صلاح السندي : النقد في ظل الثورة ..!!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / صلاح السندي
النقد في ظل الثورة ’’ خيانة ’’ مبدأ من أدبيات الثورة و نص صريح يكتب بالخط العريض, لفداحة النتائج المترتبة عليه في سير الحراك الجماهيري و تأليب الشارع و تصيد الأخطاء بما يشكل من أرضية خصبة لاجتذاب المؤامرة و تربص الأعداء و إيجاد ثغرات في المجال الحيوي الثوري لولوج المندسين لضرب الثورة من العمق.
حذى أغلب المفكرين و الفلاسفة طريق الثورة رغم أخطاءها و إنحرف مسارها أحياناً أخرى و لكن بصمت لأنهم يدافعون على مبادئ سامية و أهداف نبيلة ,فالثورة ليست قالب سياسي يسهل التحكم به و تشكيل عجينته بالشكل المطلوب, خاصة مع تنامي المؤامرة و الثورة المضادة , أمثال المفكر و الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ’’ معلم النقد الجدلي ’’ ساند في كتاباته و مواقفة الثورة الماركسية و استكمل مع سيمون دى بوفوار و زملاءهم رفض الرأسمالية كما تبنى الثورة الكوبية, و غض الطرف عن أخطاء عديدة كادت تساهم في إنهيار الثورات ..
و لعل أجمل تعبير عن الثورات للكاتب البريطاني ويليام جودون (الثورة تحدث نتيجة الإستبداد و الطغيان، و لكنها نفسها حبلى بالطغيان), مع ذلك ظلت الثورة هي صانعة التأريخ و ملهمة الشعوب للتغيير, و لم تخلو ثورة عالمية من الانتكاسات و أحيانا الفشل و إطالة الأمد أمثال الثورة الفرنسية التي راوحت مكانها العشرة أعوام حتى تحقق لها النصر الاكيد , و ما حصل بعدها من سلسلة اعدامات جماعية بقيادة السفاح الثوري ماكسيميليان دو روبسبير .. و لكنها رغم ذلك تبقى ثورة شعبية الهمت ثورات و شعوب أوروبا و العالم الحر..
جورج بوشنر يسطر أجمل تعبير عن الثورة بخواطر عتابية آخاذة ’’ الثورة مثل زحل تأكل أطفالها’’ !
النقد البناء تحت سقف الثورة و خطوطها الحمراء و ليس النقد الهدام كمعول هدم يقوض الثورة و يصيبها في مقتل ..
توجيه سهام النقد بطريقة مبالغة الى الثورة يخدم أعدائها و يساهم على تمرير المخططات بقصد أو بدون قصد, يساعد مفتوني النقد الهدام أعداء الأمة في تماهي المشاريع التمزيقية و إفشال ثورة الشعب لتحقيق أهدافها السامية, و يساعد على تفتيت اللحمة الشعبية و التحريض و عرقلة مسار الثورة و الانكفاء على ذاتها في وقت أحوج ما نكون فيه الى تكاتف و تعاضد الجمع الثوري لسرعة الانجاز..
أكتب ما أكتبه مع تنامي النقد الهدام للثورة اليمنية و النكران لها من قبل البعض و التعرض لسفاسف الأمور – و إن عظمت – و تأليب الشارع العام على تجاوزات الثورة التي اذا ما قورنت بمنجزاتها العظيمة تبقى شئ لا تذكر..
لذا أوجه نداء الى هؤلاء جميعاً لحينما تضع الثورة أوزارها و ننتقل الى السياسة و الدولة الآمنة المستقرة قولوا ما شئتم و افعلوا ما شئتم .. و رفقاً .. رفقاً بالوطن ..