شباب اليمن: سعداء بوثيقة “تخفيض المهور”… مبادرات تيسير الزواج تواجه موروثاً سلبياً من العادات والتقاليد
شباب اليمن: سعداء بوثيقة “تخفيض المهور”… مبادرات تيسير الزواج تواجه موروثاً سلبياً من العادات والتقاليد
يمني برس:
اللقاءات الموسعة التي تعقد في المحافظات بين وقت وآخر للعلماء والخطباء والمرشدين والعقال والأمناء الشرعيين واللجان الاجتماعية ويتم خلالها التوقيع على وثيقة لتيسير الزواج والتي تنص على تحديد المهر بسبعمائة ألف ريال للمرأة البكر و350 ألف ريال للمرأة الثيب…خطوة مهمة باتجاه تيسير الزواج ومحاربة العنوسة.
مبادرات كهذه في ظل معاناة أبناء اليمن جراء العدوان والحصار منذ أكثر من ستة أعوام وتداعياتهما على مختلف المجالات الحياتية لا شك تعالج قضية عزوف الشباب عن الزواج وعجزهم عن دفع التكاليف المالية المرافقة له.
والواضح أن الجميع جاد في ضرورة الالتزام بهذه الوثائق وما تضمنته من إجراءات للحد من غلاء المهور وتيسير الزواج خاصة والوطن يمر بظروف صعبة جراء العدوان.
ويقع على العلماء والوجهاء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والأعيان دور كبير لوضع حد للمغالاة في المهور بمبادرة تجسد توجيهات قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله – في تسهيل زواج الشباب وإكمال نصف دينهم.
في السياق يؤكد الحليصي والكباري من قيادة المجالس المحلية بمحافظة الحديدة على ضرورة اضطلاع الجهات المعنية بالدور الفاعل في عدم قبول أي عقد زواج مخالف لبنود وثائق تخفيض المهور
نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية على العضابي قال ان اقرار وثائق بهذا الخصوص خطوة هامة ستسهم في تحصين الشباب وإكمال نصف دينهم والتخفيف من الأعباء الباهظة جراء نفقات الأعراس.
وأكد أهمية العمل بوثيقة تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهور وتعميم الوثيقة على مناطق وعزل المديريات عبر اللجان المشكلة لذلك.
فيما عبر مواطنون في محافظة تعز عن ارتياحهم الواسع وفرحتهم الغامرة بتوقيع وثيقة تخفيض المهور وتحديد تكاليف الزواج في بادرة طيبة تعد هي الأولى من نوعها في محافظة تعز وسط البلاد.
ولاقت مبادرات تخفيض المهور في محافظة تعز ترحيبا واسعا وتأييدا شعبيا كبيرا لدى شريحة واسعة من أبناء المجتمع اليمني الذي يمر بظروف استثنائية وأوضاع معيشية صعبة نتيجة العدوان الأمر الذي جعل كثيرا من الشباب عاجزين عن الإيفاء بمتطلبات الزواج .
واشاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بدعوات السيد القائد عبدالملك الحوثي لتسير الزواج امام الشباب والتي انعكست في هيئة وثيقة توقع في المحافظات وكذا اشادوا بجهود مشايخ ووجهاء في سبيل توقيع وثيقة تخفيض المهور وتحديد تكاليف الزواج وتيسير أموره وفقا لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف والحد من ظاهرة غلاء المهور.
وطالب الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بتعميم الوثيقة أو توقيع وثائق مماثلة في جميع المحافظات اليمنية نظرا لأهميتها في الحفاظ على تماسك الأسرة واستقرار المجتمع والقضاء على ظاهرة العنوسة ، وصون الشباب من الوقوع في الرذيلة وارتكاب المحرمات التي تسبب الأمراض المزمنة وتضر بالسلم الاجتماعي .
الناشط احمد فهيم علق على الوثيقة بمنشور له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك مطالباً بتطبيق وثيقة تخفض المهور وتحديد تكاليف الزواج في مديرية زبيد بمحافظة الحديدة .. بدوره تمنى الناشط هاشم الظافري والناشط المحفلي توقيع وثيقة مماثلة لتخفيض المهور وتيسير الزواج في محافظتي ريمة وذمار من أجل مساعدة الشباب وخاصة الفقراء والمعدمين .
