“يَكْـذِبـُونَ كَـمَا يَـتَنفَّسون”.. فضيحة العدوان وناطقه تكشف مأزق العدوان على اليمن وإفلاسه السياسي والعسكري والإعلامي
“يَكْـذِبـُونَ كَـمَا يَـتَنفَّسون”.. فضيحة العدوان وناطقه تكشف مأزق العدوان على اليمن وإفلاسه السياسي والعسكري والإعلامي
أظهرت مشاهد- نشرها ناطق تحالف العدوان السعودي المدعو تركي المالكي، في مؤتمر صحفي- حجم الإفلاس الذي يعانيه تحالف العدوان على اليمن وحجم الفبركة والتزييف الذي يمارسه كذلك.
الفيلم الأخير ليس إلا مشهدا من مشاهد الإفلاس السعودي المريع الذي ترافق مع الحرب على اليمن ، وفي تفاصيله عرض تركي المالكي مشهد فيديو -يوم أمس الأول- مدعيا بأنه لمخزن صواريخ في ميناء الحديدة، لكن ما كشفه موقع مسبار الإلكتروني في تقرير فحصي للصور والفيديو، بأن ناطق العدوان السعودي سرق المشهد من فيلم أمريكي منشور على موقع يوتيوب في الإنترنت ، العدوان السعودي قام بسرقة اللقطة التي عرضها ناطقه من فيلم أمريكي عرض في العام 2010م، حول الغزو الأمريكي للعراق.
وفي التفاصيل فإن العدوان السعودي كان نشر فيديو قال فيه إنها مشاهد لـ”موقع تجميع وتركيب الصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة”، ليتبيّن أن هذه المشاهد مقتطعة من فيلم “Severe Clear”، وتحديداً بعد ساعة و9 دقائق و54 ثانية من بدء الفيلم.
المتحدث باسم العدوان السعودي على اليمن تركي المالكي، عرض خلال مؤتمر صحفي مشاهد فيديو زعم أنها لـ “مواقع تجميع وتركيب الصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة”، بل وقال إنه لن يكشف عن الموقع الذي يقع فيه هذا المصنع، مؤجلا إياه لوقت آخر، ليتبيّن أن هذا الموقع هو موقع يوتيوب ، ويتضح أن المشاهد مقتطعة من الفيلم الوثائقي الأمريكي حول الحرب في العراق “Severe Clear”، وتحديدًا بعد ساعة و9 دقائق و54 ثانية من بدء الفيلم.
وقد تحولت الفضيحة إلى حملة إعلامية عاصفة في تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي ، حيث كتب مغردون وناشطون تحت هشتاقات متعددة ، منها “المالكي مهزأة الإعلام ، والسعودية تسرق المشاهد وتفبرك الإرهاب”، كما سجل ناشطون على مواقع التواصل فيديوهات ساخرة بحق المالكي وبحق العدوان السعودي على اليمن.
المالكي مهزأة «تويتر»: فضيحة مدوّية للسعودية ، تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث أثارت الفضيحة رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عارم، ليلة أمس وقبله.
بطبيعة الحال، فإن ما ارتكبه المالكي يعد أغبى محاولة تضليل للرأي العام سيسجّلها التاريخ، بعد أغبى عملية اغتيال شهدها التاريخ أيضًا عندما أقدمت السعودية على قتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا.
مواقع التواصل ضجّت بالخبر، وعمّت السخرية الحسابات التي تناولت ما اقترفه المالكي تحت عنوان «فضيحة المالكي».
وتحت عنوان «عيال سعود» في السينما.. عذرًا في الإعلام! كتبت ليلى عماشا في موقع العهد اللبناني
كما في ميادين الحرب العسكرية، وكما في ميدان العمليّات المخابراتية السرّيّة، كذلك في ميدان الإعلام، أثبت «عيال سعود» تفوّقهم المنقطع النظير في صناعة الفشل وتحويله إلى ماركة مسجّلة باسمهم، ولم يبقَ سوى أن يطالبوا بتسجيل إخفاقاتهم كملكية فكرية، خشية أن يقوم أحد ما بتقليدها، ولكفالة حقّهم باستثمارها ومنح صبيانهم وكالات حصرية باستخدامها حين تدعو الحاجة.
