المنبر الاعلامي الحر

في حادثة أشبه بأفلام هوليود.. ملعقة طعام تكسر هيبة الكيان الصهيوني المحتل وتٌعريه أمام العالم

في حادثة أشبه بأفلام هوليود.. ملعقة طعام تكسر هيبة الكيان الصهيوني المحتل وتٌعريه أمام العالم

يمني برس:

 

في حادثة بطولية أشبه بالأفلام الهوليودية، تم تنفيذها بحذافيرها على أرض الواقع، وبشكل احترافي يفوق خيال أي مخرج سينمائي عالمي، نجح فجر الإثنين، 6 أبطال فلسطينيون من الأسرى في سجن “جلبوع” الصهيوني الشديد التحصين، من حفر نفق بواسطة “ملعقة طعام صدئة” سمي بـ(نفق الحرية) وتمكنوا من الهروب منه، لتصبح قضية عالمية أذهلت العالم.

 

وفي التفاصيل ما يثير الدهشة.. فبواسطة “ملعقة طعام صدئة” كٌسرت هيبة الكيان الصهيوني المحتل واهتزت صورته وتم تعريته أمام العالم، حيث تمكن الـ6 الأبطال من حفر نفق، وخرجوا من خلاله دون أن يلاحظهم أي شخص من سجن “جلبوع”.

ويُعد الأسلوب الذي هرب به السجناء الفلسطينيين الأبطال طريقة مشابهة لأعمال سينمائية ودرامية جسدت وقائع مشابهة، نشر العديد من المصريين والعرب رسومات جسدت فضيحة الكيان الإسرائيلي التي رآها العالم أمس.

 

وذكر موقع “واي نت” الإخباري، التابع لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن الأسرى الفلسطينيين استخدموا (عمود السرير) في حفر نفق سجن “جلبوع” من داخل “حمام الزنزانة”، وساعدتهم ظروف أرضية المرحاض لإتمام عملية الحفر بشكل جيد وسريع.

 

أما صحيفة “جيروزاليم بوست” فقد أكدت أن الأسرى الفلسطينيين الـ6 الهاربين من سجن جلبوع، كانوا معاً في نفس الزنزانة، واستخدموا “ملعقة طعام صدئة في الحفر”، وقاموا بإخفاء هذه الملعقة خلف ملصق وكانت وسيلتهم في حفر نفقاً تحت حمام الزنزانة وتمكنوا من الخروج عبر بئر الصرف الصحي للسجن.

 

في السياق ذاته تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لـ”معلقة ملقاة وسط التراب”، حيث تردد أنها كانت وسيلة الأسرى الفلسطينيين في حفر نفق سجن “جلبوع”.

 

وكشف الفحص الأولي أن الهاربين الـ6 كانوا في نفس الزنزانة، وأن طول النفق الذي حفروه على مدى سنوات سجنهم يصل إلى عشرات الأمتار.. كما تم الكشف عن اكتشاف فتحة النفق على بعد أمتار قليلة خارج أسوار السجن.

 

وصدمت عملية فرار الأسرى الفلسطينيين الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية، باعتبار السجن من أكثر السجون إحكاماً، ووصف معلقون فرار الأسرى من خلال نفق نجحوا في حفره من داخل زنزانة إلى خارجه بأنه “مشابه تماماً لما يجري في الأفلام”.

 

فصائل المقاومة الفلسطينية، حذرت في بيان لها اليوم الثلاثاء، الكيان الصهيوني المحتل من مغبة التعرض للأسرى الفلسطينيين في سجونه، ودعت أبناء فلسطين إلى توفير كل وسائل الدعم والحماية والاسناد للأسرى أبطال عملية نفق “جلبوع”.

 

وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد وصفت عملية الفرار بأنها “عمل بطولي كبير”.. مؤكدة في بيان مقتضب لها، أنه “سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الصهيونية وشكل صفعة قوية لجيش الاحتلال”.. ووزع أنصار الجهاد الإسلامي في غزة الحلوى في الشارع على سائقي السيارات والمارة احتفالاً.

 

وقال الناطق باسم الحركة داوود شهاب إن هروب الأسرى “عمل بطولي كبير سيحدث هزة شديدة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وستشكل صفعة قوية لإسرائيل”.

 

أما حركة حماس فقالت: إنه “عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة أسرانا وتحدٍ حقيقي للمنظومة الأمنية الصهيونية”.

 

وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في بيان صحفي، إنّ تمكن أسرى من “انتزاع حريتهم رغم كل الإجراءات والتعقيدات الأمنية عمل بطولي شجاع وانتصار لإرادة وعزيمة الأسرى”.

 

واستقبل الشارع الفلسطيني خبر هروب الأسرى، بالتهليل والتكبير، كما احتفل الكثيرون بهذا الحدث التاريخي الذي زعزع أكذوبة المنظومة الأمنية التي لا تقهر.

