«الإبراهيمية» بين الاستغلال المسيء إلى نبي الله إبراهيم والتضليل والخداع الأمريكي الصهيوني
«الإبراهيمية» بين الاستغلال المسيء إلى نبي الله إبراهيم والتضليل والخداع الأمريكي الصهيوني
تعمل أنظمة التطبيع تحت هذا العنوان على خيانة الأمة وموالاة أعدائها وانسلاخها عن الإسلام
تعمل أمريكا وإسرائيل على «ترويج الإبراهيمية» بهدف السيطرة على الشرق الأوسط دون حروب
تقدم خرافات وتحريفات تحت عنوان “الإبراهيمية” بهدف تضليل المسلمين وإعلان الإبراهيمية ديانة للعالم
“وثيقة التعايش الإنسانية” التي وقعها في الإمارات أحمد الطيبي والبابا فرانسيس وابن زايد وإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية وضعا أساساً لهذا المخطط الخبيث
في خطابه بمناسبة المولد النبوي الشريف، قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، «إن تقديم الكافرين والمنافقين لعنوان “الإبراهيمية” لتحالفاتهم الشيطانية والتطبيع، هو إساءة كبيرة لنبي الله إبراهيم عليه السلام»، والإبراهيمية مصطلح جرى تقديمه كعنوان للاتفاقات الخيانية التي عقدتها أنظمة عربية مع كيان العدو الصهيوني.
فما هي الإبراهيمية التي يروج لها اليهود الصهاينة؟
هي عنوان عام وشامل لمخططات أمريكية صهيونية خبيثة يجري تنفيذها تحت مظلة الإساءة لنبي الله إبراهيم عليه السلام، ويجري تحت هذا العنوان عمل أمريكي وإسرائيلي محموم نحو تكريس مفاهيم دينية وسياسية هدفها السيطرة على الشرق الأوسط دون الحاجة إلى حروب، وتشكيل تحالفات في مواجهة شعوب الأمة الإسلامية والعربية، وتصفية القضية الفلسطينية وتكريس مفاهيم يهودية في وعي الأجيال حول طبيعة الصراع بين اليهود وأمة الإسلام، وحقائقه ومرتكزاته بتقديم مفاهيم مخادعة ومضللة.
والأخطر من ذلك، أنه يجري الحديث عن ديانة إبراهيمية تجمع المسلمين واليهود المارقين المحرفين والمسيحيين، وقد وضع أساسها اليهود، لكن إشهارها تم في العام 2019م حينما زار شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان الإمارات المارقة واحتفلوا مع ابن زايد بما أسموه توقيع وثيقة الديانات الثلاث.
وجرى في أبوظبي بتاريخ 4 فبراير 2019م توقيع وثيقة أطلقوا عليها وثيقة «الأخوة الإنسانية» التاريخية، ووقعها أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، اللذان زارا الإمارات حينها، بدعوة من المارق ابن زايد آل نهيان.
وفي هذه الوثيقة ما يمكن وصفه بالمخضرية، إذ تجمع بين أحكام من التوراة اليهودية المحرفة ومن الإنجيل المحرف ومن تعاليم الإسلام، حسب ما أشار له مطلعون، ومن الواضح أنها محاولة لجعلها ديانة يروجون لها تحت اسم الديانة الإبراهيمية.
ويتم تجديد الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية كل مرة في 4 فبراير/ من كل عام، وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم يوما عالميا للأخوة.
وأعلنوا حينها عما أسموه ببيت العائلة الإبراهيمية، وقالوا إنه يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، في جزيرة السعديات بعاصمة الكيان الإماراتي اللقيط، وقال ابن زايد: إن البيت المذكور الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت صرح واحد مجرد لا يعد مكانا للتعبد فحسب، بل هو منارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
ومن المقرر افتتاح البيت منتصف عام 2022م، ويتم الترويج له على أنه يهدف لتكريس قيم السلام والتعايش، وإذا كان الواضح بأن اليهود يعملون على ترويج الإبراهيمية لديانة وتحالفات سياسية وعسكرية يهودية أمريكية، فما هي الإساءة التي أشار لها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التي يمارسونها مع المنافقين المطبعين بحق نبي الله إبراهيم عليه السلام.
