طي صفحة هادي ومحسن الأحمر والأخير يتهم المملكة بالخيانة.. السعودية تتخلى عن أحذيتها القديمة وتتوجه لإجراء تغييرات جذرية في هيكل شرعية العمالة وتسليم هذه الشخصية كل الصلاحيات (تفاصيل)
طي صفحة هادي ومحسن الأحمر والأخير يتهم المملكة بالخيانة.. السعودية تتخلى عن أحذيتها القديمة وتتوجه لإجراء تغييرات جذرية في هيكل شرعية العمالة وتسليم هذه الشخصية كل الصلاحيات (تفاصيل)
يمني برس:
مثلما تخلت إمارات ابن زايد عن أحذيتها القديمة في «المجلس الانتقالي»، ها هي السعودية تحذو حذوها، وتتخلى هي أيضاً عن أحذيتها القديمة، متمسكة بحذائها القديم الجديد، الذي يبدو أن مقاسه متصالح مع كل الأقدام، لتعلن فيما يشبه قراراً رسمياً طي صفحة هادي ومحسن، والاستئثار بمعين عبد الملك. لم يعد يبدو في جعبة العميلين «العريقين» شيء يقدمانه لسيدهما ابن سلمان، ليرفض الأخير طلباً قابعاً في ديوانه منذ أشهر بالتماس لقاء معه، فيما تأتي صور لقاء طازج لرئيس حكومة الارتزاق مع ابن سلمان الآخر من أحد قصور الرياض، بعد أن قضى ليلته هناك قادماً من عدن، وعلى بعد مسافة شاسعة من غرفة فندقية يقطنها هادي في المدينة ذاتها، ليشن نائبه هجوماً على «مملكة الجلالة» متهماً إياها بالخيانة.
لوحت السعودية، الإثنين، بطي صفحة العميل هادي رسمياً، بعد استنفاد دوره في شرعنة العدوان على بلده.
جاء ذلك خلال لقاء جمع نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، المسؤول الأول عن الملف اليمني، برئيس حكومة الفنادق، المرتزق معين عبدالملك، والذي استدعته الرياض من مقر إقامته في عدن على وجه السرعة.
وقال ابن سلمان في تغريدة على «تويتر» إنه ناقش «مع معين الأوضاع في اليمن»، وأكد له «حرص بلاده على دعم حكومته والدفع نحو التوصل لحل سياسي”.
وجاء اللقاء على الرغم من اشتراط العميل هادي إقالة رئيس حكومته كشرط لإجراء تغييرات في الحكومة ومحافظي المحافظات الموالية له، ما يشير إلى أن السعودية في طريقها للتخلي عنه نهائياً، بعد أن استنفد كل ما لديه من أوراق في خدمتها، ولدرجة أن لقاء طلبه منذ أشهر مع ولي العهد السعودي تم تجاهله.
ويعد اللقاء تأكيداً سعودياً على تصريحات سابقة لسفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر، قال فيها إن حكومته لن تتخلى عن المرتزق معين عبد الملك الذي ينفذ كافة أجندتها. كما أنه مؤشر إلى أن السعودية تتجه للتعامل مع معين مباشرة، بدلا من العميل هادي الذي يرفض كبار المسؤولين في السعودية لقاءه، فيما كان لـ»معين» أن يحصل على ذلك اللقاء فور وصوله الرياض، ما يشير إلى رضا سعودي عنه في ظل الخلافات المحتدمة بين السفير وهادي على ملفات عدة أبرزها تعيين العميل طارق عفاش وسفراء دول ومحافظين لشبوة وحضرموت.
وخرج اللقاء بموافقة رئيس حكومة الارتزاق على خطط سعودية لإجراء تغييرات جذرية في هيكل شرعية العمالة، ما يشير إلى توجه سعودي لتسليمه كل الصلاحيات، وطي صفحة هادي ونائبه اللذين حاولا المناورة بملفات عدة لإجهاض المساعي السعودية الجديدة لتسليم دفة القيادة لأطراف موالية للاحتلال الإماراتي.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن «معين» قضى ليلته الأولى في السعودية باجتماعات مكثفة مع مسؤولين في الحكومة السعودية، على رأسهم السفير محمد آل جابر، مؤكدة اتفاق الطرفين على حزمة إجراءات قد تشمل تغييرات محافظين ووزراء وسفراء، مشيرة إلى أن موافقة معين جاءت بناء على وعود سعودية بمنحه وديعة جديدة قدرها ثلاثة مليارات دولار.
