خطأ قرداحي وخطايا الآخرين.. عبدالملك الحوثي والذين معه -45-
خطأ قرداحي وخطايا الآخرين.. عبدالملك الحوثي والذين معه -45-
ابتلع الجميع الطعم وسجلوا على أنفسهم خطيئة أن اليمن يدافع عنه حوثيون، إعلامية ناشئة في قناة يوتيوب خليجية في برنامج لم يعرفه أحد من قبل، أسقطت أحد أهم الإعلاميين في الشرق العربي في خطأ بسؤالها الساذج , هل الحوثيون يدافعون عن اليمن ؟ هل قتل اليمنيين بتحالف عربي يعتبر عدوانا ؟
ببراءة إعلامي غير مسيس سجل جورج قرداحي موقفا إنسانيا بالإجابة بنعم , نعم إنه عدوان وإنهم يدافعون عن أنفسهم . بالتأكيد لم يكن قرداحي يدرى أنه يساهم في شطب تضحيات 20 مليون يمنى في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ اليمنية برئاسة مهدى المشاط ومقرها العاصمة صنعاء.
وهى حكومة تفرض سلطات دولتها على ما لا يقل عن 20 مليون يمنى جوعى ومحاصرين ومعرضين للقصف بلا رحمة، إذ أنه انخدع بحسن نية واعتبر المدافعين عن اليمن هم حوثيون فقط وليسوا يمنيين بمئات الآلاف من مختلف القبائل والمحافظات.
تلقف اليمنيون في صنعاء اجابات قرداحي وفرحوا بها , فكم إعلامي يرى في الحرب على اليمن والعدوان على شعبه شمالا واغتصاب مقدراته جنوبا ؟ لا أحد، رغم قرارات الأمم المتحدة بوجود سلطة أمر واقع، ورغم مفاوضات تجرى في عواصم عربية وأجنبية يمثل وفد صنعاء الطرف الأهم فيها، ورغم اتصالات سعودية يمنية سرية وعلنية ورغم وساطات دول عربية كبيرة تسعى لإطفاء النيران في جنوب البحر الأحمر، ووساطات دول أخرى مجاورة أو إقليمية لإخراج الأخ السعودي من ورطته في اليمن، ولا نذيع أسرارا إن قلنا آه هناك عروضا سعودية مباشرة قدمت لعبد الملك الحوثي ولكنه رفضها.
إذن ما الجديد الذى فعله جورج قرداحي ؟ لا شيئ لولا أن السعودية والإمارات وجدت فيما قاله ضالتها ! ولولا كتائب الإعلام العربي التى إما أن تسترضى الرياض وأبو ظبى أو تعمل وفق أجندة الجزيرة القطرية لما سمع أي مواطن عربي ما قاله قرداحي.
وبخبث اجتزأوا من تصريح قرداحي مصطلح الحرب العبثية ولم يكملوا أنه اعتبرها عدوانا على اليمن وهو الأهم، وجميعا يعرفون أن لبنان مخترق بطوائفه واليمن مخترق بمرتزقته , ولذلك فالملعب مفتوح فالفضاء واسع تقوده الجزيرة أحيانا وتتخلى عنه للحدث وسكاى و mbc أحيانا أخرى لذبح مواطني العواصم العربية التاريخية وتدمير اقتصادها وتراثها الإنسانى.
وللسعودية فى تعلية سقف الهجوم على قرداحى والاعلان عن وقف وارداتها من لبنان وطرد سفيره من الرياض وتوجيه الاتهامات لحزب الله وزيادة الحصارعلى لبنان سياسيا مآرب أخرى فى مفاوضاتها التى تجرى فى بغداد مع إيران بهدف الضغط على صنعاء لقبول ما لم تقبله ( وهو ما لن يكون ) والضغط على الدولة اللبنانية لإعادتها لبيت الطاعة السعودى كما سبق فى أعقاب هزيمة ٦٧.
*كاتب وصحفي مصري.