عباس السيد : الحاج سكود
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / عباس السيد
أخيراً ، توجه “سكود” لأداء فريضة العمرة في خميس مشيط – سيغفر اليمنيون لـ”سكود” كل ما ارتكبه من ذنوب وآثام خلال فترة مراهقته وشبابه التي قضاها بين صنعاء وعدن طوال السنوات الماضية.
ستمحى كل ذنوب سكود . سيتخلص من الأدران كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وسيعود كما ولدته أمه الروسية.
غادر سكود الأراضي اليمنية فجر السبت وبأقل من خمس دقائق ، قطع 200 كيلو متر … اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد غادر بلا جواز ، وبلا تأشيرة لم يسافر بطريقة التهريب ، بل بطريقة “تُبعّ” .. “تُبعّ” الذي كان وكيلاً وكفيلاً للقبائل اليمنية في شمال الجزيرة.
لم يقف سكود في طوابير الإذلال أمام السفارات أو القنصليات . لم يتعرض للابتزاز والاستغلال في مكاتب التفويج والسفريات .. ولم يخضع لفحوصات طبية مسبقة، لأنه يثق بأنه صحيح مثل “الريال الفرانصي”.
الحاج سكود شديد الاعتزاز بنفسه فهو لايتحمل النظرات الاستعلائية في المنافذ الحدودية أو المطارات والموانئ – لأشقائنا – الذين يعيشون سكرة النفط.
هو أيضاً متعود أن ينفذ مهماته ويقضي مشاويره بسرعة الصاروخ، ولذلك لا يستخدم الباصات ، ولا حتى الطائرات . وعندما ينوي السفر ، يرفع رأسه نحو السماء ، ويستقيم مثل الألف .. ينفخ التراب من قفاه ، ثم يركب نفسه ، ويتوكل.
تقبل الله والشعب منك ياحاج سكود .. لا تنسانا من الدعاء ، ولا تلتفت لضجيج العاصفة وأبنائها.. لا تقلق على العائلة. إخوانك وعيالك في عيوننا .. تصدق بالله ياحاج: نرقدهم فوق السرير وإحنا ننام تحت.
سامحنا ياحاج ، لم تسمح لنا أجواء العاصفة بمرافقتك أو وداعك . البركة فيك . أنت وكيلنا وكفيلنا بعد الله ، ونسأله تعالى : حج مبرور وجيش منصور لشعب مقهور.
ملاحظة: إخوانك السكودات كلهم وعيال عمك “إس إس 21” يسلموا عليك، زعلانين منك ليش سافرت وحدك من غير ما تخبرهم.