لكن مراقبين يؤكدون أن البيان الصادر عن المرجعية العليا في العراق الإمام علي السيستاني، إثر زيارة البابا فرانسيس في أبريل من العام الحالي، أنهت حياة المشروع الأمريكي الإسرائيلي، فقد زار البابا المسيحي العراق والتقى الإمام السيستاني، وقيل إنه طرح الوثيقة التي وقعها مع احمد الطيبي في الإمارات فكان رد السيستاني حاسما ورافضا، بل وخرج ببيان أكد فيه على قيم الإسلام وأكد فيه على ضرورة مغادرة الأمريكيين للعراق.
وقد كان الأمريكيون والصهاينة بحاجة لرافعة شيعية لهذا المشروع الانسلاخي الخبيث، مقابل الرافعة السنية المتمثلة في أحمد الطيبي المُوّقع على الوثيقة.
عنوان للخيانة العربية وترويج دعائي للمخططات اليهودية؟
سبق وأن روجت الصهيونية والمتحالفون معها للإبراهيمية كعنوان لاتفاقات الخيانة العربية التي وقعتها أنظمة عربية مع كيان العدو الصهيوني، ويصر العدو اليهودي الصهيوني على تسمية اتفاقاته مع النظام الإماراتي والمغربي والبحريني والسوداني باسم الاتفاقات الإبراهيمية «اتفاقات ابراهام»، كما أطلق العدو اليهودي على صندوق التنمية بينه وبين النظام الإماراتي الصندوق الإبراهيمي، ويكرس العدو الصهيوني هذه العناوين في كل تحركاته التي تتعلق بعلاقاته مع الأنظمة العميلة والخيانية التي تتحالف معه سرا وعلانية.
ففي 15 سبتمبر 2020م وقع النظام الإماراتي والنظام البحريني مع اليهودي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق، اتفاقات لإقامة العلاقات في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أسميت هذه الاتفاقات “اتفاقات أبراهام”، ثم تلا هذه الأنظمة العربية نظام العسكر في السودان والنظام المستبد في المغرب، وحاليا يجري التمهيد لإعلان السعودية المارقة للتطبيع مع العدو الصهيوني.
تحمل هذه الاتفاقات وما يجري في سياقها عنوان «الإبراهيمية»، ويجري الحديث في حواشيها على أنها سلام وتعايش، لكنها لا تعد اتفاقات سلام، ولا هي إنجازات تاريخية يروجه المطبعون الخونة العرب، بل هي استسلام وخيانة عربية وتمكين مهين للصهاينة والأمريكيين في المنطقة، ومن يظن أن اتفاقات التطبيع الخيانية ستأتي له بالسلام، أو تحقق له الأمن والاستقرار فهو واهم ومضلل بل ومنافق.
لم تكن اتفاقات التطبيع والخيانة بين المطبعين الخونة من العرب واليهود الصهاينة إلا مجموعة من الترتيبات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية لصالح العدو الصهيوني، فمنذ التوقيع حتى اليوم تفتح الكيانات الخليجية أبوابها لليهود، وتقدم خدمات اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية كبيرة لكيان العدو الصهيوني، في المقابل لم تحصل على شيء غير الإطراء الأمريكي اليهودي.
وهي كذلك تمثل إشهارا لتحالفات عسكرية صهيونية أمريكية بحتة في المنطقة ضد شعوب الأمة العربية والإسلامية، وخلق اصطفافات عسكرية ضد شعوب الأمة الإسلامية والعربية، واقتصاديا فإن التحالف بين المنافقين «التحالف الصهيوني- البحريني- الإماراتي- تحت الرعاية الأمريكية وقيادة العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين اليهود” مصدرًا إضافيًا للقوة والنفوذ، وفتح أسواقا واسعة لبضائعهما التي ينهبها اليهود من مزارع وحقول الشعب الفلسطيني.
