لم تُضرب غزة بـ٢٠٠ طائرة مقاتلة..
لم تُقصف غزة من قبل تحالف من عشر دول..
لم تُستهدف غزة بحصار يجعل حتى من ناقلات القمح والمواد الغذائية هدفا للقصف..
لم تُرتكب في غزة مجزرة واحدة بين المدنيين ومرت على العالم مرور الكرام دون أن تثير إدانات وتنديدات باتساع العالم كله..
لم يحدث لغزة ما يحدث لليمن..
ويكفي أن العدوان على اليمن مسنود من كل أفّاقي العالم وفي طليعتهم حكومة غزة نفسها: حكومة حماس، وحماس.
ولا يُقلل ذلك من فظاعة ما حدث لغزة.. بالطبع، لكنه مجرد لفت انتباه.
لفت انتباه ليس مقصودا به مشابهة السعودية بإسرائيل..
كلاهما عدو منحط، ولكن الانحطاط درجات أيضا..
فتل أبيب عمرها ما أرسلت إلى غزة جيوشا من الانتحاريين وذوي العاهات الدينية..
الرياض تقاتل اليمنيين حتى بـ”القاعدة” جنبا إلى جنب “الإخوان” و “بوارج السيسي”..
واليوم تناقل الناس أخبارا عن قصفٍ بغارة جوية لأحد ملحقات مجمع وزارة الدفاع (العرضي)..
المجمع نفسه الذي نفذ تسعة سعوديين غارة غير جوية ضده، قبل ١٧ شهرا، قتلوا خلالها أكثر من ٥٠ طبيبا وطبيبة وممرضا وممرضة ومرضى وزوارا، داخل مستشفى المجمع؛ في واحدة من أبشع الجرائم التي صعق لها اليمنيون والعالم.
نحن نتفوق في مظلوميتنا على غزة وغير غزة.. ذلك أن عدونا أكثر انحطاطا من كل عدو.