محسن يتهم «مملكة الجلالة» بالخيانة
من جانبه، شن العميل علي محسن، هجوماً غير مسبوق على السعودية؛ ما يدل على خشية اجتثاثه من الرياض.
وكان المرتزق سيف الحاضري، المتحدث باسم علي محسن الأحمر ورئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» الممولة من الأحمر، اتهم السعودية بـ»الخيانة والحقارة»، مؤكداً ضغطها على ما سماها «الشرعية» لإقالة محافظ الخونج في شبوة محمد بن عديو.
ومع أن الحاضري حاول قصر نقمة محسن على تغيير ابن عديو، المقرب منه؛ إلا أن مصادر دبلوماسية أفادت بأن تصعيد محسن إعلاميا يعكس قلقه من اجتثاثه من قبل السعودية في ظل الأنباء التي تتحدث عن تغييرات مرتقبة على مستوى وزراء الحقائب السيادية التي يتقاسمها هادي ومحسن وأبرزها الدفاع التي يستند محسن إليها، وتتجه السعودية لتسليمها للعميل طارق عفاش، الخصم اللدود له.
كما يأتي موقف العميل محسن تزامناً مع لقاء معين بنائب وزير الدفاع السعودي في الرياض، وإعطائه ضوءاً أخضر لإجراء تغييرات في هيكل شرعية العمالة، الأمر الذي يعني سحب البساط من تحت العميل الأحمر.
تهديد بإيقاف المنحة النفطية
من جهة أخرى، هددت قوات الاحتلال السعودي بوقف ما سمي «المنحة النفطية» المقدمة لحكومة الارتزاق، والتي حددتها بمدة عام واحد فقط تنتهي بنهاية هذا العام.
وعلى الرغم من أن هذه التي اتفق على تسميتها «منحة» هي مدفوعة القيمة، بحسب اعتراف وزير الكهرباء في حكومة العمالة، ولا تسلم السعودية أي شحنة منها إلا بعد دفع قيمتها مقدماً؛ إلا أن ذلك يعكس مدى العبث الذي تتعامل به قوات الاحتلال السعودي مع حكومة الفنادق، حيث لوحت مؤخراً بوقف هذه المنحة المزعومة، فيما يبدو أنه ضغط منها على الأطراف المتصارعة في الجنوب المحتل والموالية لها، والتي ترفض تنفيذ «اتفاق الرياض» إلا بحسب رغبة كل طرف محلي وبحسب تفسيره للاتفاق.
وفي خبر نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، حذر مسؤول وصف بـ»الرفيع» في حكومة الارتزاق من أزمة مياه قادمة في غضون شهر ونصف على أبعد تقدير، في عدد من المدن المحتلة، بسبب انقطاع دعم الوقود الذي كانت تقدمه جهات مانحة لمؤسسات المياه والصرف الصحي المحلية، في إشارة للمنحة السعودية مدفوعة القيمة مقدماً.
التحذير الذي نشرته الصحيفة السعودية على لسان مسؤول لم تذكر اسمه، اعتبره مراقبون تلويحاً وتهديداً سعودياً بأن وقف المنحة سيستخدم كورقة مساومة ضد الأطراف المحلية الموالية للتحالف، وهي ورقة مساومة أخرى تضاف إلى ورقة المساومة السابقة المتمثلة بما تسمى «الوديعة السعودية» التي تشترط الرياض لتقديمها لحكومة الارتزاق لإنقاذها من الانهيار الاقتصادي، تنفيذ الشروط التي طرحتها والتي لم يكشف منها سوى الجزء اليسير وأبرزها تمكين الرياض من التحكم بشكل أكبر في الجانب الاقتصادي.
تقرير: نشوان دماج / صحيفة لا