بهدف تخفيف توترات الشرق الأوسط وتأكيد دور العراق كوسيط.. قمة بغداد تختتم أعمالها
بهدف تخفيف توترات الشرق الأوسط وتأكيد دور العراق كوسيط.. قمة بغداد تختتم أعمالها
يمني برس:
بهدف تخفيف التوترات في الشرق الأوسط والتأكيد على دور العراق كوسيط، وأملاً في حصول بغداد على الدعم لاستعادة استقرارها الأمني والاقتصادي وتعزيز دورها الإقليمي.. اُختتمت اليوم السبت في العاصمة العراقية فعاليات قمة بغداد للتعاون والشراكة.
واستهدفت القمة التي شاركت فيها 9 دول معظمها من الجوار الإقليمي للعراق، إضافة لمنظمات عربية ودولية مناقشة السبل الكفيلة بتعزيز مسار الحوار البناء بهدف إقامة شراكة وتعاون وتكامل اقتصادي بين العراق ودول الجوار والدول الصديقة.. فضلاً عن ترسيخ الحوار الإقليمي لمعالجة الملفات الأمنية والاقتصادية الشائكة في المنطقة.
ودعت الدول المشاركة في هذه القمة إلى ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة وأمنها.. مؤكدين دعم العراق وبحث التحديات والقضايا المشتركة والآفاق المستقبلية في المنطقة.
وجاء في البيان الختامي للدول المشاركة في القمة: “إن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقاً لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية”.
واتفق رؤساء وزعماء دول جوار العراق المشاركون في قمة بغداد للتعاون والشراكة، اليوم، على توحيد الجهود لحفظ أمن المنطقة ومحاربة التطرف والإرهاب، وتبادل الاستثمار والتعاون لمكافحة جائحة كورونا والأضرار المناخية الخطيرة.
وأعرب المشاركون في قمة “التعاون والشراكة”.. عن شكرهم وتقديرهم لجهود جمهورية العراق بعقد ورعاية هذا المؤتمر بمشاركة زعماء وقادة دول المنطقة والصديقة، وعبروا عن وقوفهم إلى جانب العراق حكومة وشعبا.
وشدد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها.
ورحب المشاركون بالجهود الدبلوماسية العراقية الحثيثة للوصول إلى أرضية من المشتركات مع المحيطين الإقليمي والدولي في سبيل تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية وتبني الحوار البناء وترسيخ التفاهمات على أساس المصالح المشتركة، وان احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الايجابي في علاقاته الخارجية.
وجدد المشاركون دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي ودعم جهود العراق في طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة.
وأقر المشاركون بأن المنطقة تواجه تحديات مشتركة تقتضي تعامل دول الإقليم معها على أساس التعاون المشترك والمصالح المتبادلة ووفقا لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام السيادة الوطنية.
وأثنوا على جهود العراق وتضحياته الكبيرة في حربه على الإرهاب بمساعدة التحالف الدولي والأشقاء والأصدقاء لتحقيق الانتصار، مرحبين بتطور قدرات العراق العسكرية والأمنية بالشكل الذي يسهم في تكريس وتعزيز الأمن في المنطقة.. مجددين رفضهم لكل أنواع وأشكال الإرهاب والفكر المتطرف.
كما أكد البيان أن المجتمعين ثمنوا جهود الحكومة العراقية في إطار تحقيق الإصلاح الاقتصادي بالشكل الذي يؤمن توجيه رسائل ايجابية تقضي بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات ويعود بالنفع على الجميع ويخلق بيئة اقتصادية مناسبة ويعزز عملية التنمية المستدامة وخلق فرص العمل.
ورأى المشاركون أن احتضان بغداد لهذا المؤتمر دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية وجددوا دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقاً للآليات الدستورية وإجراء الانتخابات النيابية المرتقبة.
وأكد المشاركون دعم جهود حكومة جمهورية العراق في إعادة الإعمار وتوفير الخدمات ودعم البنى التحتية وتعزيز دور القطاع الخاص، وكذلك جهودها في التعامل مع ملف النازحين وضمان العودة الطوعية الكريمة إلى مناطقهم بعد طيّ صفحة الإرهاب.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة استمرار التعاون في مواجهة جائحة فيروس كورونا من خلال تبادل الخبرات ونقل التجارب الناجحة بشأن آليات التطعيم ودعم القطاعات الصحية وبناء تعاون فاعل لمواجهة هذا التحدي المشترك وتأثيراته الصحية والاجتماعية والاقتصادية الكبيرة.
واتفقوا على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري وفق الاتفاقات الدولية ذات الصلة.
واختتم البيان بالقول: إن العراق عبر بدوره عن امتنانه وتقديره لهذا الحضور الفاعل من قادة الدول الشقيقة والصديقة ووزراء الخارجية والمنظمات الإقليمية والدولية والبعثات الدبلوماسية المشاركة والمراقبة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة.
الجدير ذكره أن القمة عٌقدت اليوم بمشاركة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول مجموعة الـ20 وممثلي الاتحاد الأوروبي بصفة مراقب.
