استمرار الصراع بين معسكر الإسلام الأصيل ومعسكر النفاق والزيف
استمرار الصراع بين معسكر الإسلام الأصيل ومعسكر النفاق والزيف
يمني برس:
وقد استمرت المعركة، وامتد الصراع إلى اليوم بين معسكر الإسلام الأصيل ومعسكر النفاق والزيف، بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وهي اليوم تعنينا في عصرنا، وهي معركةٌ لا تقبل الحياد، فإما حقٌ وإما باطل، وما بينهما باطل،
وإن شعبنا اليمني المسلم العزيز، يمن الإيمان، يمن الأنصار حدد مساره، وحسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام في أصالته، التي ثمرتها الحرية والاستقلال والكرامة، وهو يأبى الاستسلام والخنوع للطغيان اليزيدي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، ويأبى الانضمام إلى معسكر النفاق في الأمة المتمثل بالنظامين السعودي والإماراتي، فيما يعملان له من تدجين الأمة لأعدائها، وتطويعها للمستكبرين، وإن خيار الأمة الذي يحقق لها الاستقلال والحرية والخلاص من هيمنة الأعداء ومن التبعية لهم هو النهج الحسيني الذي يمثل الامتداد الأصيل للإسلام بكل نقائه وصفائه، ويمثل تجسيداً للقرآن، واتِّباعاً حقيقياً، واقتداءً صادقاً برسول الله “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”، وهو الذي يمكن للأمة بثقافته أن تكون واعيةً مستبصرة، وبروحيته أن تكون عزيزةً أبية قويةً مستبسلة، وبأخلاقه وقيمه أن تحقق إنسانيتها، وترتقي في سلم الكمال الأخلاقي، إنه المنهج الذي لا يقبل العبودية للطغاة مهما كان الثمن، ومهما كان حجم التضحيات، هو منهج: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: من الآية19]، هو منهج: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: من الآية8]، وهو منهج التضحيات التي تصنع النصر، وتصون الكرامة، وتحقق أسمى الأهداف، قال الله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}[غافر: 51-52]، صدق الله العلي العظيم.
إننا في ذكرى استشهاد الحسين “عليه السلام” في يوم حسم الخيارات واتخاذ القرارات المصيرية نؤكد على التالي:
إنَّ موقفنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني الغاشم على بلدنا هو موقفٌ مبدئيٌ من منطلق انتمائنا الإيماني والديني، وبحكم هويتنا الإيمانية، وهو جهادٌ مقدس، وواجبٌ دينيٌ وإنسانيٌ ووطني، ومن يفرِّط بهذا الواجب، أو يخون هذا الموقف، فهو يخون هويته الإيمانية، ويفرِّط بها، ولذلك فإننا- وبالتوكل على الله تعالى، وبالثقة به- لن نألوا جهداً في التصدي لهذا العدوان مهما كان مستوى التحديات، ومهما كان حجم التضحيات، فالله “سبحانه وتعالى” هو الأكبر والأقدر على إنجاز وعده بالنصر طالما استمر شعبنا في قيامه بمسؤوليته، وأدائه لواجبه، وتوكل على الله، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}[النساء: من الآية45]، {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ}[آل عمران: من الآية160].
وإن التضحيات مهما بلغت لن تكون بمستوى خسائر الاستسلام والخنوع التي تخسر الأمة فيها كل شيء: حريتها، واستقلالها، وكرامتها، وحاضرها، ومستقبلها، ودينها، ودنياها، ولا بمستوى خسارة التفريط الفادحة التي تمكِّن الأعداء من السيطرة على الأمة.
إنَّ مواقفنا تجاه قضايا أمتنا وفي مقدِّمتها القضية الفلسطينية، والموقف من العدو الإسرائيلي، ومن الغطرسة الأمريكية، وموقفنا المتضامن مع شعوب أمتنا في لبنان، وسوريا، والعراق، والبحرين، والجمهورية الإسلامية في إيران، ومظلومية المسلمين في بورما والهند وكشمير… ومختلف أقطار العالم، هي مواقف مبدئيةٌ إسلامية، ونعتبرها جزءً أساسياً من التزامنا الديني لا يقبل المساومة.
إنَّ أخوتنا الإسلامية مع أحرار الأمة أيضاً هي جزءٌ من التزامنا الإيماني والديني، وفي المقابل فإننا نستنكر كل أشكال التطبيع والعلاقات مع إسرائيل، ونعتبرها من الولاء المحرَّم شرعاً، والذي بلغ التحذير منه في القرآن الكريم إلى مستوى قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: من الآية51].
وختاماً نسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يوفِّقنا للسير في طريق الحق لا نزيغ عنها أبداً، وأن يثبتنا في موقف الحق على نهج الحسين “عليه السلام” في التمسك بالإسلام الأصيل، والاهتداء بالقرآن الكريم، والاقتداء برسول الله محمد “صلى الله وسلم عليه وعلى آله”.
ونسأل الله “سبحانه وتعالى” أن يرحم شهداءنا، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
السَّلام على الحسين سبط رسول الله، السَّلام على شهداء كربلاء، الصلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله، السَّلام على كل الشهداء الأبرار.
والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ- أيُّها الإخوة والأخوات- وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛
*كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1442هـ