موحداً السياسات ولا يستثني المصطلحات.. مؤتمر صنعاء للإعلام المقاوم يرسم خطوط المعركة الإعلامية المشتركة
موحداً السياسات ولا يستثني المصطلحات.. مؤتمر صنعاء للإعلام المقاوم يرسم خطوط المعركة الإعلامية المشتركة
يمني برس:
بعد إطلاقها مبادرة واحدية الميادين التي اطلقها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي لتوحيد المعركة لأطراف محور المقاومة في مواجهة أمريكا وحلفائها والتي تضرب في اليمن ولبنان وفلسطين والعراق ، واثارتها رعبا غير مسبوق لدى الميان الصهيوني والحلف الأمريكي برمته .
مجددا صنعاء تتلقف للمرة الثانية مبادرات قدمت من اطراف المقاومة وتضعها موضع التنفيذ والتأييد ، فبعد اطلاقة معادلة اقليمية لحماية القدس كان اليمن اول المنضمين في لوائها ، السيد نصر وبعد ايام من خطابه في اللقاء الاعلامي في بيروت ودعوته لتوحيد الخطاب الاعلامي المقاوم في وجه الة الاعلام المهولة وماكينة الزيف الصهيونية ، صنعاء احتضنت قبل أيام مؤتمرا للإعلام المقاوم تبني وضع استراتيجية عمل موحدة للإعلام المقاوم ، وواحدية المعركة الاعلامية .
المؤتمر الذي نظمته وزارة الاعلام في صنعاء واتحاد الاعلاميين اليمنيين بمشاركة من اتحاد الاذاعات والتلفزة الاسلامية وممثلين عن اعلاميي فلسطين ولبنان ، طرح الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية والتي تقوم على اعتبار فلسطين هي البوصلة ، وامريكا هي العدو ، ومن يجب ضدهما ان تخاض معركة اعلامية مماثلة للمعركة العسكرية .
معركة يرى فيها اتحاد الاعلاميين اليمنيين ووزارة الاعلام اليمنية أساسا لبناء انتصار عسكري كامل في زمن غدا فيه الاعلام جزءا من الحرب والانتصار وليس رديفا او ناقلا لها .
وزير الاعلام اليمني ضيف الله الشامي أعتبر المؤتمر بمثابة تدشين للعمل الاعلامي الموحدي بين مختلف الاطراف الاعلامية في محور المقاومة لجهة وضع البرامج والسياسات وصولا الى اعتماد المصطلحات تجاه القضايا الاساسية والمفصلية في الاحداث .
وقال ضيف الله الشامي إن ماتمتلكه وسائل الاعلام في محور المقاومة قد لايكون ذو اهمية تكنولجيا وتقنيا في مقابل مالدى الالة الاعلامية الامريكية والصهيونية وحلفائهما في المنطقة من السعوديين والاماراتييين .
ولكنها بحسب قوله تملك ماهو اعظم المصداقية في النقل ، والتضحية لدى منتسبيها في سبيل الحق وفي سبيل الله والاوطان ، وذلك سبب رجحان كفها في المواجهة خلال سني العدوان على اليمن والعدوان على فلسطين ومناطق اخرى ، وذلك هو مادفع تحالف العدوان الامريكي السعودي الى قصف مقرات وسائل الاعلام المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن ، ودفعه مؤخرا للأستيلاء على النطاقات الافتراضية لعدد من المواقع الاخيارية المقاومة التابعة لمحور المقاومة .
وفي المؤتمر الذي انعقد بصنعاء ال 7 من يوليو اوضح الشيخ ناصر وكيل الامين العام لأتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية أن وسائل الاعلام اليمنية تكورت بشكل قيادسي خلال الحرب والحصار .
واعتبر ان اعلام محور المقاومة معني بالاستعداد لحرب الحجب والتضييق على تواجده في الانطاق الافتراضي والتي دشنتها امريكا خلال الاسبوعين الماضيين بالاستيلاء على النطاقات لمواقع المسيرة نت والعالم والبناء والكوثر وغيرها مواقع اخبارية تابعة لمحور المقاومة .
وأكد ان اعتماد سياسة اعلامية موحدة لآعلام محور المقاومة يسهم كثيرا في توحيد جهودها ومناهضة الماكينة الاعلامية التي يمول جزء كبير منها للاسف بأموال النفط العربي .
