حسين الويناني : ويُشهد الله على ما في قلبه
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم /حسين الويناني
لم يكن استخدام سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي مصطلح(اليمن الجنوبي) خلال حديثه عن الازمة اليمنية في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بنظيره الامريكي جون كيري الخميس الماضي غلطة او زلة لسان كما حاولت بعض وسائل الاعلام تصويرها.
وزير الخارجية السعودي قالها بالحرف الواحد “ان دول الخليج سعيدة بمجيء الرئيس اليمني الى اليمن الجنوبي”وهذا بحد ذاته اعتراف سعودي بتقسيم اليمن ويكشف نواياها وغاياتها تجاه اليمن ولم يكن مجرد خطأ غير مقصود او وزلة لسان من الفيصل كما يقولون فالشواهد كثيرة، والقرائن لا تحصى وجميعها تؤيد ان عباراته هي نوايا مبيته خانه لسانه بالافصاح عن ما اضمره فؤاده (ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد ألخصام .
موقف السعودية واضح من 94 ودعمها الانفصال جليا ومكالمات هادي تؤكد ان موقفها لم يتغير .
قد يتعارض كلام الفيصل عن اليمن الجنوبي مع المواقف السعودية المعلنة ومن ثم لايمكن لمسئول بحجم وزير خارجية اعلان موقف يناقض المواقف الرسمية لبلاده .
هذا امر وارد ولكن ،،، ما معنى استمرار استخدام اسم اليمن الجنوبي من قبل بعض الجهات الحكومية السعودية رغم مرور نحو ربع قرن على قيام الجمهورية اليمنية .
وكيف نفسر الدور الرئيسي الذي لعبته السعودية في توفير غطاء لهادي منذ وصوله الى عدن و هو الامر الذي قد يتسبب فيه تكريس لوجود نظامين وعاصمتين وجيشين في اليمن.
هذا لا يحتاج الى ابحاث او دراسات ولا شك ان اليمنيين يعرفون السعودية وشدة عداوتها لليمن منذ عشرات السنين والتاريخ خير شاهد .
فمنذ نشأتها حرصت السعودية على زرع الفتن وعملت على دعم الاقتتال الداخلي بين اليمنيين واجهضت أحلام اليمنيين بقتلها الرئيس الحمدي التي لازالت اياديها ملطخة بدمه وجرح غائر في قلب كل يمني .
السعودية سعت بكل طاقتها لتفقير اليمنيين وتجويعهم ،الى جانب شراء الولاءات وتجنيدهم لخدمة مصالحها ، وبرغم كل المؤامرات التي نسجتها السعودية لليمن لإبقائه تحت عبائتها فها هي اليوم تجني الفشل وتذهب احلامها ادراج الرياح و اليمن اليوم انتصرت ثورته يوم 21 من سبتمبر توجها خطاب قائد الثورة في خطابه الأخير واسمع السعودية كلاما مالم يعتد امراء سعود سماعه فلم ترد كلمة فخامة ولا اصحاب السمو ولا حتى معالي ،وانما وردت في خطاب السيد عبدالملك الحوثي كلمات ليست كالكلمات يعرفها اليمنيون جيدا ويطربون لسماعاها ويشتمون منها رائحة البارود بنكهة العزة والكرامة هي بالنسبة لهم كلمات تجلب السعادة والحظ ( مانبالي،، لانتقال السفارة حذاري،، من اي تدخل وصرخته المدوية التي سبق ان سمعوها في جبل الدخان والجابري .
اليمنيون بمختلف انتماءاتهم يدركون ان السعودية تدعم خيار انفصال الجنوب بعد تساقط أوراقها وفقدان سيطرتها على كل اليمن وبديهيئ جدا ان تدعم خيار الانفصال للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه .
بالمختصر .. كلام الفيصل عن اليمن الجنوبي لم يكن زلة لسان ومخطئ او غبي من يظن هذا لكنه،، يعبر عن موقف الاسرة الحاكمة من اليمن الموحد ويكشف عن طرح ومناقشة هذا الخيار في الغرف المغلقة للنظام الحاكم .
تحاول بعض الاقلام المشبوهة ان تسوقها لليمنيين على انها زلة لسان او غلطة ليس من اجل اليمن بل لتبرير لعمالتهم وارتمائهم بين احضان ال سعود ..
والحقيقة التي يجب ان يعرفها كل يمني ان محاولة تفسير الخارجية السعودية لما قاله الفيصل تحت شعار إزالة اللبس كما قالت ليست سواء لذر الرماد في عيون اليمنيين ويندرج تفسيرها لمساعدة هادي في التقسيم عبر اعطائه الوقت الكافي للمضي في المخطط المرسوم سعوديا والذي لاحيلة لهادي في بقائه الا بتنفيذه.