العدوان على اليمن بين ايقاف الحرب سياسياً واستمرارها بالتداعي الميداني !
يمني برس _ أقلام حرة :
بقلم / محمد المقالح
وفقا لمفاوضات امريكية روسية يفترض ان توقف الحرب العدوانية على اليمن في 12من هذا الشهر اي يوم الثلاثاء القادم
على ان يتم توقيف الحرب في البداية باسم الهدنة الانسانية لمدة خمسة ايام ثم يتم مد الهدنة لفترة اخرى حتى توقف الحرب نهائيا دون اعلان عن انتهاء الهدنة ( حفظا لماء الوجه السعودي)
…. هكذا اذا هو الاتفاق الملزم للطرفين الامريكي والروسي ومعهما الزام السعودية تحديدا بهذا التفاهم!
ولكن الحرب بهذا الاتفاق لن تكون قد حققت للسعودية هدفها من الحرب وهو اخضاع اليمن او اعادتها الى بيت الطاعة عبر تنصيب عملائها في السلطة ما ينعكس ايجابا على الوضع السعودي داخليا بترسيخ سلطة المحمدين على حساب بقية الامراء – الابناء – من غير السديريين وخارجيا بمنح السعودية مكانة ودور جديد في المنطقة يعوضها ما خسرته من وظيفة امريكية بعد توسع النفوذين التركي والايراني في المنطقة وبالتالي فان السعودية لن تكون متحمسة رغم حسائرها السياسية والاخلاقية لايقاف الحرب وستعمل قدر الامكان لافشال اي اتفاق من هذا النوع وتحميل الاطراف الاخرى هذا اولا
وثانيا ستنتهي الحرب قبل ان يقوم السيد عبد الملك الحوثي وانصار الله وعبر (الجيش واللجان الشعبية ) بالرد على العدوان وبما يعبر عن تحمل انصار الله مسئولية الدفاع عن الوطن وكرامة شعبه بعد عدوان تبلطج في محاولة اذلال شعب عزيز هو الشعب اليمني اي ان انصار الله وقوى 21سبتمبر حين يتوقف العدوان قبل الرد اليمني سيظهرون لشعبهم بانهم لم يكونوا على مستوى المسئولية الوطنية وانهم لم يدافعوا عن الوطن بقدر دفاعهم عن الجماعة وتمددها في المحافظات بحثا عن سلطة لا بحثا عن وطن الامر الذي سينعكس توقف الحرب -قبل الرد- سلبا على شعبية ومكانة انصار الله وقوى ثورة 21سبتمبر عموما في المجتمع وهذا يعني انهم لن يكونوا راغبين في توقف الحرب وفقا لما وصلت اليه خصوصا اذا ما الزمهم الاتفاق باقاف المواجهات الداخلية مع انصار هادي والاصلاح والقاعدة
ثالثا ستتوقف الحرب في هذه الحالة وسيكون الخاسر الاول والافدح من نتائجها هي ادوات السعودية في الداخل اليمني وتحديدا الاصلاح والاحزاب التقليدية وجماعة هادي والمتحالفين معه فاذا توقفت الحرب على اساس ما تضمنه الاتفاق الروسي الامريكي الملزم للسعودية من مواعيد وقبل ما تحقق هذه القوى -بالدعم السعودي- اي حضور جدي على الارض وفي الواقع لميداني اي دون ان يكون لها ولو مدينة او محافظة واحدة تقف على اقدامها فيها لاعادة تموضع قوتها سياسيا في الخارطة القادمة وبالتالي فان هذه الاطراف ستنتهي تماما من الناحية السياسية والوطنية وستخرج من المعادلة السياسية كليا الامر الذي سيجعلها تعمل جهدها على تخريب اي هدنة او اتفاق لوقف الحرب في هذه الحالة
هذه الحيثيات كلها تجعل الاتفاق الروسي الامريكي الملزم للسعودية غير قابل للصمود ولدى كل الاطراف رغبة في خرقه وعدم تثبيته وربما تندلع الحرب اثناء او بعد الهدنة مباشرة لان اي من الاطراف المعنية ليس لها مصلحة جدية في توقف الحرب السعودية على اليمن عند نقطة الاتفاق الروسي الامريكي .
وعلى هذا الاساس فالارجح ان الحرب ستستمر بالتداعي والتدحرج حتى بعد الهدنة ولكن اخطر ما في تواصل الحرب داخل اليمن بالتداعي هو امكانية خروج او اخراج السعودية من كونها طرفا مباشرا في الحرب مع بقائها ممولا ومسعرا لها وفيها وبذلك تنجو جزئيا من نتائجها السلبية وبحيث تكون حروب داخلية يمنية يمنية مع بقاء السعودية ممولا لها ومسعرا لوقيدها ونكون نحن اليمنيون اليمنيون قد اعدنا السعودية من الشباك بعد ان اخرجناها من الباب كما نكون قد فوتنا على انفسنا فرصة تاريخية كبرى حين اخرجنا السعودية من معادلة الحروب المباشرة مع اليمن حيث انعكاساتها سلبا وضعفا على الوضع الدخلي السعودي مما يسهم في توقف الحروب اليمنية الداخلية
والخلاصة يجب ان تحسم الحرب السعودية الاجرامية لصالح اليمن ولغير صالح السعودية ولا فهي الحروب اليمنية اليمنية الطويلة المدى والتي لا هدف لها سوى القتل والقتال