كما ان توحيد السياسة والمصطلحات بات ضروريا بحسب قوله لمواجهة جرم التطبيع ، والحرب التضليلية على الشعوب العربية من قبل الحلف الامريكي .
لافتا الى ان معركة سيف القدس اثبتت ان الاعلام جزء من المعركة بعد ان خذت ” اسرائيل ” في البحث عن صورة انتصار تخرج به من العدوان على غزة ، وان العمل الاعلامي المقاوم مجتمعا اظهر ثمرته رغم انه مضى دون تنسيق وبمواكبة فقط للأحداث في غزة والقدس المحتلتين .
وفي كلمته بالمؤتمر الصحفي احمد زقه عن كتلة الاعلام الفلسطيني أشار الى اهمية العمل الجماعي والمنظم لوسائل الاعلام ضمن محور المقاومة ، مؤكدا بان وسائل الاعلام الفلسطينية كما اليمنية في احيان عدة كانت الحدث وصحفييها كانوا هم الحدث ولم يكونا ناقلية ، حيث قصف العدو الصهيوني مقرات وابراج 35 وسيلة اعلامية فلسطينية صمدت جميعها في كل مراحل المواجهة ونقلت الصورة والكلمة الى العالم .
ودعا في مناسبة المؤتمر الى مد الاعلام الفلسطيني باسباب الصمود في ظل الحصار الصهيوني المفروض على دخول المعدات والاجهزة الاعلامية والتقنيات الحديثة الى غزة ، ناهيك عن التضييق المعيشي والتهديد بالقتل كل حين يتعرض له الاعلامي والصحفي الفلسطيني .
ومن جانبه اعتبر حسين رحال أن الاعلام المقاوم قدم نجاحات كبيرة في فلسطين بالتزامن مع معركة سيف القدس ، وفي لبنان وفي اليمن نجح اعلامه المقاوم في تقديم نجاحات هامة واستطاع ان يصنع ايقونات عالمية تضاهي وتفوق الايقونات التي صنعها الاعلام الغربي في التضحية والفداء ساهم عدسات الكاميرا والاعلام في نقلها الى العالم ، كالمجاهد الذي حمل اخاه الجريح ويسير به الى بر الامان وسط اطلاق الرصاص دون ان يكترث او يضعف ايقونة كبرى ، وابو فاضل طومر الذي يعد ايقونة اخرى في التضحية والفداء والشامة الانسانية ، ورمز في التضحية حين انقذ اخوانه المحاصرين .
واكد ان الاعلام المقاوم ان يراهن على مصداقيته مع الشعوب ، وان يبتعد عن الاستفزاز الذي يجاول الاعلام المعادي جره اليه الا ينجر الى المناكفات والعصبيات والمناطقية ، والعمل على قتل النعرات والعصبيات التي يحاول الاعلام الامريكي والصهيوني واعلام حلفائهما الخليجي اثارتها لإضعاف صف محور المقاومة .
وفيما يتصل باليمن رأى ان على الاعلام اليمني ان يتحضر ايضا لما بعد الانتصار حيث ستختلف السياسة الاعلامية المعادية عما هو حالها اليوم ، وستتحول الى سياسة هدفها سرقة الانتصار اليمني الكبير ومحاولة تحجيمه والتقليل منه رغم عظمته بعد كل هذه المؤامرة الدولية والحصار والقتال والتضحيات .
الاعلام اليمني الوطني وفي كلمة القاها بالنيابة هن منتسبيه المذيع محمد منصور تطرق الى حقيقة هامة وهي انه بالتزامن مع الغارات الهمجية كانت هناك منذ اللحظة الاولى حربا همجية ووحشية على الاعلام ووسائل الاعلام اليمنية التي صمدت لتقدم للعالم الحقيقة ، وكيف صمد شعبه وجيشه ولجانه الشعبية في مواجهة العدوان .
ولفت الى ان الوضع بعد 6 سنوات افضل ، والاعلام اليمني يجد نفسه كل يوم وهو يزف انتصارا من هنا وهناك ، انتصار يحافظ المقاتل اليمني من خلاله على القيم النبيلة فلا يستهدف مدنيا امنشاة مدنية وهو مالم يتورع عن فعله تحالف العدوان ولايزال بهدف خلق صورة ترويع خاصة مع بداية الحرب المفاجئة .
