سلطات الاحتلال تُمعن بتجاهل آلام الأسرى الفلسطينيين
يمني برس:
تُمعن إدارة معتقلات الاحتلال بانتهاج سياسة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى والجرحى القابعين في السجون الإسرائيلية، بدليل تزايد أعدادهم وتفاقم أوضاعهم الصحية يوماً بعد آخر.
وأكدت هيئة الأسرى في بيان لها، أن سلطات الاحتلال تواصل تجاهل آلام الأسرى وأوضاعهم الصحية القاسية بشكل مقصود، كما تتبع أسلوب المماطلة والتسويف بتقديم العلاج اللازم لهم عدا عن سوء تشخيص الأمراض لبعض الحالات، وارتكاب الأخطاء الطبية بحقهم في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى قساوة الأوضاع المعيشية حيث يُحتجز الأسرى داخل زنازين الاحتلال والتي تؤدي إلى إصابتهم بأمراض مختلفة.
وقد رصد محامو هيئة الأسرى في هذا السياق، عددًا من الحالات المرضية الصعبة المحتجزة داخل سجون الاحتلال، أبرزها حالة الأسير الشاب المقعد أيمن الكرد (22 عامًا) من بلدة كفر عقب شمال مدينة القدس المحتلة، والذي أُصيب بـ 12 رصاصة في مختلف أنحاء جسده أثناء عملية اعتقاله، وعلى إثرها بات يعاني من شلل في أطرافه السفلية، وهو بحاجة لرعاية خاصة نظراً لحالته الصحية لكن إدارة سجن “جلبوع” تكتفي بتقديم المسكنات له وتحويله لجلسات علاج طبيعي مرتين خلال الشهر، علماً أن حالته تستدعي العلاج الطبيعي بشكل دائم، كما أنه بحاجة لفرشة طبية لأن الفرشة التي تقدمها إدارة السجن رقيقة جداً تُسبب له تقرحات في ظهره.
وقد ناشد الأسير الكرد هيئة الأسرى عبر محاميها ضرورة مساعدته وإدخال طبيب عظام خارجي مختص بالنخاع الشوكي لتشخيص حالته وبحث الإمكانيات العلاجية، في حين يشتكي الأسير محمد أبو الرب (46 عامًا) من بلدة قباطية في جنين، من التهابات مزمنة بالأمعاء، وقد تم الكشف عن حالته خلال عام 2006 أثناء وجوده بمعتقل “النقب”، لكن إدارة السجون ماطلت بعلاجه لفترة طويلة جداً، حيث بدأت بتقديم العلاج له خلال عام 2017 مما أدى إلى تفاقم حالته، ومؤخرًا بعد نقله إلى معتقل “نفحة”، تبين أن الأسير أبو الرب بحاجة ماسة لتحويله لإجراء فحوصات شاملة وأخذ خزعة من الالتهابات وتغيير نوع الدواء الذي يتناوله منذ خمس سنوات.
ويواجه الأسير مجاهد خديش (26 عامًا) من مخيم بلاطة بمدينة نابلس، وضعًا صحيًا مقلقًا، ويقبع حاليًا بمعتقل “نفحة”، حيث يعاني من أوجاع في الرأس وانخفاض بدرجة حرارة جسده وتعب وهزال دائم وفقد الكثير من وزنه، ولديه مشاكل بالخروج، وقد جرى نقله إلى عيادة المعتقل لكنه لم يستفد شيئاً فهو بحاجة لتشخيص وضعه الصحي بشكل سليم لتقديم علاج يُناسب حالته.
أما الأسير فريج أبو ظاهر (31 عامًا) من قطاع غزة فهو يشتكي من آلام حادة في الظهر والرأس، وقد جرى تحويله عدة مرات لعيادة سجن “نفحة”، لكن في كل مرة تتم إعادته للقسم من دون علاجه أو تشخيص حالته كما يجب.
تجدر الإشارة أن عدد الأسرى المرضى القابعين في سجون الاحتلال قرابة 550 أسيرًا، يعانون من أمراض بدرجات مختلفة وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثة.