الرئيس المشاط : نثمن الدور العماني الإيجابي ونؤكد دعمنا الجاد لجهود إحلال السلام العادل والدائم في اليمن
يمني برس || خاص :
طالب رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمراجعة مواقفهم من اليمن ووقف سياسة الكيل بمكيالين تجاه اليمن ..
وقال الرئيس المشاط في كلمته بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك: نلوم كل من يدين حقنا في الدفاع أو يتهمنا بالرغبة في إطالة الحرب طالما والحرب علينا ما تزال قائمة .. وأضاف : نثمن الدور الإيجابي والمساعي الحميدة التي تقودها سلطنة عمان الشقيقة ونؤكد دعمنا الصادق والجاد لكل الجهود الخيرة بما يحقق السلام العادل والدائم .. داعياً الشعب اليمني وقبائله لمضاعفة الجهود ومواصلة الدعم والإسناد والرفد المستدام للجبهات ..
وفيما يلي النص الكامل لكمة الرئيس المشاط :-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الأطهار وارضى اللهم عن صحابته الأخيار وبعد،،
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أتقدم وزملائي في المجلس السياسي الأعلى بخالص التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني العظيم والى قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، والتهاني موصولة للعلماء الإجلاء والأخوة الأكاديميين وقادة الأحزاب وكل النخب السياسية والإعلامية والحقوقية والمدنية بشكل عام، كما أهنيء أبطالنا المجاهدين في القوات المسلحة والأمن وكافة رفاق السلاح من المشائخ والأعيان وكل قبائلنا الوفية على امتداد تراب الوطن الغالي، كما أهنئ حكومتنا الموقرة وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وكافة منتسبي أجهزة الدولة، وكل المناضلين والشرفاء من أبناء وبنات الشعب اليمني الكريم في الداخل والخارج.
أيها الشعب اليمني العظيم
تطل عليكم هذه المناسبة الجليلة وأنتم مع الله في رباط وصبر وجهاد عظيم، تبتغون رضاه، وتلوذون بحماه، وتتمسكون بفضله، وتعتصمون بحبله، وتنتصرون لشرف الأرض وعظمة المبادئ أعزاء كرماء لا ينحني لكم جبين، ولا يخور لكم عزم، ولا يعتريكم بإذن الله وهن، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
أيها الكرام .. إن عيد الأضحى مناسبة لها مكانتها الخاصة في ديننا الحنيف وفي الوجدان المسلم، اختار الله لها أن تكون في شهر من أفضل الشهور وفي يوم من أيام عشر هي عند الله من أفضل الأيام وجعلها متزامنة مع أيام الحج الذي هو بدوره ركن من أركان الإسلام وفي يوم العيد تبتهج الأسر والمجتمعات بإخائهم وحسن جوارهم وسلامهم وصلة الرحم في ما بينهم، ولقد سعى الظالمون من بني أمتنا إلى إفساد مناسباتنا وأعيادنا وفرحة أطفالنا، بما صنعوه في بلادنا من مآسي وأحزان، ومن حرب وكرب، وحصار ودمار، وعناء ومعاناة، لكن الله أراد ويريد أن تكونوا على النقيض منهم، وأن تكونوا على ذلك النور الذي يبدد ظلمهم وظلاميتهم، وتلك المحبة التي تحبط كراهيتهم.
أيها الإخوة والأخوات
لقد حباكم الله بالكثير من نعمه وفي مقدمتها نفوسكم المشرقة بالرضا والصبر، وقلوبكم المفعمة بالإيمان والعزم، وهاماتكم العالية التي لا تنحني إلا لله الواحد القهار، فكنتم بحمد الله – وما زلتم وستبقون – أقوى من نارهم وحديدهم، وأكبر من بطشهم وإرهابهم، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون.
ولتصنعوا من عيدكم مناسبة للتسامي على الجراح، والابتهاج بأبسط الأشياء، ولتتخذوا من هذه المناسبة فرصة لإحياء وتعزيز قيم الإخاء والمحبة والتواصل والتعاون والتكامل، وابتهجوا فيها بإحسانكم وأخلاقكم، وإخاءكم وصلة أرحامكم، واحترامكم ودعائكم لبعضكم البعض، وهنيئاً في هذا اليوم للمحسنين الكرام، من يعطون الكبير حقه من التبجيل، والصغير حقه من العطف، وإن من أحب الأعمال إلى الله إدخالك السرور على قلب أخيك ولو بكلمة طيبة.
أيها الشعب اليمني المجاهد
وبهذه المناسبة أبارك لكم بشائر النصر الكبير التي تنسجها سواعد أبنائكم وإخوانكم المرابطين في جميع الجبهات، وآخرها الانتصار الكبير على تنظيم القاعدة في البيضاء، ضمن معركة كبيرة راهن عليها العدو كثيرا ومنحها الكثير والكثير من المال والإعلام والإسناد الجوي وعلى مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي زيفاً وكذباً محاربة القاعدة وداعش، لتسقطوا بسواعدكم ليس فقط المخاطر التي كانت سترتبها هذه المعركة، وإنما لتسقطوا أيضا آخر ما تبقى لأمريكا والمجتمع الدولي من أقنعة ومن قدرات على الغش والزيف والادعاء.
كما أبارك لكم انطلاق مصفوفة من الأنشطة والأعمال وهي عبارة عن حزمة مبشرة من الإصلاحات في مختلف المجالات القانونية والقضائية والأمنية والسياسية والزراعية والبنى التحتية في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة وخدمة أمن المواطن وأملنا أن نلمس آثارها الإيجابية خلال الفترات المقبلة مع مراعاة التعاون الجماعي في إسناد متطلباتها الموضوعية من الوقت والصبر والجهد والتنسيق والتشجيع.
إننا نسعى جاهدين لتسريع إجراءات النظر في القضايا والمظلوميات والحد من كل الممارسات والمخالفات المعيقة والمسيئة، سواء في ما يتصل بعمل النيابات والقضاء أو أقسام الشرطة والأمن وكل المؤسسات بشكل عام ونريد من كل المعنيين مضاعفة الجهود على إنجاز التصحيحات المطلوبة واتخاذ الإجراءات الحاسمة ضد كل مخالف أو متلاعب أو مستغل أو متعسف أو عابث بحقوق وقضايا وخصوصيات الناس والمجتمع وصولاً إلى بناء بيئة مطمئنة ومحكومة بثقافة القانون والحكم الرشيد في جميع مؤسسات الدولة، وندري أن الطريق طويل وشاق في ظل الموروث الثقيل من الظواهر السلبية المتجذرة، وفي ظل الصعوبات وشح الإمكانات التي فرضها العدوان والحصار ولكن ثقتنا بالله – وبالرجال المخلصين وإرادة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد – كفيلة إن شاء الله بتحقيق هذه الخطوات ومواصلة النضال على طريق بلورة آمال وتطلعات شعبنا اليمني العظيم إلى واقع ملموس ومع الوقت يقطع الحبل الحجر كما يقال، ولذلك علينا دائما أن نتخلص من كل حالات الشعور بالعجز والكسل واليأس والإحباط والتشاؤم وأن نشمر السواعد ونتسلح بالأمل والعمل والعزم والصبر والاستبشار والتفاؤل بالخير فليس هناك شيء مستحيل (وبشر الصابرين).
وفي هذا الصدد أشكر كل الأخوة في حكومة الإنقاذ الوطني والسلطات الثلاث بشكل عام على ما يبذلونه من جهود مخلصة ودؤوبة، وأحثهم على المزيد والمزيد من العمل والكفاح حتى تحقيق الغايات المرجوة والخطط المرسومة في كل المجالات القضائية والتشريعية والسياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
وفي ختام هذه الكلمة المختصرة أشير إلى جملة من النقاط والرسائل السريعة:
أولا – نجدد التهاني والتبريكات بهذه المناسبة لشعبنا وكافة شعوب أمتنا المسلمة سائلا الله تعالى أن يعيدها علينا وعلى الإنسانية جمعاء بالخير واليُمن والبركات وقد تحقق لبلدنا السلام والاستقلال.
ثانيا – نشد على أيدي أبطال الجيش واللجان ونبارك انتصاراتهم المتوالية ومواقفهم المشرفة وجهادهم العظيم في سبيل الله والدفاع عن الشعب والوطن والتصدي للعدوان الغاشم بكافة ملحقاته البغيضة من القاعدة وداعش وكل قوى الظلام والعمالة والارتزاق، ونهيب بشعبنا العظيم وقبائلنا الوفية – وكل الغيورين على الأرض والعرض – في مضاعفة الجهود ومواصلة الدعم والإسناد والرفد المستدام للجبهات خاصة مع تصعيد العدو وانهماكه المستمر في الأعمال العدائية وبوتيرة متصاعدة كما هو واضح.