ترويج دعائي لأكذوبة يهودية هدفها سلخ المسلمين عن الإسلام وتكريس عقائد باطلة؟
فيما سبق صنعت أمريكا والصهيونية جماعات تحمل عناوين الإسلام وتتمظهر بمصطلحات إسلامية، داعش كانت هي الوجه الأبرز لهذه الصنائع، فقد روجت لها أمريكا تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» داعش، ودفعت بها إلى ممارسة البشاعات والجرائم والتفجيرات والقتل تحت مظاهر وشعارات إسلامية.
وكان المستهدف هو الجيل المعاصر من العرب والمسلمين، وكان لا بد لتنفيذ المخطط من تشويه معالم الإسلام أولا والإساءة إليه من خلال داعش وغيرها، ولعل ذلك يفسره تمكين تيارات تدعي الانتساب للإسلام أو ما تسميها أمريكا “الإسلام السياسي” في المنطقة بعد ما يسمى بثورات الربيع العربي، منها جماعة الإخوان وداعش، وقد حرصت أمريكا والصهيونية على أن تقوم جماعة داعش مع كل جريمة من جرائمها بترويج مقاطع مصورة تظهر الدواعش وهم يرددون «الله أكبر» ويرددون أسماء وعناوين إسلامية، بهدف الإساءة للإسلام وتشويهه وخلق نسخة مزورة وزائفة عنه.
ومن خلال هذه الممارسات قدمت داعش وجماعات أخرى مثيلاتها، نسخة مزيفة عن الإسلام، ثم تلاها ترويج لضرورة التعايش بين الأديان والتسامح وضرورة التخلي عن قيم الجهاد في سبيل الله وعن التحرك في مواجهة الأعداء، وحاليا يجري تقديم عنوان «الإبراهيمية» في سياقات أشمل هدفها في المحصلة تمكين اليهود والأمريكيين من السيطرة على العالم.
مصدر الترويج حسب محللين لما يسمونها الديانة الإبراهيمية، مراكز بحثية يطلق عليها «مراكز الدبلوماسية الروحية»، وتعمل على تمويل تلك المراكز أكبر وأهم الجهات العالمية، مثل: الإتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية. والرؤية والرسالة الظاهرية لتلك المراكز البحثية تعتمد على توكيد أن «الأديان» هى السبب الرئيسي والجوهري لإشعال أشد الصراعات عنفاً على مر العصور؛ والسبب عدم تقبل الآخر بسبب عدم فهم نصوص ديانته، بالتزامن يتم الترويج لأفكار تحمل عناوين التسامح والتعايش والود والحب والوئام والسلام.
ويضيف المحللون أن «مراكز الدبلوماسية الروحية» التي تعمل في إطار عناوين مخادعة، تزعم نشر المحبة والتسامح وتقع على عاتقها مهمة دعوة ما يسمونهم رجال الدين اليهود والمسيحيين والمسلمين، من أجل توحيد الديانات في إطار قيم مشتركة، مثل: المحبة، والتسامح، المساواة، والتعايش، وتقبل الآخر، إلى غيرها.
وقامت هذه المراكز بتوزيع كتيبات تنطوي على مجموعة من القيم على المدارس الدولية (والمعروفة باسم المدارس الإنترناشيونال)، والتي تشتهر بتدريسها للمواد العلمانية والالحادية، وبدلاً منه تحرص على تدريس مجموعة من القيم العامة تعطى للطلاب في شكل كتيبات تروج لما يسمونه قيم الدين الابراهيمي الجديد.
هي أشبه بعملية غسيل مخ للأجيال، الغرض هو إعداد أجيال تُقبل على اعتناق هذه الأفكار تحت مسمى «الديانة الإبراهيمية عند طرحها في المستقبل القريب على أنها الدين العام العالمي، وعندئذِ، تتحول المراكز البحثية إلى أماكن ومزارات مقدسة، والهدف في نهاية المطاف هو سلخ المسلمين عن إسلامهم ودينهم القويم ورسولهم خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، من خلال الترويج المسيء لنبي الله إبراهيم عليه السلام بتقديمه كعنوان لهذه المخططات.
