضغوط على انصار الله والشعب اليمني ، وفي هذا السياق لا يعلم الى أي مدى بلغ التوغل العسكري الامريكي ميدانيا في القتال في اليمن ، بين الحين والاخر تعلن عن فقدان حياة جنود في مهمات بالشرق الاوسط ، وتكاد البيانات الامريكية عن الوضع في مارب يومية في ظل اشتعال المعارك هناك وخطورة وضع حلفاء السعودية وواشنطن هناك.
السلطات الامريكية حجبت الى جانب موقع المسيرة نت مواقع قنوات فلسطين اليوم والعالم وللؤلؤة والكوثر ونبأ ، ما عده مراقبون مرحلة جديدة تدشنها واشنطن في المواجهة مع محور المقاومة ، قرار يقول هؤلاء إن في طياته اعترافا امريكيا بعجز وسائل المواجهة الاخرى عسكريا وسياسيا واقتصاديا ، وتأثير هذه الوسائل المتنامي وهو ما تخشاه واشنطن في ظل عجز وسائل المواجهة الاخرى.
ويضيف هؤلاء : لجوء واشنطن الى سياسة تكميم الافواه هي سياسة عقيمة وتدل على العجز الذي بلغته السياسة الامريكية خارجيا ، وهو اجراء برايهم سيزيد من شعبية هذه الوسائل التي استولت واشنطن دون حق على نطاقاتها الافتراضية ، ويدشن نوعا جديد من المواجهة في الفضاء الالكتروني.
وهو ما اكد السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله في خطابه مساء ال25 من يونيو الحالي بان مواقع وسائل الإعلام التي استولت عليها الإدارة الأمريكية تنتمي الى ثقافة ومحور المقاومة كان لها دورها الكبير في التضامن مع فلسطين ولها موقف من الهيمنة الأمريكية وموقف من الفتنة والتكفيريين والقرار بحجبها يكشف زيف ادعاءات الإدارة الأمريكية المتعاقبة عن الديمقراطية وحرية الرأي ، كما اكد السيد نصر الله.
إقدام الولايات المتحدة على الاستيلاء على مواقع تابعة لمحور المقاومة فتح جيد لأبواب معركة اقتصرت على التراشق الكلامي ، وهي خطوة يرى فيها متابعون اضطرار امريكيا نتيجة التراجع في الدور الامريكي في منطقة الشرق الاوسط امام محور المقاومة ، ومحاولة اخيرة لحجب تأثير الانتصارات والثبات التي يحققه هذا المحور في الميدانين العسكري والاقتصادي أمام الولايات المتحدة وحلفائها.
(المسيرة نت : ابراهيم الوادعي)