واعتبر ان وحدة اعلام المقاومة والتنسيق فيما بينه يساعد على حفظ صورة الانتصار ويعزز ذلك وجود قيادات سياسية داعمة للتوحد في كل المجالات .
مؤتمر الاعلام المقاوم في صنعاء اكد في بيانه الثبات على المبادىء فلسطين والقدس هي البوصلة والكيان الاسرائيلي عدو مطلق يجب العمل على ازالته ولايمكن التعايش معه ، واشار البيان الى اهمية اعادة تفعيل سلاح المقاطعة في ظل تطبيع القائم والذي تهرول اليه الانظمة الضعيفة ، واطلاق حملة اعلامية تحرض على ذلك ، و اطلاق حملة توعية شعبية بخطر امريكا وسياساتها وحيلها الخبثة في المنطقة.
وفي استراتيجيات المواجهة اكد العمل على بناء استراتيجية متكاملة للعمل المقاوم مع مختلف الاطراف في محور المقاومة ، بما في ذلك اعتماد سياسة موحدة المصطلحات في مواجهة الحلف الامريكي و ” اسرائيل ” ومختلف القضايا التي يواجهها حلف المقاومة .
على مدى 6 سنوات من العدوان والحصار على اليمن قدم الاعلام اليمني 400 شهيد من المصورين الميدانيين والصحفيين قتلوا اثناء تغطية عملهم الاعلامي ، و47 شهيدا اخر استشهدوا بالقصف على مقار وسائل الاعلام ومنازل اعلاميين .
كما دمر تحالف العدوان مقار 22 وسيلة اعلامية واستهدف بالقصف 30 برجا ومركز ارسال ااعي وتلفزيوني ، ناهيك عن الحجب على الاقمار الصناعية والاستنساخ والتزوير والاستيلاء على النطاقات الالكترونية .
يضاف الى ذلك الحصار الذي يمنع وسائل الاعلام اليمنية اعادة التزود بالمعدات والاجهزة الاعلامية الحديثة ووسائل الاتصال ونقل الصورة الى العالم ، وانقطاع الرواتب عن منتسبيه ما فرض مزيدا من الضغوط على الصحفيين والاعلاميين اليمنيين وعائلاتهم.
وانطلاقا من هذه المأساة فإطلاق المبادرة من صنعاء نحو سياسة اعلامية موحدة توحد البرامج ولا تستثني المصطلحات ، الى كل محور المقاومة ووسائل الاعلام الحرة والشريفة اينما كانت في العالم ، تضاف الى كل ماسبق من الدعوات السياسية والعسكرية حول واحدية المعركة واسناد فلسطين والقدس في أي معادلات ومواجهات قادمة قدمتها صنعاء، رغم استمرار الحصار والعدوان واشتعال المعارك في اكثر من 50 جبهة ، تكتسب دلالة كبرى ، ومؤشر الى ان اليمن الذي ظل على هامش الخارطة الجيوسياسية لم يعد كذلك ، وانه من رحم الحرب تتولد دولة اقليمية ذات ثقل كبير ، حاضرة بشجاعة قيادتها ورجالها وفطنتهم وحكمتهم في احداث التغيرات الاقليمية والدولية ليس على مستوى المنطقة بل العالم ، فاليمن واقع على ممر حيوي تمر منه نحو ثلي التجارة الدولية ويقطعه طريق الحرير القديم والجديد.
وأمام المتغيرات والهزائم التي يتلقها المحور الامريكي في اليمن وسوريا وفلسطين عسكريا وسياسيا ، لاريب المنطقة مقبلة في الوقت القريب على مخاض كبير ارهاصاته بدأت في اليمن وفلسطين وقبل سنوات في لبنان وسوريا ، وقد يجد الاعلام المقاوم نفسه عما قريب يتلاقى جغرافيا بعد ان اقتصر التلاقي وجدانيا لسنوات ..
الايام حبلى بالمفاجئات وقد تحدث مفاجئات فتضع مولودها سريعا ، يؤكد متابعون ومحللون سياسيون وعسكريون بما في ذلك غربيون أنه لصالح ابناء المنطقة وليس في صالح الولايات المتحدة وحلفائها ..
(المسيرة نت : إبراهيم الوادعي)