تضليل وخداع وزيف
لا صلة لنبي الله إبراهيم عليه السلام باليهودية، بل لا تعد اليهودية ديانة من الديانات التي أنزلها الله، هي شريعة خاصة ببني إسرائيل فقط، أما بعد تحريفهم التوراة فقد باتت اليهودية فكرة خبيثة مقيتة مزيفة ومحرفة وعدائية، وغير مقبولة، ونبي الله إبراهيم كما حكى الله عنه لم يكن يهوديا ولا نصرانيا بل كان مسلما قال الله تعالى في محكم كتابه (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
الإساءة لنبي الله إبراهيم عليه السلام بتقديم الابراهيمية كعنوان يهودي لا يقتصر على شكل سياسي بل يسعى العدو الصهيوني من خلاله إلى إنتاج كذبة كبرى يسميها بالدين الإبراهيمي يجمع الصهاينة اليهود ومن معهم من المطبعين الخونة تحت راية واحدة، في مواجهة الشعوب المتمسكة بالإسلام المحمدي الابراهيمي، فالله تعالى في كتابه الحكيم يقول (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
غير أن الإبراهيمية التي يروج لها اليوم ليست تسمية سياسية لاتفاقات الخيانة والعمالة بين الخونة العرب وبين كيان العدو الصهيوني، بل عنوان شامل يجري ترويجه من قبل أمريكا والصهاينة في المنطقة على أنه ديانة يطلق عليها «بالديانة الإبراهيمية» تسعى أمريكا والعدو الإسرائيلي من خلال الترويج له إلى تكريس مفاهيم مضللة ومخادعة، تسلخ المسلمين عن الإسلام وتجعلهم ينخرطون تحت هذه المزاعم والأكاذيب بأشكال سياسية واجتماعية وثقافية أيضاً.
والهدف من وراء ذلك هي السيطرة على المنطقة بدون حروب، وأيضاً خلق جيل يحمل أفكار الدعوة للسلام والتسامح والتعايش بين ما يطلقون عليها الأديان الثلاثة، وإلى تشكيل تحالفات عسكرية وسياسية لمواجهة أي قوى أو شعوب تتمسك بقيم الإسلام المحمدي الأصيل وبالقرآن الكريم وبرسالة خاتم الأنبياء محمد رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم.
ويقول مراقبون إن اليهود الصهاينة يطرحون مع علماء البلاط في الإمارات والسعودية وغيرهما فكرة جمع اليهودية في نسختها المزورة والمحرفة مع المسيحية، ومع الإسلام وصياغة دين جديد يسمى الدين الابراهيمي، ويشير المراقبون إلى أن هذا الترويج الخبيث تحت مسمى «الإبراهيمية» هو مخطط أمريكي صهيوني يجري تنفيذه تحت هذا العنوان من خلال ترويجه بعناوين «التسامح والتعايش والسلام»، وهو واحد من أهم تجليات المؤامرة اليهودية الصهيونية الأمريكية على الإسلام.
يروج حاخامات اليهود الصهاينة في الأوساط إلى أن سيطرة اليهود او إنشاء إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر، تقتضي ابتداع ديانة تحت مسمى الديانة الإبراهيمية، ويدعون في إطار نشاطاتهم المتعلقة بهذه المساعي وحتى اتفاقاتهم وتحركاتهم إلى التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الأديان، وبما أن الديانات السماوية تسمى بالديانات الإبراهيمية – نسبة إلى سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء والذي تعترف به الأديان الثلاثة، فالديانة المستحدثة أطلق عليها «الديانة الإبراهيمية الجديدة».
احتلال وسيطرة على الشرق الأوسط
في ظل الأحداث التي تعصف بالمنطقة والشرق الأوسط، أوجدت أمريكا والصهيونية اليهودية عناوين مخادعة للسيطرة والاحتلال على الشعوب والدول والمناطق بدون الحاجة إلى حروب، مستخدمة عناوين من مثل «نشر الود والتسامح والتعايش والسلام»، تحت مصطلح عريض «الإبراهيمية» ذريعة وعنوانا لتحقيق تلك الأهداف.
