محافظ البنك المركزي يكشف عن إجراءات حاسمة لم تستخدم بعد ضد من يقف وراء تدمير الإقتصاد ويعلن الجهوزية لإتخاذ خطوات جريئة وقوية ستؤثر بشكل كبير على الوضع الإقتصادي في اليمن
محافظ البنك المركزي يكشف عن إجراءات حاسمة لم تستخدم بعد ضد من يقف وراء تدمير الإقتصاد ويعلن الجهوزية لإتخاذ خطوات جريئة وقوية ستؤثر بشكل كبير على الوضع الإقتصادي في اليمن
يمني برس:
قال محافظ البنك المركزي اليمني هاشم إسماعيل، إنه ”كلما قام الأمريكي بإستهداف الإقتصاد اليمني بأي خطوة من الخطوات نحن نرد، ولازلنا في موقع الرد ولكننا نملك أدوات واجراءات لننتقل إلى موقع الفعل، نحن لحد الآن لم نستخدم هذه الأوراق ولكن اذا اضطررنا في مرحلة من المراحل إلى استخدامها لن نتردد”.
وأضاف هاشم إسماعيل في برنامج “ضيف وحوار” من على شاشة قناة العالم، ”نؤكد لشعبنا اليوم ان الاجراءات التي نتخذها هي اجراءات حمائية للوقاية من آثار العدوان الاقتصادي ولكن في أي مرحلة من المراحل نحن جاهزون لاتخاذ خطوات جريئة وقوية ستؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي”.
ولفت إلى أن الاجراءات الأخيرة لتحالف العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن هي ليست اجراءات جديدة، بقدر ما نحن أمام مخطط أو أمام خطوة هي مستمرة منذ ان اندلعت الحرب على اليمن في شهر آذار/ مارس عام 2015.
واضاف اسماعيل: ما قامت به دول العدوان مؤخرا هو عبارة عن تصعيد، هذا التصعيد يهدف الى استهداف القوة الشرائية للمواطن اليمني بشكل عام، فهم نظرا لفشلهم العسكري في الجبهات العسكرية اتخذوا قرارا بأن تكون الورقة الاقتصادية هي أداة ضاغطة على المفاوض اليمني وعلى حكومة الانقاذ وعلى المجلس السياسي في صنعاء بهدف تحقيق ما فشلوا فيه عسكريا، هم يريدون تحقيق هذه الأهداف من خلال الحرب الاقتصادية.
وتابع: إن من يريد ان يتخذ خطوات لمعالجة أوضاع اقتصادية لا يمكن ان يمارس عمليات الطباعة (للعملة) بشكل من أشكال الطباعة لم يسبق لأي دولة في العالم ان تتخذه. الطباعة اليوم هي عبارة عن قذائف وصواريخ واطلاقات نارية يريدون توجيهها الى كل صدر كل مواطن يمني، وبالتالي من يريد اتخاذ اجراءات للحفاظ على الاقتصاد الوطني لا يمكن ان تكون على حساب المواطن اليمني.
وأوضح اسماعيل أن الاجراءات الاقتصادية يجب ان يتم اتخاذها من خلال تخفيض نفقات الفنادق وتخفيض المبالغ المهولة التي يتم تحويلها إلى البنك الأهلي السعودي من عائدات النفط الخام اليمني، والحلول الاقتصادية تأتي من خلال إعادة تصدير الغاز اليمني المسال، وتأتي من خلال سحب الكمية التي تم ضخها إلى السوق اليمنية من العملة التي تزيد على 5 تريليون ريال يمني خلال سنوات الحرب.
وقال: هذه هي الاجراءات الاقتصادية التي يمكن أن تحقق مؤشرات تحسن ملحوظة، اما الاجراءات الاقتصادية من خلال فرض اعباء على المواطن او من خلال استهداف مؤشر التضخم او تخفيض القوة الشرائية فهذه ليست اجراءات اقتصادية حكيمة بقدر ما هي استهداف مباشر للمواطن اليمني سواء كان في الشمال او في الجنوب.
وأضاف اسماعيل: بالعودة للوراء الى مفاوضات الكويت، السفير الأمريكي كان واضحا مع الوفد الوطني في هذه المفاوضات، واخبرهم انهم اذا لم يوقعوا ويوافقوا على الشروط المطروحة آنذاك فإن الأمريكي سيعمل جاهدا على ان تصل العملة الى مستوى لا تساوي فيه قيمة الحبر الذي طبعت به، وما يحصل اليوم في المحافظات المحتلة هي احدى النتائج التي بشر بها السفير الأمريكي آنذاك، ولكن بفضل الله وتوفيقه وبفضل الوعي الشعبي الكبير والعالي نحن نرى مصاديق حديث السفير الأمريكي في المحافظات المحتلة.
واردف قائلا: اتهامنا لأمريكا في ما يحدث من تدهور للعملة أو الوضع الاقتصادي الصعب هو ليس اتهام سياسي او اتهام بناء على تقديرات او تحليلات او تنبؤات، هذه هي منهجية أمريكا، عندما تواجه شعوبا ترفض ارادتها او فرض هيمنتها تلجأ عادة الى الحرب الاقتصادية، كما يحصل اليوم في الجمهورية الإسلامية في إيران وفي لبنان وسوريا وفنزويلا وكوبا والكثير من بلدان العالم التي قاومت الهيمنة الأمريكية.
