كاتب لبناني: نادَىَ المحاصرون الجرحَىَ وآعباساه فكانَ “أبو فاضل” كفيلاََ ناصرآ
كاتب لبناني: نادَىَ المحاصرون الجرحَىَ وآعباساه فكانَ “أبو فاضل” كفيلاََ ناصرآ
يمني برس:
كَم هِيَ أوجُه الشبه كبيرة بين كربلاء العراق وكربلاء اليمن، في العراق حوصِرَ الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره وحرائره في الخيام تحيطُ بهم الخيل والنار، فكانَ أبو الفضل العباس كفيلهم وتبرَّع بفك الحصار عنهم وجلب الماء لهم فشقَ صفوف الأعداء مرتين وفي الثالثة سقط العباسُ شهيداََ على رمضاء كربلاء قبل أن يحقق أمل الحرائر والأطفال بجلب الماء،
ابو فاضل أستُشهِد ولكنه إنتصر وأصبَح أيقونةَ كل مؤمن ومجاهد ينادون بإسمه ويشدون عزمهم به وعندما كانت المعارك محتدمة حول ضريح الغريبةُ زينب عقيلة بني هاشم عليها السلام في دمشق كانَ الرجال وأنا واحدٌ منهم ننادي كلنا عباسَكِ يا زينب، ولبيكي يا زينب،
**في اليَمن وعلى رمضائها حوصِر أنصارُ الله على سُفحِ تَبَّةََ بالنيران وأصيب العديد منهم، فنادوا رفاقهم وأستغاثوا فجائهم عباس اليَمَن أبو فاضل الشهيد البطل (هاني محسن صلاح طومر) وكان كفيلهم ومغيثهم وكما فعلَ جَدَّه أبو الفضل العباس فَعَلَ أبو فاضل إعتلى مدرعته وشقَ صفوف الأعداء نحو الرفاق المحاصرين وعاد بقسمٍ منهم إلى بَر الأمان، وعاودَ الكَرَّة سبع الصحراء وشقَ صفوف الأعداء تحت وبالٍ من نيران حقدهم ووصلَ اليهم ثانيةََ وعاد بإخوته الجرحَىَ إلى بَر الأمان،
أبو فاضل رفض أن يبرَحَ الميدان وإخوته محاصرون فقرر العودة اليهم مرةََ ثالثة وشقَ صفوف الأعداء المتربصين بهِ لكنه فقدَ أثرهُم وبعد رحلة بحثٍ عنهم لثلاث دورات أصيبت أليته وأصيب في قدمه وعجزَ عن السير وقضىَ شهيداََ،
**أبو فاضل اليمن حفيد أبو فاضل العراق*
أسد الصحراء..
أيُ رجلٍ أنت؟
أيُ فتَىَ أنت؟
لقد أذابت قلوبنا ضحكتكَ وهدوئكَ وتصميمكَ وشجاعتكَ!
**يا عباس اليَمَن يا إبن عباس العراق*
تحيةََ لك من القلب والأعماق يا أيقونة الرجولة والشجاعة والمِنعَة والرِفعَة والإيمان،
طِبتَ وطاب مولدك ومثواك، وطابَت الأرض التي إحتضنتك يا مثلنا الأعلى، رضوان الله عليك وسلام الله عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعَثُ حيَّآ،
عانقت روحك الطاهرة روح العباس كفيل زينب، هنيئاََ لك الشهادة ولوطنك أنك تنتسبُ إليه ولشعبَك أنك إبنهم،
يا أهلنا في اليمن،
يا أنصار الله،
نناشدكم أن ترسلوا لنا قطعةََ من ثيابه لنضعها لدينا في متحف الشهداء في لبنان.
او كمشَة تُرابٍ يمنية مجبولة بدمه الطاهر لتكون قبلة جبيننا في كل صلاة،
فوالله أحببتنا بالموت وكرهنا الحياة لأنك صنعت العز في موتك
أبو فاضل إلى اللقاء.
الكاتب والمحلل اللبناني – د . إسماعيل النجار