أول رد من صنعاء على تصريحات مديرة الإستخبارات الأمريكية الأخيرة والمثيرة للجدل عالمياً
أول رد من صنعاء على تصريحات مديرة الإستخبارات الأمريكية الأخيرة والمثيرة للجدل عالمياً
يمني برس:
علّق وزير الخارجية اليمني، المهندس هشام شرف، على ما جاء في حديث مديرة الإستخبارات الوطنية الأمريكية، أفريل هاينس، على هامش اجتماع القمة السنوي لأجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية، الذي أشارت فيه إلى أن خطر الإرهاب القادم بعد أحداث أفغانستان سيكون مصدره اليمن والصومال والعراق وسوريا.
وأكد وزير الخارجية، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أن هذا الموقف المتوقّع من جناح المتطرّفين في الإدارة الأمريكية ما هو إلا محاولة للهروب إلى الأمام بعد الفشل الذريع للسياسة العسكرية والأمنية الأمريكية في أفغانستان، وذلك باختلاق أعذار وأسباب وهمية للإعداد لحرب جديدة ضد ما يسمى بالإرهاب، لخداع وإقناع الشارع والكونجرس الأمريكي بدخول حرب جديدة تتجاوز المحيط الأطلسي.
وقال: “إن مجرد سحب مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأمريكية المتعددة الجدد، ملفات الأرشيف الخاصة بحوادث إرهابية، خلال العشرين السنة الماضية، لا يعطي الحق ولا المشروعية لأي مسؤول في الإدارة الأمريكية لاختلاق مبررات واهية لوصم أي دولة أو شعب بأنه مصدر قادم للإرهاب، خاصة بعد فشل سيناريو الفيلم الأمريكي في أفغانستان”.
وذكّر وزير الخارجية الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتعهده أمام ناخبيه قبل وبعد الانتخابات، أن من ضمن أولوية إدارته إنهاء الحرب على اليمن، وتحقيق سلام عادل ودائم.
وأضاف: “لكن، وعلى ما يبدو أن هناك من المتطرّفين في طاقم إدارته الديمقراطية يعملون على تجهيز وتبنّي مشروع ما يسمى ‘بالحرب القادمة ضد الإرهاب’ في الدول التي ذكرتها مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، في محاولة لاستمرار التدخل في شؤون الدول، ودعم صناعة الحرب وتجار الحروب”.
وجدد وزير الخارجية التأكيد على أن اليمن ليس مصدراً للإرهاب، ولن يكون موئلا لأي منظمات أو جماعات إرهابية.
وقال: “لدى اليمن من القوّة والقدرة، ما يمكّنه من مواجهة أي إرهاب محتمل في حدوده والبحر الأحمر، وأنه مستعد للتعاون مع المجتمع الدولي للمشاركة في مكافحة كل أشكال الإرهاب وصوره، ونؤكد للعالم أجمع أنه لا مكان للإرهاب في اليمن”.
وأضاف: “بدلا من توزيع الاتهامات، بإمكان مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أن تطلب تقريراً عن دعم تحالف العدوان للجماعات والمليشيات المتطرفة في اليمن، بالإضافة إلى تكليف محللي وراسمي سياسة الاستخبارات الأمريكية بدراسة جدوى فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، لتسهيل دخول احتياجات الشعب اليمني المحاصر من المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وستجد أن إنهاء العدوان ورفع الحصار وفتح المطارات والموانئ سيعزز فرص الأمن والاستقرار ومحاربة أي شكل محتمل من أشكال الإرهاب، بدلًا من إيجاد مبررات لفشل الإدارة الأمريكية الحالية، والعودة لأسطوانة محاربة الإرهاب في اليمن”.
وكانت مديرة الإستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز قد زعمت في وقت سابق، أن التهديد الأكبر لبلادها من الإرهاب الدولي، ينبع من دول مثل اليمن والصومال وسوريا والعراق، وليس أفغانستان.
وقالت أفريل في مؤتمر حول الأمن القومي في ضواحي واشنطن: “على الرغم من أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين يراقبون عن كثب ما إذا كانت الجماعات الإرهابية ستعود للظهور في أفغانستان، إلا أنها لم تعد مصدر القلق في ما يتعلق بإيواء إرهابيين يمكنهم تنفيذ هجومهم داخل الولايات المتحدة”.
وأضافت: “نحن لا نضع أفغانستان في صدارة قائمة الأولويات… بل ننظر إلى اليمن والصومال وسوريا والعراق… هناك نرى التهديدات الأخطر”.
وتابعت: “على الرغم من ذلك فإن هناك “تركيزا كبيرا” من أجهزة الاستخبارات الأمريكية لمراقبة إمكانية قيام الجماعات الإرهابية بإعادة تكوين نفسها في أفغانستان”.
ولفتت إلى أن “جمع المعلومات الاستخباراتية داخل أفغانستان قد تراجع منذ الإنسحاب الأمريكي”.