في المقابل أعتبر المواطن قائد الصلوي توقيت إقرار الوثيقة بالمناسب والأكثر من رائع لاسيما وأنها أتت في ظل ظروف اقتصادية حرجة وواقع معيشي صعب وأوضاع مادية عصيبة يمر بها المواطن بشكل عام نتيجة تغير واختلاف حياته عما كانت عليه قبل سنوات العدوان على اليمن، مشيراً إلى أن الوثيقة ستعالج كثيرا من المشاكل الاجتماعية والمالية كما من شأنها الحد من انتشار ظاهرة المغالاة في المهور وبالتالي القضاء على ظاهرة العنوسة في اوساط المجتمع .
يُشار إلى أن الوثيقة حددت مهر المرأة البكر “الفتاة العازب” بـ «800 ألف ريال » شاملة لكل النفقات ، كما قضت الوثيقة بأن يكون مهر المرأة الثيب بـ « 500 ألف ريال » شاملة كامل تكاليف الزواج .
وانتشرت في الآونة الأخيرة بمعظم المحافظات اليمنية ظاهرة توقيع قواعد تخفيض المهور وتيسير أمور الزواج التي لا تتعدى تكاليفه مليون ريال تجاوبا مع دعوات السيد القائد حفظه الله .
في هذا السياق اظهرت تقارير حديثة ارتفاع نسبة العنوسة في اليمن في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة التي تعانيها البلاد، والعدوان المستمرّ منذ نحو ست سنوات، ما يؤدي إلى عزوف الشبان عن الزواج، عدا عن الشروط الصعبة التي يفرضها الأهل عليهم .
قررت إيمان سلام (36 عاماً) إرجاء فكرة الزواج حتى تنهي دراستها، لكنها لم تعلم أن رفضها لمن تقدم لها مراراً خلال فترة دراستها قد أدى إلى تأخر زواجها. تقول: “حققت حلمي وتخرجت في الجامعة، لكنني اليوم بلا عمل ولم أتزوج بعد، على الرغم من أن أكثر من خمسة أشخاص جاؤوا وطلبوا يدي أثناء الدراسة، لكنني رفضت خوفاً من أن تمنعني الحياة الزوجية من إكمال دراستي”.
تضيف “الحرب وتداعياتها أجبرت الشباب على تأجيل الزواج لعدم قدرتهم على تحمل تكاليفه، إضافة إلى غلاء المهور وشروط الآباء المعقدة أحياناً لاختيار أزواج لبناتهم”. وتقول سلام إنها بدأت تشعر بالقلق بعدما تجاوزت الثلاثين قبل سنوات، “لكنني في نهاية المطاف أؤمن بقضاء الله وقدره”.
ليست المشكلة بالنسبة لسلام هي عدم زواجها، بل نظرة الناس إليها. “ينظرون إليّ بعين الشفقة لأنني لم أتزوّج حتى الآن وأكوّن أسرة. هذا الأمر يزعجني”. وتنصح الفتيات وأهلهنّ بمُراعاة ظروف الشباب حالياً وتخفيف التكاليف عنهم، ولا سيما مع توقف الكثير منهم عن العمل، بسبب العدوان المستمر منذ مارس/ في عام 2015.
إلى ذلك، تحمّل الباحثة الاجتماعية هند ناصر، الأسرة مسؤوليّة عزوف الشبان عن الزواج بدرجة أساسية، مشيرة إلى أن ظاهرة العنوسة تفشت أخيراً في اليمن بشكل كبير بسبب غلاء المهور، والحالة الاقتصادية الصعبة للشبان، إضافة إلى رفض الأهالي زواج بناتهم نظراً لاختلاف الثقافات والعادات والتقاليد.
تضيف ناصر “يجب على الأهالي مراعاة ظروف الشباب الحالية، للتقليل من ظاهرة العنوسة، وتشير إلى أن بعض الأهالي “يتخذون من زواج بناتهم فرصة للحصول على المال من العريس، ويكثرون الطلبات بغية التفاخر أمام الناس، علماً أنه تصرف غير أخلاقي وديني، يظهر المرأة وكأنها سلعة لمن يدفع أكثر”. وتطالب الجهات المعنية في الحكومة بإيجاد حلول وتسهيلات للشباب، مثل “تحديد المهور وإلزام الأهالي بها، وصرف قروض مالية للمقبلين على الزواج وأي شيء يمكن أن يقلّل من نسبة العنوسة، مثل بقية دول العالم التي تُعاني من المشكلة نفسها”.
وبحسب آخر تقرير أعدّه جهاز الإحصاء في اليمن عام 2014، يقدّر عدد الفتيات اللواتي لم يتزوجن في البلاد بأكثر من مليونين، بينهن أكثر من نصف مليون ممن تجاوزن سنّ الثلاثين.
(الثورة)