ثالثا – ندين ونستنكر الدعم المتزايد لعناصر القاعدة وداعش بالمال والسلاح ومحاولات توطينهم في كل من مأرب والبيضاء ونذكر بما ارتكبوه من جرائم مروعة بحق المواطنين اليمنيين سابقا ولاحقا وآخرها إعدام الأسيرين ونشجب صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الممارسات ومواصلة إسنادها من قبل دول التحالف والاعتراف المثير للخجل بشرعيتهم، مع مواصلة التنكر لإرادة وحقوق الشعب اليمني وما يتعرض له من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفي مقدمتها الحصار الجائر على الشعب اليمني وحرمان أبناءه من الحصول بسهولة ويسر على حقهم في السفر والغذاء والدواء والوقود وأبسط الحقوق وننظر إلى هذا الصمت باعتباره تفريطا معيبا في القيم الإنسانية وتواطؤا مكشوفا ضد أمن المواطن اليمني ولا يخدم – بالتأكيد – مقتضيات السلم والأمن الدوليين.
رابعا – ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى مراجعة مواقفهم تجاه اليمن وإلى وقف سياسة الكيل بمكيالين في أسلوب التعاطي مع موضوع الحرب والسلام في اليمن ونلوم كل من يدين حقنا في الدفاع أو يتهمنا بالرغبة في إطالة الحرب طالما والحرب علينا ما تزال قائمة، وسيكون من حقهم ذلك في حال توقفت الغارات الجوية وارتفع عن بلادنا الحصار والاحتلال ثم وجدونا بعد ذلك نواصل الحرب، أما قبل ذلك فلا يحق لأحد أن يلومنا أو يدين حقنا في الدفاع عن بلادنا وشعبنا، ونؤكد بأن مثل هذه الأساليب والسياسات ستظل تفتقر للكثير من التوازن والإنصاف ولن تساعد بطبيعتها على بناء الثقة ومعالجة المخاوف بقدر ما ستبقى تفاقمها أكثر وأكثر الأمر الذي لا نتوقع من هذه السياسات أن تكون داعمة أو مساعدة على تحقيق السلام في اليمن، ولذلك ندعو الأمم المتحدة ومبعوثها القادم وكل الدول المهتمة بموضوع السلام إلى المراجعة الجادة للمواقف والسياسات واجتراح سياسات تتسم بالتوازن والإنصاف والواقعية قادرة على عدم تكرار الأنماط السابقة والقديمة وضامنة لمنع معاودة الإنتاج المتكرر للتجارب التفاوضية الفاشلة كما في الماضي، مؤكدين حرصنا الكبير ورغبتنا الأكيدة في السلام العادل والشامل والمستدام وإطلاق مفاوضات جادة على أساس رفع الحصار ووقف العدوان وإنهاء الاحتلال ومعالجة آثار الحرب وتداعياتها، ونشجب بشدة حالة الإصرار على استعمال الحصار والتجويع كسلاح من أسلحة الحرب والتفاوض باعتبار ذلك جريمة حرب وعمل مدان ومنافي لأخلاق الحروب وانتهاكا صارخا للقوانين والمواثيق الأممية والدولية.
خامسا – ندعو قيادة التحالف إلى مراجعة صداقاتها وعداواتها وتلمس المكامن الحقيقية لمصالحها وتهديداتها في ضوء الكثير من المعطيات والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية وعلى أساس من الاستحضار الدقيق لكل ما هو صحيح وحقيقي بعيدا عن الاستغلال الأمريكي البريطاني لاستمرار العدوان علينا، معربين عن جاهزيتنا لمفاوضات سلام جادة وصادقة فور توفر مؤشراتها العملية والواقعية وفي مقدمتها رفع الحصار عن شعبنا اليمني المظلوم، مؤكدين أننا لا نقدم اشتراطات تعجيزية بقدر ما نطالب بالحد الأدنى من الحق القانوني والإنساني لشعبنا اليمني كمفتاح لبناء الثقة وإدارة عجلة السلام إلى الأمام.
سادسا – نثمن غاليا ونقدر عاليا الدور الإيجابي والمساعي الحميدة التي تقودها سلطنة عمان الشقيقة ونؤكد دعمنا الصادق والجاد لكل الجهود الخيرة بما يحقق السلام العادل والدائم.
تحيا الجمهورية اليمنية – المجد والخلود للشهداء -الشفاء للجرحى –
الحرية للأسرى – النصر للشعب اليمني العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.