ويشير مراقبون إلى أن صفقة القرن ليست إلا جزءًا مما يعمل اليهود والأمريكيون على تنفيذه على الأرض، يبدأ هذا المخطط يبدأ بالسلخ الثقافي الديني العقائدي أو ما يسميه اليهود التحول الثقافي، وصولا إلى تكريس كيان يهودي أمريكي تحت مسمى الولايات المتحدة الإبراهيمية.
وقد جاءت اتفاقات التطبيع والخيانة بين العدو الصهيوني والكيانات العربية بعدما أعلن ترامب صفقة القرن، وهي الخطوة الأولى التي جرى الإفصاح عنها وكشفت أن المخططات الأمريكية الصهيونية تتعدى فلسطين إلى المنطقة كلها، باعتبار صفقة القرن المرجعية لكل الاتفاقات بين الصهاينة وبين المطبعين من المنافقين العرب.
التطبيع تحت عنوان «اتفاقات ابراهام» يسعى في المجمل إلى تمكين أمريكا وإسرائيل منْ بسطِ سيطرتِهما وتحقيقِ أطماعهما في الشرق الأوسط، من خلال صياغة اسم ومحتوى يذكر باسم سيدنا إبراهيم «عليه السلام»، حيث يجري تقديم نبي الله إبراهيم نظرًا لقيمته العظيمة لدى الناس جميعا، ومن خلاله يسعى الأمريكيون والصهاينة إلى السيطرة واحتلال المنطقة كلها.
سلخ المسلمين عن دينهم ونبيهم
يتمثل الهدف النهائي لمن روجوا لهذا المصطلح هو محو الهوية الإسلامية بدعاوى القيم المشتركة والأخوة، وانتشرت دعاوى تدريس اليهودية في مصر ودول عربية وتدريس مادة تسمى «القيم المشتركة»، والسعي لحذف آيات قرآنية من مناهج الطلاب العرب تعادي اليهود الصهاينة، مقابل إقرار هذه الوثيقة التي وقعت في الإمارات.
وجاء سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تسمية اتفاق التطبيع باسم «اتفاق أبراهام» خطوة مقصودة وبناءً على توجهات فكرية وسياسية مقررة منذ عقود، تعتمد بالأساس على توظيف الدين لخدمة السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفي الصراع العربي-“الإسرائيلي” بوجه خاص.
ومنذ عام 1811، يجري الترويج لما يسمى «الميثاق الإبراهيمي» (The Abrahamic Covenant) الذي يجمع بين من يصفون أنفسهم بالمؤمنين في الغرب، وذلك قبل أن يتحول اسم إبراهيم إلى اصطلاح بحثي لدى المؤرخين في الخمسينيات من القرن العشرين، وكان أول من رسّخه المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون، في مقالة نشرها عام 1949، تحت عنوان «الصلوات الثلاث لإبراهيم، أب كل المؤمنين»، ثم تحول إلى مصطلح يروج على نطاق واسع، كديانة إبراهيمية ثم برز كاتفاقات مع اليهود الصهاينة.
الهدف الرئيسي لهذا الترويج المسيء لنبي الله إبراهيم هو القضاء على الإسلام باعتباره شريعة الله لعباده أجمعين، وباعتباره الرسالة الخاتمة للبشرية، وتذويب وهدم الهوية الإسلامية ونشر العلمانية باسم «القيم المشتركة» والديانة الإبراهيمية الجديدة.
وسبق أن حذَّر ضابط مصري سابق من مخطط جديد لـ”ديانة جديدة” سيفرض على الشعوب العربية ويتم إعداده في مطبخ الولايات المتحدة الأمريكية، ويبدو أن الوثيقة الموقعة في الإمارات هي الأساس لما يسمونه كتاب الديانة الإبراهيمية التي يروج لها اليهود والنصارى والملحدون والعملاء والمنافقون.