 

ففي قطاع غزة وزّع فلسطينيون الحلوى في الشوارع العامة ابتهاجاً بهروب 6 أسرى من سجن جلبوع الإسرائيلي، وسادت أجواء من الفرحة في الشوارع والساحات العامة، حيث ردد الفلسطينيون “تكبيرات العيد”، احتفاءً بنجاح عملية هروب الأسرى.

 

كما رفع محتفلون لافتات كُتب على بعضها “الهروب الثاني الكبير من سجون العدو الصهيوني”، فيما دُوّن على بعض اللافتات أسماء الأسرى الذين نجحوا في “انتزاع حريتهم”.

 

وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية كثفت من وجود طواقمها داخل المعتقلات منذ ساعات الصباح، وذلك بعد فرار المعتقلين.

 

وأفرغت إدارة السجون الإسرائيلية السجن بالكامل من المعتقلين ونقلتهم إلى جهات غير معلومة، ووزعت المعتقلين في قسم 2 في السجن، ممن يقضون أحكاما بالسجن المؤبد، على سجون ريمون، ونفحة، والنقب.

 

وقالت الهيئة: إن إدارة السجون حبست أعدادا كبيرة من أسرى حركة الجهاد الإسلامي في الزنازين، وحولت قيادة الحركة وعدد من عناصرها إلى مركز التحقيق في سجن الجلمة، وعلى رأسهم القياديين زيد بسيسو وأنس جرادات.

 

وأوضحت أن إدارة السجون أغلقت السجون وامتنعت عن توزيع وجبات الطعام على المعتقلين في العديد منها.

 

ونشر نادي الأسير الفلسطيني أسماء الفارين، وهم زكريا الزبيدي، القائد السابق في كتائب شهداء الأقصى، و5 من حركة “الجهاد الإسلامي”.

 

وبحسب النادي فإن جميع المعتقلين الفارين من مدينة جنين، وصدرت على 4 منهم أحكام بالسجن مدى الحياة وهم محمود عارضة (46 عاما) المعتقل منذ عام 1996، ومحمد عارضة (39 عاما) المعتقل منذ عام 2002، ويعقوب قادري (49 عاما) والمعتقل منذ عام 2003، وأيهم كمامجي (35 عاما) المعتقل منذ عام 2006.. ويضاف إليهم الزبيدي (45 عاما) ومناضل نفيعات (32 عاما) وكلاهما معتقل منذ عام 2019.

 

وتداولت مواقع إخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، كواليس هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع، وراجت قصة “ملعقة صدئة” قيل إنها هزمت أمن “تل أبيب”.

 

ووسط الانتقادات التي وُجّهت لها حيال الإخفاقات، اعترفت سلطة سجون الاحتلال بأن الأسرى الـ6 بـ”بمستوى خطورة مرتفع”، وذكرت أن احتمال فرار 3 منهم من السجن مرتفع، في حين لم تتكتم المؤسسة الأمنية على مخاوفها بأن الأسرى الـ6، وبينهم أشخاص نفذوا عمليات، سيحاولون تنفيذ عمليات والفرار من “إسرائيل” لربما عبر الحدود مع الأردن أو قطاع غزة أو سوريا.

 

ووصف مسؤول في مصلحة سجون الاحتلال الهروب من سجن جلبوع بالإخفاق غير المسبوق للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، قائلا في حديثه لصحيفة “هآرتس”: إنه “هكذا يحدث عند تعيين أشخاص عديمي الخبرة في مثل هذه المناصب الحساسة”.

 

أكد مسؤولون في مصلحة السجون والشرطة “الإسرائيلية” بدء عملية تمشيط واسعة تشارك فيها الشرطة والقوات الخاصة والجيش، مستعينة بالكلاب البوليسية والطائرات المروحية بالإضافة إلى نصب نقاط تفتيش في محيط المنطقة.

 

من جهته وصف رئيس وزراء الكيان المحتل عملية الهروب بأنه “حادث خطير”.. مؤكداً متابعته الحادث، وتلقيه المنتظم لمعلومات بشأن عمليات البحث.

 

فيما نقلت وسائل إعلام فلسطينية، عن وزير الأمن الداخلي “الإسرائيلي” عومر بارليف، قوله: إن عملية الهروب كانت مخططة بشكل دقيق للغاية وبالتالي كان من المحتمل أن تكون هناك مساعدة خارجية.

 

بدوره كتب المعلق الأمني “الإسرائيلي” يوسي ميلمان في تغريدة على “تويتر” “كما هو الحال في الأفلام، هذه ليست المرة الأولى، في يوليو 1958 اندلعت ثورة عنيفة من السجناء في السجن، هرب 66 سجينا، وقتل 11 آخرون وحارسان، وألقي القبض على الجميع.. وفي عام 2014، حفر معتقلون نفقا، لكنهم كشفوا وأحبطت محاولتهم”.

 

فيما شبّه اللواء المتقاعد رامي عفوديا في جيش الإحتلال، الذي شغل في السابق منصباً رفيعاً في مصلحة السجون، في مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية، تمكن الأسرى الستة من الفرار، بفشل الجيش الإسرائيلي في حرب 73.. محذراً من أن بعض الأسرى الذين تمكنوا من الفرار أدينوا بقتل جنود ومستوطنين.

 

أما الجنرال الصهيوني أشير فكنين، الذي سبق أن عمل مفتشاً لمصلحة السجون، فقال في مقابلة مع نفس الإذاعة، إنه فوجئ بفرار الأسرى.. مشدداً على “أنه حدث غير عادي، لكني آمل أن يتمكنوا من العثور على الفارين واستخلاص العبر من الحادث”.

 

الإعلامية القطرية إلهام بدر قالت في سلسلة تغريدات لها عبر حسابها بـ”تويتر”: إن “شعب الجبابرة هز الكيان الغاصب في فلسطين، ولعبت بالونات غزة بكرامتهم”.. مضيفة: إن “ملعقة تحدت منظومة الاحتلال الأمنية في سجن جلبوع، حيث سيبقى الإسرائيليون يتساءلون كيف أخفى الفلسطينيون الستة تراب نفق الحرية”.

 

بدوره وصف الإعلامي القطري جابر الحرمي عملية هروب الأسرى من السجن الإسرائيلي بـ”العملية النوعية”.. مشيراً إلى أن حفر النفق استمر سنوات.

 

وأعاد الناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي نشر مقاطع مصورة من برنامج “شاهد على العصر” في قناة الجزيرة، مع الأسير المحرر عبد الحكيم حنيني، الذي حاول الهروب من سجون الاحتلال وتفاصيل قصته المثيرة.

 

كما نشرت مقاطع من مسلسل “الروح” الفلسطيني، الذي عرض عام 2014، واستخدمتها وسائل الإعلام مشاهد تمثيلية تحاكي عملية هروب الأسرى الستة.

 

وأمام التسارع في الأحداث وتناقل الروايات لما وقع، فقد سارعت مصلحة سجون الاحتلال إلى الكشف عن المعلومات الأولية بشأن كيفية حدوث عملية الهرب والإخفاق في اكتشافها أو إحباطها.. وأظهر مقطع فيديو نشرته مصلحة سجون الاحتلال السلطات تتفقد الفتحة التي حفرها السجناء بجوار مرحاض الزنزانة.

 

الجدير ذكره أن سجن جلبوع الصهيوني، يُوصف بأنه “سجن الخزنة” بسبب إحكام الإجراءات فيه، لمنع أي محاولة فرار منه.. كما يطلق عليه مسمى “الخزنة الحديدية” لشدة تحصينه وإجراءات الأمن المتبعة داخله.

 

ويقع السجن في غور بيسان بجوار سجن شطة القديم ويعتبر جزءًا منه، ويتكون من 5 أقسام وفي كل قسم هناك 15 غرفة وتتسع كل غرفة إلى 8 أسرى.

 

وتم إنشاؤه بإشراف خبراء إيرلنديين واُفتتح عام 2004، حيث تحتجز “إسرائيل” فيه فلسطينيين اتهمتهم بأنهم نفذوا عمليات داخل أراضي عام 1948، بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الفلسطينية.

 

ومع بداية افتتاحه تم نقل مجموعة اعتبرت من النواة الصلبة للأسرى من جميع السجون مكونة من 70 أسيرا من مختلف التنظيمات، ضمن مخطط “إسرائيلي” يستهدف عزل النشطاء من الأسرى في هذا السجن.

 

ويعتبر السجن قلعة حصينة أٌقيمت من الأسمنت المسلح والفولاذ ويحاط بجدار ارتفاعه 9 أمتار ويوجد في أعلاه صاج مطلي وذلك كبديل عن الأسلاك الشائكة التي توجد عادة في جميع السجون.. ونُصب على جميع نوافذ السجن حديد تم تطويره ويطلق عليه “حديد نفحا” وهو عبارة عن قضبان مصنعة من الحديد والأسمنت ” لم يتمكن أحد في العالم حتى اليوم من نشره.

 

وتم إدخال “عنصر سري” تحت أرضية السجن، ولا يسمح بالحفر، وإن تم إخراج جزء من الباطون الذي يغطي أرض السجن يتحول لون أرضية الغرفة إلى لون آخر يشير إلى محاولة حفر خندق، وفقًا لما ذكرته وكالة “صفا” الفلسطينية.

 

سبأ: مرزاح العسل

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com