وتابع اسماعيل: اليوم العدوان الاقتصادي على اليمن يدار من خلال ما تسمى الرباعية، وهي أمريكا وبريطانيا والسعودية والامارات، الأمريكي يشرف بشكل مباشر على هذه الحرب الاقتصادي كما يشرف على الحرب الاقتصادية على الشعب الايراني والسوري واللبناني وغيرهم، والأمريكي يعلنها صراحة انه هو من يقود الحرب الاقتصادية، ومن خلال متابعتنا كل الخطوط التي تنفذ الآن هي تخطيط أمريكي بشكل مباشر.
وقال محافظ البنك المركزي اليمني: لو كنا انطلقنا من واقع الحسابات والمعطيات الاقتصادي لكنا فشلنا فشلا ذريعا (في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الانقاذ الوطني اليمنية) في الحفاظ على سعر العملة بشكل نسبي، ولكننا حالنا كحال بقية الجبهات ومنها الجبهة العسكرية تحركنا من منطلق ثقتنا بالله سبحانه وتعالى ومن منطلق مظلومية الشعب اليمني الذي يعيش اليوم أسوا كارثة انسانية وفق تقارير الأمم المتحدة.
وأوضح اسماعيل: لقد درسنا استراتيجية العدو الأمريكي كيف يفكر وكيف يخطط وكيف يخوض الحرب الاقتصادية وبماذا يبدأ وماهي الخطوات البديلة التي يناور بها في الحرب الاقتصادية حالنا كحال الجبهة العسكرية، اليوم لنسال كيف حقق الأخوة المجاهدون هذه الانتصارات وبماذا حققوها رغم عدم وجود وجه للمقارنة من حيث العدة والعتاد، وواقعنا في الجبهة الاقتصادية نفس الواقع.
وأكد أن حكومة الإنقاذ تراهن دائماً على الوعي الشعبي، فالوعي الشعبي هو الركيزة الأساسية لأي نجاح اقتصادي، قائلا: إن الاجراءات التي قمنا بها ركزنا فيها بشكل رئيس على افشال الخطط الأمريكية من خلال تجريده من ورقة العملة، العملة هي اهم اداة لتركيع اي شعب.
وقال اسماعيل: نحن كلما قام الأمريكي بإستهداف الاقتصاد اليمني بأي خطوة من الخطوات نحن نرد، نحن لازلنا نؤكد من خلال قناتكم اننا لا زلنا في موقع الرد ولكننا نملك ادوات واجراءات لننتقل الى موقع الفعل، نحن لحد الآن لم نستخدم هذه الاوراق ولكن اذا اضطررنا في مرحلة من المراحل الى استخدامها لن نتردد، القرار بيد السيد القائد ورئيس المجلس السياسي الأعلى كونهم أعلى سلطة في البلد، ونؤكد لشعبنا اليوم ان الاجراءات التي نتخذها هي اجراءات حمائية للوقاية من آثار العدوان الاقتصادي ولكن في أي مرحلة من المراحل نحن جاهزون لاتخاذ خطوات جريئة وقوية ستؤثر بشكل كبير على الوضع الاقتصادي.
وتابع: نحن التقينا بالمبعوث الأممي السابق أكثر من مرة وكان واضحا حديثه حول الجانب الاقتصادي وقالها بشكل واضح، كان حديثه ان الملف الاقتصادي ليس من اختصاصه وليس من أولوياته، عندما يتحدث مبعوث أممي بهذه الصراحة، هذا يعني انه حاضر لمفاوضات سياسية ومفاوضات ميدانية ولا يمكن ان يتطرق للجانب الاقتصادي.
وأشار اسماعيل إلى أن النقاشات حول الجانب الاقتصادي الآن متوقفة بشكل تام ولا يوجد أي تقدم، وصنعاء تطالب قبل البدء بأي مفاوضات بوقف الحصار على ميناء الحديدة وكذلك فتح المطارات كونه استحقاق انساني ليس خاضعا لأي تقدم عسكري أو سياسي.
وقال: نحن نتفاجأ كثيرا عندما يروج إعلام الطرف الآخر أن صنعاء تتخذ الاقتصاد كورقة حرب!! ماذا فعلت صنعاء؟ هل قرارها بوقف العملة غير القانونية هي ورقة حرب؟ أم طباعتكم لهذه العملة هي ورقة حرب؟
وأضاف: في موازنة عام 2014 كانت 85% من مصادر الايرادات بيد الطرف الآخر، بينما بالعكس 85% من بنود الانفاق هي في صنعاء، اليوم أين الكتلة الأكثر من الموظفين؟ اليوم الموظفين في المحافظات المحتلة لا يستلمون مرتباتهم بشكل منتظم، ايرادات النفط الخام فقط كانت تمثل 70% من موارد الموازنة العامة للدولة، اليوم الانفاق الأغلب في صنعاء، واليوم تحالف العدوان لا يدعم صنعاء ويدعم الطرف الآخر، كل الدول العظمى تدعم الطرف الآخر.
وأكد إسماعيل أنه حتى فترة ما قبل تعيين المبعوث الأممي الأخير، كانت الأمم المتحدة غير جادة على الاطلاق في أي نقاشات اقتصادية تفضي إلى تحييد الجانب الاقتصادي والتخفيف من المعاناة الاقتصادية والانسانية، لانه قرار سياسي في الأخير.