مكانةُ الشهداء وأثرُهم في المجتمع
مكانةُ الشهداء وأثرُهم في المجتمع
الشهداء العظماء بذلوا أرواحَهم وَدماءَهم لله وفي سبيل الله، وجاهدوا بجد واجتهاد وصدق وإخلاص وتفانوا في ميادين المواجهة مع الطغاة المستبدين من قوى الاحتلال والعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي دفاعاً عن الدين والمستضعفين.. دفاعاً عن الحرية والكرامة والاستقلال، فكان لهم شرف مواجهة العدوّ المجرم وشرف الحرية والكرامة والعزة والاستقلال الذي تنعم به المناطق المحرّرة.
وكان لهم شرفُ الحد من جرائم المرتزِقة الخونة من قوى القاعدة وداعش ومرتزِقة الإصلاح وبقية لفيف الخونة المنطوين تحت وصاية الغزاة المحتلّين في كثيرٍ من المحافظات والمدن اليمنية، لذلك يحظى الشهداء في مجتمعنا اليمني المجاهد الصابر بمكانة خَاصَّة؛ باعتبَار أنهم قدموا خدمة عظيمة للمجتمع اليمني خَاصَّة وللأُمَّـة الإسلامية عامة، ومكانتهم تتناسب مع ما قدموه عندما دافعوا عن الدين والمستضعفين.. عن حرية وكرامة الإنسان اليمني واستقلال الوطن وواجهوا أعداء أُمَّـة الإسلام كافة، وكسروا كبرياءهم وهيمنتهم، وداسوا جبروتهم وطغيانهم، وتبنوا مواقف الأُمَّــة وقضاياها المركزية والأَسَاسية كقضية فلسطين وغيرها من القضايا الأولى.
أهل الصناعات والاختراعات والمبدعين وغيرهم ممن قدموا الخدمات لمجتمعهم لهم قيمةٌ وأثرٌ عند مجتمعاتهم التي تتفاخر بهم وَتخلّد ذكراهم وتنصب لهم المجسمات والتذكارات.
لكن لو قارنا تلك الخدمة وما قدمه شهداؤنا العظماء إحياءً للمجتمع بدمائهم وحياتهم وعطائهم في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لفاق جميع أُولئك، ولذا خلّد ذكرهم الله في القرآن الكريم وميّزهم عن غيرهم ممن يكونون موتى بوصفه لهم بالأحياء قال تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”، أرواحهم حية حاضرة باقية وغيرهم موتى لا حياة لهم مهما قدموا، والشهادة في سبيل الله رتبة عالية ومقام عظيم ليس فوقها رتبة يقول رسول الله (صلوات الله عليه وآله) في حديثه: “فوق كُـلّ برٍّ برّ حتى يُقتل الرجل في سبيل الله فإذا قُتل في سبيل الله عز وجل فليس فوقه بر”،.
ولذلك يحيي الأحرار المواجهون لقوى الطاغوت من أبناء شعبنا الذكرى السنوية للشهيد، ويهتمون بمآثر الشهداء ويقتدون بهم ويهتمون بأسرهم وأبنائهم وهذا يكشف عن عظم ما قدموا؛ لأَنَّهم جادوا بأنفسهم فكان لهم الأثر المعنوي والمادي في هذه الذكرى العظيمة فبدمائهم تعلو كلمة الله وتحقّق وعوده في الميدان وتحقّق على أيديهم الحرية والاستقلال وينجلي الظلم والقهر والفساد ويتحقّق العدل والإنصاف وتترسخ القيم والمبادئ والأخلاق القرآنية وجميع القيم السماوية، وهذا الأثر الإيجابي الذي قدمه الشهداء العظماء والذي حقّقوه بدمائهم وأضاءوا للأُمَّـة دربها وَأناروا لها طريقَ الحرية ومن يثبت هذه القيم ويرسخها في الأُمَّــة فلا بد أن يحظى منها بأعظم اهتمام والله لا يضيع أجر المؤمنين وأجر الشهداء أبداً، والشهادة حياة والأمة الحية تقدس الشهيد والشهادة وتعتبرها قيمة إنسانية وثقافة إلهية وشعبنا يفهم أن الموت قتلاً في سبيل الله هو الحياة وأن الحياة من دون ثقافة الشهادة هي الموت وقد تجلت هذه الحقيقة في مجاهدينا العظماء خلال مواجهتهم لقوى الطاغوت والاستكبار العالمي، ونسأل الله أن يلحقنا بالشهداء العظماء صالحين مقبلين غير مدبرين وأن يوفقنا لاقتفَاء أثرهم والسير على خطاهم حتى نحقّق ما هم حقّقوه بصبرهم وثباتهم وجدهم واجتهادهم وَإخلاصهم.