الخليج (ومهنة النفاق السياسي)
يمني برس
بقلم / محسن الشامي
من المهم ان يستفيد شعب مصر من تجارب حكوماته السابقة التي وزعت انتصاراتها يمنة ويسرة والالاف التي ارسلها جمال عبد الناصر آن ذاك في مواجهة الملكية في اليمن وكيف تحول ذلك الجيش العرمر الى جندي مجهول تقرأ عليه فاتحة الانظمة التي فرضت بعامل الخارج.
يا اهل مصر لا تسمحوا لاحد اي كان أن يستغل عاطفتكم وانفعالاتكم السريعة شعب مصر صاحب حمية وقومية ونخوة لا تستغل طيبتكم؟
سلوا ابائكم وأجدادكم في الستينيات_ كم عاد من الجيش المصري الذي تمترس على الاراضي اليمنية وخاض الحروب ضد ابناء الشعب اليمني؟ بل كم هو عدد الجيش الذي نزل على الاراضي العراقية لمحاربة الثورة الايرانية؟
وماذا عن العشرات من الالاف التي صدرها نظام الاخوان للقتال في سوريا ضد حكومة الاسد؟ فعلى الاقل احتفظوا بجيشكم الوطني في مواجهة اسرائيل التي قيدت الامة المصرية بكمبديفد وتزرع الآن العملاء والفوضى والمشاكل داخل مصر الكنانة.
أتذكرون حرب الشوارع في السبعينيات؟ والعدوان الثلاثي؟
ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إنما كانت بسيناريو التحالف السعودي الامريكي لفرض قطيعة بين العلاقة المصرية الروسية وإدخال مصر حتى تكون تابعا وتحت العباءة الامريكية.
أتذكرون جريمة اغتيال جما عبد الناصر؟ ومن هو المدبر؟ ولصالح من؟
والان يعاد نفس السيناريو من جديد والتلويح بعصا الحرب وتفعيل الدور الاخواني على أكثر من صعيد وسيناء شاهد على الماضي الحاضر وما تخططه مملكة ال سعودة بمباركة الجهود والاموال القطرية لزرع الارهاب وتفخيخ الحامية والحديقة الخلفية لمصر في ليبيا وسيناريو الذبح وتهشيم العقيدة القتالية للمؤسسة العسكرية المصرية.
الجميع يلحظ تقدما كبيرا بين العلاقات الروسية المصرية التي كانت منذ عقود على قطيعة مع الخارجية الروسية
لماذ ؟؟؟
. تأتي دول الخليج لتمنح حكومة السيسي عشرات المليارات خصوصا بعد رفض المملكة صلاة السيسي على جنازة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز
-من هو المخضرم في هذا العالم ليعطي وصفا دقيقا لمرتكزات السياسة الخليجية بين عشية وضحاها لم يعد السيسي انقلابيا بل حكومة شرعية مع حق الاعتراف الكامل كعضو فعال في العلاقات العربية العربية داخل وخارج الجامعة العربية. بينما نسمع وسائلهم الاعلامية تنعت وتمجد تاريخ الاخوان المسلمين.
النمط الخليجي ولعبة القواعد ان صح التعبير (النفاق السياسي) يسعى الى شيئين اساسيين هما تذكير مصر بتاريخها المعتم في اليمن واستنجادها واستعطاف النفسية العسكرية المصرية وإحياء الدور الشيطاني وتوزيع القلق هنا وهناك بأهمية وخطورة باب المندب كممر دولي يمس الامن القومي العربي والعالمي الذي أصبح محميا باللجان الشعبية.
وجرجرة مصر الى لعبة دولية لم تنتهي فصولها بعد. ربما ولعلى سيسي مصر بدوره يستغلُ مشاعر ال سعود بخطورة الجار اليمني المتمثل في أنصار الله لابتزازهم ماديا. وهذا كان حال نظام صالح وحكم الاخوان المنهار مؤخرا.
على كلٍ نستطيع القول بإن التوتر والقلق والحيرة الامريكية الخليجية الاسرائيلية اخذت ابعادا متشعبة وقد يكون من المحتمل ان يسعى الامريكيون والاسرائيليون الى وضع اقدامهم من خلال القرن الافريقي بذريعة جديدة بمسمى اخر بعيد عن القرصنة والارهاب لأنها اصبحت مسميات مستهلكة وغير نافقة غير ان الواقع اثبت فشلهم ولا مانع من ترسيخ قاعدة اثبات الفشل بمحاولة فاشلة. ومن هنا يجب على المجتمع الدولي مراجعة حساباته تجاه الثورة اليمنية الشعبية الحقيقية التي اضحت نموذجا لكل الثورات الناجحة كلمة أخيرة للشعب اليمني إن كل مؤامراتكم ومكائدكم ستبوء بالفشل والشعب الذي صنع ثورته من رحم معاناته قادروا على مواصلة السير حتى يكون في مصاف الدول والشعوب بنت ورتقت واصبحت مثالا للمدنية وللتقدم على رأس القرن الواحد والعشرين.