من أجل ماذا تذهب الشهداء…..! للشاعر / ناصر جبران
بسم الله الرحمن الرحيم
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .
من أجل ماذا يذهب الشهداء….. من أجل ماذا يقتل النجباء
ولما وفيما ذي الدما سفكت وهل …. من غاضب للحق أو نصراء
شهدائنا إن كنت فيكم باكيا…… فلقد بكت أرض لكم وسماء
إن قلت أني قد أتيت معزيا….. لي في البقاء على الفناء عزاء
ياليت شعري إن بكيتهم دماً…… أترى يصح على الفلاح بكاء
هذي قلوبهم تذوب تفانيا……. من أجل شعب خانه الجبناء
أذناب أوباما عبيد كلهم……. هيهات يحكم شعبنا الحقراء
ولقد رمونا بالعمالة إنما…….. عند الجرائم يعرف العملاء
يامن تقطعت القلوب تحسرا…. لهم وقد صاب العيون عماء
ونفوسهم هوت الجنان فحلها…… حقاً صفاء إخوتي ونقاء
إن قلت أمواتا لعنت قصائدي…. ولعنت نفسي والكلام هراء
مانحن أحياء ولا الأموات هم…… أبدا وربي بل هم الأحياء
مالموت إلا أن نعيش بذلة….. بل والفناء على البقاء بقاء
ماذا عساني أن أقول بحقهم…. عظم الوفاء ليفحم الشعراء
ماذا عساني أن أقول بفضلهم…… وبه يقيناً يعجز الفصحاء
ياحرف ماذا لو أصغت جواهراً…… وأتيت مالم تأته النظراء
سترى المديح وإن أجدت مقصراً……. مالقول مالإطناب مالإطراء
فلتعترف والإعتراف فضيلة…… بالعجز إن الإرتجاز غباء
غدرت بهم زمر العميل فأُطلقت….. صوب الصدور رصاصها الصماء
أرض السعيدة يابنيها مالذي…. فيها جرى حتى بغى الأُجراء
أوما كفى أرض السعيدة منهم….. ظلما تكابد صعدة الغراء
أوما كفاها ياشباب مآسياً……. قد زُلزلت من هولها الأرجاء
ياشعب قوموا وانصروا شهدائكم…… إن التحرر لا البكاء رثاء
إن واجهت غدر الرصاص صدورُها……. فاليوم تستنهضكم الأشلاء
يا أيها الأبطال لايغريكم….. حب البقاء وما حكى الوعثاء
ولترفضوا تلك المبادرة التي …… جائت بها الأحزاب والغرباء
يابن السعيدة إن يخونوك فلا……. عجبٌ فهم فيما جرى شركاؤ
سل صعدة الغراء واسأل بعدها……. أرض الجنوب تجيبك الأنباء
سكتوا على سفك الدما فيها وعن…… مافي الجنوب تهاون الخطباء
أتريد منهم موقفاً من بعد ذا…… فانهض ليقهر خائنيك فداء
انهض بعزم لايلين وعزة…… لاتنحني مادام فيك إباء
وابتر يد المتحاورين بقوة…… إن الهوان جريمة نكراء
إن الحوار مع السفيه سفاهة…. فدع الحوار وما دعى السفهاء
إن الحوار مع السفيه بلادة…. فدع الحوار وما أتى البلداء
قل للخليجيين لا تتدخلوا…… في شأننا وليخسأ الطلقاء
قل للخليجيين إن تتاآمروا…. أترون يجدي لا ولا الإغراء
إن المبادرة التي قمتم بها…… إضحوكة يأبى لها العقلاء
لن تنقذ الطاغوت نصرتكم ولا…. أبدا بكم قد يجدي استقواء
هي ثورة لن تطفؤ أنوارها…… والنصر لا يأتي به العملاء
هي ثورة والصادقون أسودها…… قطعت بها الأطماع والأهواء
هي ثورة والخائنون وقودها…… ويقودها الشجعان والعظماء
هي ثورة حل الطغاة وعيدُها….. ونصيرها الديان والأمناء
إن قامت الثورات خاب محاور……. أيُحَاورُ الفرعون والبلهاء
أترى الأباة الثائرين يحاورون……. النذل إن الخائفين وباء
قسماً بأن دمائنا قد شرفت…… هيهات تذهب مالنفوس هباء
فالظلم بالثوار أضحى زائلاً…….. والبغي والتنكيل والإقصاء