بالمعيار العسكري، ثمّة إجماع عالمي على أن حربهم على اليمن هي إحدى أكثر الحروب التي لا ينجح فيها المعتدي، ولا لمرّة واحدة، بتحقيق أيّ إنجاز قتاليّ، والأمر مفهوم طبعًا. فالحرب صنعة عدّتها الشجاعة، والشجاعة التي بدورها هي سمة الأحرار، هي عنصر غير متوفر في التركيبة الجينية التي يتميّز بها «عيال سعود».
أمّا بخصوص الميدان الاستخباري، فلا بدّ من الإشادة بالإنجاز السريّ وبالعملية المعقدة التي رافقت اغتيالهم لمواطنهم الخاشقجي، والتي تميّزت بالسريّة العميقة وبسرعة الانكشاف، وهما عنصران لا يجتمعان إلّا في إطار إبداعي بتوقيع سعود.. وما أدراكم من سعود؟!
أما في ميدان الإعلام، فلا تقلّ الإبداعات السعوديّة تميّزًا، من بعد «الفيديو» الذي كشف مشاركة حزب الله في إدارة الحرب في اليمن عبر تصوير سرّي جدًا لناطق نجح للمرة الأولى في دمج أكثر من ٧ لهجات في مقطع تمثيليّ قصير، خرج المالكي علينا بفيديو آخر، قبل أن نستفيق من صدمة الأول، ليكشف بدوره مركزًا لصناعة وتجميع الصواريخ الباليستية في ميناء الحديدة. ولشدّة قوّة هذا المركز، تبيّن بعد دقائق قليلة أنّ فيلمًا أمريكيًا يحوي المشاهد ذاتها.. هل ظننتم مثلًا أن المالكي ومن معه قاموا بسرقة المشهد ولم ينتبهوا إلى إمكانية انكشاف الأمر؟ بالطبع ظنّكم صحيح، مع تعديل بسيط: لا يعنيهم أن ينكشف الأمر.. فهم يراهنون على نقطتين أساسيتين:
– لن يتجرأ غلام أو جارية من الإعلام العامل في سوقهم على أن يظهر بمظهر المطّلع ويكذّبهم.
– ربطًا بالنقطة الأولى، الجمهور الذي يرتاد سوقهم الإعلامية تلك لن يكلّف نفسه عناء المطالبة ولو باحترام شكليّ لعقله.
وبالتالي، يمعن عيال سعود في صناعة الإخفاقات المتتالية دون إعطاء أيّ قيمة لانعكاساتها، لأنّهم أصلًا قاموا بشراء الانعاكاسات التي تناسبهم ويريدونها، واعتمدوا الكذب المكشوف والرخيص لأنّهم يعلمون جيّدًا أنّهم ليسوا بحاجة إلى جهد الإقناع؛ ببساطة، هم يعرفون أنّ الشارع الذي اشتروه سيصفّق لأكاذيبهم ويتبناها مرغمًا لأنّه تحوّل إلى عبد مملوك، ويعرفون أنّ الشارع الحرّ لن يصدقهم ولو بذلوا ألف جهد في صياغة الكذبة. يبقى فقط أنّهم مطالبون باحترام مشاهديهم، ولو على سبيل المجاملة، وبعدم إحراج أبواقهم عبر إجبارهم على الظهور بمظهر الأغبياء.
«عيال سعود»، بلهجة أهل اليمن الكرام، سجّلوا بالأمس إنجازًا جديدًا يُضاف إلى إنجازاتهم التي حيّرت أهل العلم وأهل الأخلاق وسائر أهل الأرض؛ لقد فهموا أخيرًا أنّ الإعلام ميدان حربي، وأنّ عليهم دخوله وتسطير العجائب فيه، ويبدو أنهم استفادوا من سجلّ السوابق الذي سطّروا فيه العجائب والبدع، فاستخدموا إمكانياتهم المهولة تلك في السلاح الإعلامي.
بانتظار إبداعات جديدة من إخراج «عيال سعود»، تحيّة إلى أهل الحبّ والذكاء والشجاعة في اليمن، المبدعين في تأديب وتقريع سعود وعياله.