وكان العراق، قد أعلن الأربعاء، أن مؤتمر قمة بغداد لدول الجوار المقرر عقدها في العاصمة اليوم السبت، تهدف إلى “التعاون والشراكة وليست لمساعدتها”.
وقال المتحدث باسم القمة نزار الخير الله، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد، الأربعاء: إن “المؤتمر سيعقد برعاية عراقية”.
وأوضح أن “استجابة قادة الدول كانت لمعطيات موضوعية منها الثقة بالدور العراقي المرتكز على سياسة التوازن وقدرة بغداد على أن لا تكون منطلقا للاعتداء على جيرانها”.
وقال: إن “توجه الحكومة ينصب حول بناء الاستقرار والشراكة الاستثمارية وجلب رؤوس الأموال إلى العراق”.. مؤكداً مشاركة “الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ودول العشرين، بصفة مراقبين”.
وشدد الخير الله على أن “المؤتمر ليس لمساعدة العراق بل هو للتعاون والشراكة وهذا شي مهم لبناء مصالح مشتركة”.
ويرغب العراق في تعزيز علاقاته الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابه أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي هي “الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة”.
فيما تضم قائمة دول مجموعة الـ20 “الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وكوريا الجنوبية، وروسيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي”.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية في بيانات سابقة تأكيد مشاركة دول “إيران والسعودية وتركيا والكويت والإمارات والأردن إلى جانب قطر وفرنسا واليابان” في مؤتمر قمة بغداد.
وأكد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال لقائه، اليوم، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أهمية التعاون المشترك بين دول المنطقة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن “الكاظمي التقى وزير الخارجية رئيس الوفد الإيراني أمير عبد اللهيان إلى مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي اختتمت أعماله اليوم”.
وأضاف البيان: إن “الكاظمي أكد خلال اللقاء، أهمية التعاون المشترك، والعمل الثنائي من أجل تلبية قضايا المنطقة، واحتياجات شعوبها في التنمية المستدامة وتحقيق الاستقرار”.
وشدد على “تطلع العراق، لبناء أفضل العلاقات مع دول المنطقة الشقيقة والصديقة؛ لتنمية مصالح الشعوب، وتدعيم الاستقرار، وفرص التنمية الاقتصادية، والتعاون الإنمائي”.
من جانبه ثمّن وزير الخارجية الإيراني “دور العراق في التقريب بين وجهات النظر”.. مؤكداً “حرص الحكومة الإيرانية على استقرار العراق، وتعزيز سيادته ووحدة أراضيه”.
وأكد الوزير الإيراني موقف بلاده المساند للعراق في مواجهته للإرهاب وبقايا تنظيم داعش.. معتبراً “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة خطوةً بالاتجاه الإيجابي في تعزيز الشراكة والتعاون بين دول المنطقة”.
من جانبه أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن “مؤتمر بغداد كرس لانتقالة نوعية وجوهرية وأساسية بين أغسطس 2014 وأغسطس 2021، على مستوى صناعة أولويات السياسة الخارجية العراقية وإعادة تنميط مصادر القوة في العلاقات ما بين العراق وجيرانه وأصدقائه”.
وأضاف: إن “العراق طرح رؤية خلال المؤتمر تؤكد ضرورة التكامل الاقتصادي والاستثماري لما يتوافر عليه البلد من موارد وموقع جغرافي، ويبقى الجامع هو الشراكة والاستثمار على أساس تنمية الشعوب ورفع معدلات انتاجها ما يعكس المزيد من فرص الاستقرار”.
وتعليقاً منه على ما شهده المؤتمر من لقاءات ثنائية بين الزعماء المشاركين أكد الصحاف، أن “المؤتمر أرخ لمسألة مهمة جداً أن العراق مقبول من جميع الأطراف وها هي تجتمع في بغداد بوصفها نقطة التقاء وحوار ذو طابع ثنائي بين الأطراف الحاضرة”.
ولفت إلى أن “العراق طوى مرحلة عصابات (داعش) الإرهابية بجهود القوات المسلحة وتجاوز محنته الاقتصادية والآن يؤسس لمرحلة جديدة قوامها التكامل والاستثمار بوصفه نقطة اشتراك ولقاء وحوار متفق عليه بين هذه الأطراف”.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد أكد في كلمته في الجلسة الافتتاحية، أنه يرفض استخدام العراق ساحة لتصفية الصراعات.. مشدداً على أنه “لا عودة للعلاقات المتوترة والحروب العبثية”.
وأضاف “نرفض أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على جيرانه وأن يستخدم لتصفية الصراعات الإقليمية والدولية”.
وأوضح أن الشعب العراقي “انتصر على أعتى التنظيمات الإرهابية، تنظيم (داعش)، كان هذا الانتصار بمساعدة الأشقاء والجيران والمجتمع الدولي”.
واختتم بالقول: “شعب العراق يحتكم للمسار الديمقراطي لتحديد خياراته، فلا عودة إلى الماضي ولا عودة إلى المسارات غير الديمقراطية ولا عودة للعلاقات المتوترة والحروب العبثية مع الجيران والأصدقاء”.