سرور عبدالله : اقترب موعد الوصول ..!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / سرور عبدالله
لم تكن رحلة هذه الطائرة كغيرها من الرحلات الجوية .. ولم يكن تحليقها إعتياديا .. فما أن دخلت سماء الحبيبة .. كانت الأجواء مأهولة بالطائرات المختلفة.. جميعها كانت حربية .. تحمل جنسيات عربية.. ومع مسار هذه الطائرة كانت تزدحم الكثير من الغيوم الدخانية الحزينة.. إلى الاسفل دنت عيناها لتلمح في البحر باخرة وسفينة ..وعلى البر كانت تنتظرها كل قريةً وضاحية ومدينة ..
وتستمر في التحليق هذه الطائرة تختلف عن نظيراتها كثيرا .. فهي مصنوعة من الحنين أجنحتها ..من الشوق تخزن وقودها.. ومن نبضات قلوب من تحملهم كان يُدوي صوتها في السماء..
صوتُ تلاشت فور سماعه جميع الأصوات .. مقاعدها قد أمتلاءت بأرواح الطيبة وفاض شحنها بحقائب اللين .. تلك الطائرة ما إن وصلت إلى مطار صنعاء الدولي هبطت بها لهفة ركابها إلى الارض فهرع كل من عليها ساجدين للرحمن .. يتسابقون لتقبيل كل حبة رمال على أرضهم .. يرتمون بين أحضانها.. تعانقهم محبتها ..وترفع روؤسهم الشامخة عزتها .. تضمهم جميعا بين ذراعيها ..
نعم وصلو بعد طول إنتظار ..وألم ومعاناة ..يفضلون الموت بكرامة على أن تُعلق حياتهم فتذلهم تقلبات ظروفهم المعيشية في الدول الأخرى .. نفوسهم تقطر عفوية ونقاء لا يرضون التسول أبدا ..
وصلوا أرض هذا الوطن.. أرض اليمن الطيبة التي تبسط كفها نخوةً وشهامةً وكرما للعالم كله .. أرض اليمن التي إعتادت أن تستضيف من جاءها من غير أبناءها .. أن تُغيث من قصدها سخاءً وحباً.. أرضُ لطالما قدمت الجميل وتتسم اليوم بصبرٍ جميل ..
وصل اليمنيون إليها متعطشين لكل مافيها .. هي مسكنهم أمام عراء البلدان .. وبردهم وسلامهم رغم الحرب وأشتعال كل هذه النيرأن ..
لحظة الوصول كان المطار المتهالك هو الاخر قد إمتلى بالأهالي المستقبلين الذين كان الأنتظار قد نال من تفكيرهم وتلاعب الوقت بخفقاتهم وأنهك الأشتياق شرايين قلوبهم وحين أختنق الحديث بالعبرات ..
هنا وقفت جميع العدسات .. لترصد مشاهد اللقاء .. ودموع الوفاء التي رسمت السعادة على جميع الوجوه متحدية ذالك الحزن والبؤس والشقاء.. وهنا أيضا أمسك التاريخ قلمه الفصيح ليخط ويسجل عظمة هذه البلدة الطيبة وكرامة ونبل من انجبتهم وليكون شاهدا على أصدق قصة حب بين الأرض والإنسان