محمد بن محمد الشينه : أيهما “العصابة” وأيهما “الشرعية” ..!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / محمد بن محمد الشينه
مجرد تساؤلات مشروعة وبسيطة سأوردها في مقالي هذا لأضعها بين يدي المنصفين من أبناء الوطن المتابعين لتطورات الأحداث السياسية. تساؤلاتي هذه ستقتصر على مصطلحين اثنين تم ترديدهما بكثرة في الآونة الأخيرة على أفواه المعنيين بالشأن السياسي اليمني وأطراف العملية السياسية .
أولا بالنسبة للشرعية؛ هل الشرعية هي تلك التي تختلس اللقاءات بسفراء أولياء النعم والدعم المشبوه لتستجدي منهم المواقف المؤيدة بعد أن تقدم لهم فروض الولاء والطاعة وتتوسلهم المناصرة والتأييد !!!
وفي المقابل -بالنسبة للعصابة- هل التحرك الجاد المسؤول على المستوى الدبلوماسي ووفق البروتوكولات المتعارفة في العلاقات الدولية يمكن لعصابة ما أن تقوم به بصفة رسمية سعيا منها لإيجاد ما ينهض ببلدها من مشاريع خدمية وتنموية ؟!..
ثم هل الشرعية هي تلك التي تسعى قدر جهدها لتعبئة شريحة من مواطنيها تعبئة مناطقية وتحاول فرزهم على أساس مذهبي طائفي؛ فضلا عن قيامها بتسليح مجاميع عصبوية جهوية بذريعة تأمين الأوضاع، إضافة إلى محاولاتها التستر على الجماعات الإرهابية التي تتقاطر نحو مناطق معينة في البلد فتتغاضى “الشرعية” عن تواجدها المشبوه بل وتقوم بتسليمها مواقع عسكرية بغية خلط الأوراق والدفع بالبلد نحو الفوضى الدموية .
في المقابل أيضا هل يعد -من أدبيات عمل “العصابات”- انطلاقها الميداني الصارم لمواجهة انتشار الجماعات الإرهابية ومطاردة عناصرها؛ فتقدم تلك “العصابات” في سبيل ذلك قوافل الشهداء والجرحى من خيرة شبابها من أجل حماية شعب بأكمله من خطر تلك الجماعات الدموية ؟!
وهل من أولويات مهام العصابات تحمل أعباء وهموم شعب بأكمله من حيث ملاحقة رؤوس الفساد وتجفيف منابعه في كل مفاصل الدولة؟؟!! أم أن هذه المهمة الأخيرة -تحديدا- تناقض تماما مهام وأدوار العصابات حول العالم إذ لم نسمع أن تسمية “عصابة” تطلق على مجموعة من الأفراد ما لم تكن أعمالهم مقتصرة على التجاوزات القانونية والأخلاقية من اختلاسات ونهب وسطو و صفقات مشبوهة وجرائم جنائية..
وبالعودة إلى الشرعية.. هل الشرعية هي تلك التي تحاول الاستئثار بالسلطة وتجيير المناصب الحكومية لصالح المقربين منها إضافة إلى تغولها للمال العام والتهامها للمساعدات والمعونات المخصصة للشعب ولمشاريعه التنموية فتوظفها لإنشاء أبواق التضليل الإعلامية من مواقع إخبارية إلكترونية تعنى ببث الأكاذيب لتلميع سمعتها وللتشويش على الحقائق المؤلمة .
وفي المقابل -كذلك- هل من المنطقي أن تسعى (العصابات) لتحقيق مبدأ “الشراكة” مع من ينافسها على الملك والجاه وينازعها فيهما، أم من البديهي -في أدوار العصابات- حرصها التام على التخلص من أي طرف قد يشكل خطرا على مكانتها وموقعها ؟؟!! والخلاصة: مالإولئك القوم كيف يحكمون وكيف يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون؟! فإن كان الوضع كما يتصورونه ويريدون أن نتصوره من منظورهم “الأحول” فليسمحوا لي أن أبدي رأيي كمواطن (حر) : أنا مع شرعية العصابة لا مع عصابة الشرعية .