ياسر المهلل : رسالة من السيد ،، و سجارة الشهيد الخيواني ..!
640
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / ياسر المهلل في احد الايام .. بينما انا و الشهيد الخيواني في صعدة .. انطلقنا عصرا من مقر سكننا الی لقاء السيد القائد .. بعد ان اخذ لي الاذن منه في اليوم السابق بالسماح له باخذي معه لنكون معا في حضرته الشريفة ..
وصلنا لنقطة ما قبل الدخول .. فقال لي احد المعنيين ان السيد يعتذر مني بان هناك طاريء حال دون تمكني من الدخول معه في ذلك اليوم و انه سيسمح لي في وقت آخر .
تأسفت .. و قال لي الخيواني .. خلاص ارجع انا و انت .. طبعا محاولا مواساتي و اضاف ضاحكا ” يا ياسر مسايرتك لي عتنحسك لا عتلاقي عمل و لا تعرس و لا تبسر السيد و قد الكل ابسره ” و طلب مني العودة للفندق و انتظایه .. فقلت للشهيد ، خلاص خذ هذا السؤال و دع السيد يجيبني عنه لم اعد اتذكر السؤال نصا .. لكنه كان يتضمن تساؤل عن كيفية التعامل مع ما يحصل من غلو في الفتن و سفك لدمائنا و ان البعض حتی من المناصرين بدأوا بالتذمر في لما لا يتحرك رجال الله للقصاص من قتلة شهدائنا و هم يقتلون كل يوم بدم متجمد و عقيدة سوداء .
عاد الخيواني هو و الاخ حمزة الحوثي مزحوما بهموم وطن مذبوح و مسؤولية وضعها فيه السيد القائد ليتحملوها – وهم اجدر من يحملها – فتعذر ذلك الزحام من سؤالي له عن ماذا كان رد السيد القائد علی رسالتي .. غادر حمزة متاخرا و كنت قد شرعت في النوم فجائني الشهيد عبدالكريم الخيواني الانسان .. يصيح من الم ظن في البداية انه من معدته .. و قال لي و هو بالكاد يقف من شدة الالم .. يا ياسر قوم اسعفني بين احس بالموت .. تفاصيل مرضه ساكتبها في وقت لاحق .. لكن ساكتفي بالاشارة اليه لاخبركم اسباب ذهاب موضوع الرسالة من بالي مؤقتا و التفرغ لنزع المه الذي كان وخز يثقب قلبي في كل وجع يتأوهه ..
بقينا في المشفی .. و اظلمت السماء بعد يوما كامل من المرور بين دهاليز المستشفيات .. و هو ينتزع من الام المرضی و الموجوعين ليضيفها لوجعه و المه .. فبات علی سرير بعد تعاطيه المهدئات التي اتاحت له متسع بسيط من النوم كان ينادي فيه ام محمد و ابنته الاء في سباته ..
سويعات قليلة .. نام بها صاحب الندب في العين و الاب الحنون فقام من نومه .. يبحث عن سجارة ليتعاطاها .. فصرخ لي ضاحكا قائلا ايش هذا المستشفی اللي ماتلقی فيه حبه شقارة .. فضحكت و استغل ضحكتي ليتودد بان اقبل اعطائه ذلك .. فقلت له انا محمل امانه من السيد بان لا اسمح لك بالعبث و انت علی سرير المرض .. ببديهية عالية قال لي .. بخصوص الرسالة .. هات لي حبه سجارة و ساعطيك رد السيد علی رسالتك .. و وضعني في موقف صعب .. و بينما انا اراود نفسي جاء الفرج من الدكتور حيث دخل الی الغرفة و حال دون تجرأي علی الامانة .. و اشتياقي للرسالة .
تركته مع الدكتور .. و غادرت الغرفة .. دقائق و هاتفي يرن بوصول رسالة مفادها :
” من الجهاد ان لا يقاد المؤمن بالاستفزاز ،، و من المجهد ان يكون الانسان ريشة في مهب الريح .. ” نسمة ” تاخذه ،، و عاصفة ” تعيده ،،
اختبار ” الفتن ” .. يتطلب الصبر و الاستعانة بالله .. و رسوخ الجبال للنجاة. ”
ختمها بالقول .. و زاد السيد ادالك قلم .. فلا تنسی السجارة ..
—————
ملاحظة :
– رسالة السيد كانت مكتوبة بالقلم المهدی لي .. لكن الشهيد اضاعها حسبما قال في كومة الادوية التي كان يتعاطاها ليداوي وطن مريض لم ينكسر .
– الرسالة الهاتفية تم اعادة صياغتها لان الشهيد كان ما شاء الله عليه في الكتابة و من الهاتف و الاملاء مش قوي دقيق .
– الرسالة بمختصر الكلم درس عظيم لمن القی السمه و هو شهيد .
– ما زلت بانتظار حقي في لقاء السيد .
– الصورة التقطتها للشهيد اثناء اجراء اشعة مقطعية لمعاينة المرض الذي كان يعاني منه في مستفی الجمهوري