عندما يتحكم الغرب في تفكيرنا.. حزب الله وحماس وأنصار الله “إرهابيون” و”إسرائيل” “ضحية الإرهاب”
عندما يتحكم الغرب في تفكيرنا.. حزب الله وحماس وأنصار الله “إرهابيون” و”إسرائيل” “ضحية الإرهاب”
يبدو ان الغرب وعلى رأسه امريكا، تمكن من تجاوز خنادق الوعي العربي الامامية، عندما نجح في فرض رؤيته على قطعات واسعة من العرب، بشأن الصراع مع “إسرائيل”، حتى باتت “المفاهيم الغربية” الخاصة بهذا الصراع هي “مفاهيم عربية” يتم تداولها حتى من قبل من يعتبرون انفسهم “نخبا عربية”.
ومن اجل الا “نبخس” دور الانظمة العربية في هزيمة الوعي هذه، فنقول انه لولا الانظمة العربية وخاصة التي طبعت مع “اسرائيل”، ولولا جيوشها الجرارة، من “الاكاديميين والمحلللين ورؤساء الاحزاب والصحفيين ولاعلاميين”، والمنتشرين في الدول العربية، التي حاولت تبرير تطبيع هذه الانظمة من “اسرائيل”، عبر الترويج لهذه “المفاهيم الغربية”، على انها “مفاهيم عربية”، لما نجح الغرب في عبور الخنادق الامامية الدفاعية للوعي العربي.
الكثير من العرب لم يستهجنوا قرار السلطات البريطانية، بتصنيف حماس، بشقيها العسكري والسياسي، منظمة ارهابية فحسب، بل ان هؤلاء العرب مروا مرور الكرام من امام الاجراء البريطاني. وهذا حال هؤلاء العرب ايضا امام القرار الذي اتخذته استراليا عندما صنفت حزب الله “منظمة ارهابية”، وهذا حالهم امام باقي الاجراءات الاخرى التي يتخذها الغرب، ازاء حركات المقاومة العربية والاسلامية مثل انصارلله والحشد الشعبي والجيش السوري و..
بات خبر “اعتقال” شخص في مجاهل الارض، بجريرة دعم هذه الحركات ماديا و معنويا، هو الخبر الاول في الصحافة “العربية” التي تولت الدفاع عن التطبيع مع العدو “الإسرائيليّ “، وكأنها في سبق صحفي كبير، فحمى هذه الاخبار انتقلت من الصحافة ” الغربية” الى “العربية” ، بعد ان كانت الصحافة الاخيرة تنظر قبل عقد من الزمن الى هذا الشخص المعتقل بـ”جريرة” دعم المقاومة العربية والاسلامية، على انه مناضل وبطل.
عندما نقول لولا وجود الانظمة العربية المطبعة، لما تمكن الغرب من تحميل “ثقافته ” و “رؤيته” و”مفاهيمه” على العرب، فاننا لا نتهم ، بل نشرح واقع حال، فصفة “الارهابي” التي اطلقها الغرب على المقاومة العربية والاسلامية، تبنتها هذه الانظمة بحذافيرها، فاليوم تصنف هذه الحركات بانها “ارهابية” من قبل هذه الانظمة، التي لم تكتف بذلك فحسب، بل اخذت تطارد كل من يتعاطف مع المقاومة العربية والاسلامية، ماديا ومعنويا، وتعتقله وتحاربه في رزقه.
في المقابل تحولت “اسرائيل” ليس الى حمل وديع ، و واحة للديمقراطية فحسب، بل الى حليف “استراتيجي” ، يتم التنسيق معها من قبل الانظمة العربية المطبعة، امنيا وعسكريا، حيث يتم استقبال “زعماء” هذا الكيان الاجرامي الغاصب للقدس والقاتل لاطفال فلسطين والعرب والمشرد للملايين من الفلسطينيين، بحفاوة باالغة في عواصم العرب، التي ضاقت بكل من يتعاطف مع فلسطين والمقاومة العربية والاسلامية.
ان عولمة المفاهيم الامريكية الغربية، عن “الارهاب” و”المقاومة” و”فلسطين”، وان “إسرائيل” كيان طبيعي يمكن للعرب ان يتعايشوا معه ، وان الجمهورية الاسلامية في ايران “عدوة” العرب، ويجب محاصرتها ومحاربتها، كما يمكن لشخص ان يصبح رئيسا للشرطة الدولية “الانتربول” حتى لو كان صاحب سجل اسود في حقوق الانسان لمجرد انه ينتمي لنظام عربي متحالف مع “اسرائيل”.. وحقن هذه المفاهيم المشوهة في الوعي العربي، يجب ان تشكل جرس انذار للنخب العربية الحقيقية، التي يجب ان تُشمر عن ساعديها، لاستعادة الخنادق الامامية في معركة الوعي، وهذه المعركة اخطر بكثير من المعارك التقليدية، فالشعوب تنهزم في المعارك بسهولة، لو هُزمت في معركة الوعي، حتى لو امتلكت كل ما في العالم من سلاح.