محلل اسرائيلي : واشنطن أخفقت في تقييم قوة الحوثيين والحملة العسكرية ضدهم جيدة بالنسبة لإسرائيل ونتمنى للسعودية بالنصر

يمني برس _ دولي :

رأى مُعلّق الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت) رون بن يشاي، في تناوله التدّخل السعوديّ في ليمن أنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة أخفقت مجددًا هذه المرة، مشيراً أنها استهانت بالقدرة العسكرية للحوثيين قائلاً أن الأمر ليس بأن واشنطن كانت تفتقر للمعلومات الاستخباراتية، حدّ قوله.

وأضاف قائلاً إنّ الأمريكيين امتلكوا ولا يزالون يمتلكون معلومات استخباراتية في اليمن أكثر من أي جهة أخرى، خصوصاُ فيما يتعلق بالحوثيين .

ولفت المُعلّق، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، إلى أنّ الأمريكيين يفهمون أيضًا الأهمية الإستراتيجيّة للسيطرة على مضيق باب المندب من قبل الحوثيين، الذين يسيطرون الآن على مدخل البحر الأحمر من المحيط الهندي حسب قوله .

علاوة على ذلك، أشار استنادًا إلى مصادره الأمنيّة في تل أبيب، إلى أنّ مجلس الأمن القوميّ الأمريكيّ والرئيس باراك أوباما مصران بشدة على الحاجة لمحاربة فرع تنظيم (القاعدة) في اليمن لدرجة أنهم فشلوا بملاحظة الخطر الأكبر الذي يتطور أمام أعينهم، حسبما قال بن يشاي.

وتساءل المُحلل الإسرائيليّ ما هو الذي أدّى إلى ما أسماه بالعمى الأمريكيّ؟ وهل كانت هناك خطوات مانعة كان بالإمكان اتخاذها؟ مجيباً برأيه، إنّ مردّ ذلك كان وما زال واضحًا، ويكمن في عدم وجود رؤية أمريكيّة ناتجة في الأساس من التقييم الخاطئ لقوة الحوثيين، حسب تعبيره.

وأضاف بن يشاي قائلاً في سياق تحليله إلى أنّه حتى الآن، بعد أنْ بدأ السعوديون بعمليتهم، فإن الأمريكيون يفضلون ما أسماها بالقيادة من الخلف، كما فعلوا في ليبيا عام 2011، وفي الوقت نفسه يظلّون بعيدين عن الأنظار، فهم يوفّرون معلومات استخبارية فقط للسعوديين حول أهداف داخل اليمن .

وأردف بن يشاي قائلاً، أن سيطرة من أسماهم بـ الحوثيين على جنوب اليمن ومضيق باب المندب هو الخطر الحقيقيّ، مشيراً ان ذلك يسمح لإيران بمنع حركة الملاحة الدوليّة عن طريق قناة السويس والبحر الأحمر إلى أسيا وشرق أفريقيا في أيه لحظة، على حدّ قوله.

ومن وجهة نظر بن يشاي، اعتبر بأن التهديد باعتراض أحد أكبر خطوط الملاحة العالمية تهديدًا عالميًا يؤثر أيضًا على أوروبا، لكنّه يؤثر بالأساس على الدول التي تعتمد على قناة السويس والبحر الأحمر كخطوط الملاحة التجارية الأساس مشدداً بأن إسرائيل موجودة في أعلى هذه اللائحة،.

وعبر المحلل الاسرائيلي عن تخوفه على خطوط الشحن الاسرائيلية من خطر سيطرة الحوثيون على الجانب اليمني من مضيق باب المندب والذي قال أنه تحدياً جدياً وتحديداً من الناحية الاقتصادية حسب ما قال .

وأشار إلى أنّ السعوديين فهموا جيّدًا أنّ الغرب لا يعتزم التدّخل أكثر بشكلٍ مباشرٍ في اليمن. وتوصّلوا إلى الاستنتاج بأنّه من أجل حماية مصالح السعودية يُمكنهم أنْ يعتمدوا على أنفسهم فقط، أمّا إسرائيل فلم يتبقَ أمامها غير المتابعة والتمنّي للسعوديين بنصرٍ سريعٍ وجارفٍ يُعيد الوضع إلى سابق عهده، ويطرد الإيرانيين من البحر الأحمر، على حدّ تعبيره.

وخلص المُعلّق الإسرائيليّ إلى القول إنّه على الرغم من الحرب في اليمن، إلّا أنّ الحملة العسكريّة السعوديّة هي أنباء جيّدّة بالنسبة لإسرائيل، ولم يتبقَ لنا سوى أنْ نتمنى لهم كل التوفيق، لأنه لا يمكن الاعتماد على الأمريكيين بعد الآن، على حدّ تعبيره.