مصيدةُ الهلاك
مصيدةُ الهلاك
ما بين عمليتَي الاقتياد والاستدراج وقع العدوُّ في مصيدة أخطائه وعربدته لتظهرَ هشاشةُ قوته وضعفُ إمْكَاناته وتهاوي خططه التي وَللمرة الألف يفشل فيها الفشل الذريع والفشل الذي ساقه إلى حافة الانهيار والاستسلام.
كمائن محكمة وعمليات استباقية نُفذَّت بإتقان وتفانٍ في الرصد وَالملاحظة حتى تحقّقت الأهداف بفضل الله ثم بفضل رجال صدقوا مع الله.
اقتياد السفينة الإماراتية من عرض البحر الأحمر إلى ميناء الحديدة هي ضربة موجعة وكبيرة ما يزال تأثيرها لدى العدوّ قائماً حتى اليوم وهو الذي خسر السفينة بمحولتها العسكرية على أيادِي رجالِ قوات خفر السواحل والقوات البحرية اليمنية التي أثبتت علو كعبها دهساً على رؤوس الأعداء في التحالف السعوديّ الأمريكي ومرتزِقته.
وفي خضم هذا الحدث الكبير الذي أظهر تفوَّق القدرات اليمنية على التكنولوجيا العالمية والتي كشفت حقيقة العدوّ وتيهانه كالذي يتخبطه الشيطان من المس ليظهر بعدها وكعدة قذرات ليقول: إن ميناء الحديدة أصبح مستودعاً ومخازن للسلاح والصواريخ وأستدل على ذلك بمقطع فيديو مجتزأ من فليم أمريكي ليسقط من جديد في قاع الذلة وَالانحطاط كذباً وتدليساً ليزداد صغراً في حجمه العسكري والاستخباراتي والإعلامي.
هنا لم يستفيق العدوّ من هذه الصفعة إلَّا ويعيش واقعًا مُرًّا ومزريًا في جبهات محافظة شبوة ليسقط ميدانيًّا من جديد في مستنقع عمالته وخيانته وتهوره في صحراء مترامية الأطراف على أمل التقدم نحو مناطق أُخرى خَاصَّة وهو الذي وصل إلى مديريتي بيحان وعسيلان ظاناً أنه وصل بفعل القوة والسلاح الفتاك وَالإسناد الجوي وهو الذي لا يعلم أنه قد وقع في مصائد محكمة واستدراج ناجح أخرجه من الساحل الغربي ومن معسكراته في الساحل ومحافظات الجنوب خَاصَّة بعد أن سُمح له بالتقدم في بيحان وعسيلان لينتشي بهذا الانتصار الواهم والذي أوقعه في الصحراء هدفاً سهلاً ومرمى واضحًا لعيارات وضربات قوات الجيش واللجان الشعبيّة والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر الذي طالما فتك بأقزام العدوان وأحدث بقواته مذابح كبيرة، حَيثُ بلغت الأرقام ذروتها وفي تزايد والحصاد مُستمرّ قتلاً وتنكيلاً، حَيثُ وصل عدد ضحاياها في عملية الاستدراج الناجح إلى ما يزيد عن 1565 ما بين قتيل ومصاب ومفقود جلهم أرسل بهم إلى الجحيم، حَيثُ النمرود يتقلبون بجمراتها في سمومٍ وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم وأكلهم الزقوم وشرابهم القيح والصديد، إنهم كانوا قبل ذلك مترفين ومرتزِقة صغاراً ومأجورين خانوا الدين والقيم والأوطان.
فلو لم يلجأ رجالُ الجيش واللجان الشعبيّة لعملية استدراج كهذه لَظل أقزام الارتزاق في مخابئهم كالجرذان؛ لكنها الذنوب والتعدي على حرمات الله من عجَّلت بهلاكهم جماعات وَأشتات قادة وأفراد مأجورين ليستدرجهم الله من حَيثُ لا يعلمون وإلى محارقهم يتسابقون رجالاً وركباناً فتلقفتهم الصحراء وحمم النار والبارود اليمني المتسلح بالحق وبالعزيمة وَالإصرار والتحدي.
وحقاً أن هذه العملية كانت بمثابة الطعم الذي أودى بصاحبه إلى الهلاك وهو انتصار من الله لمن ظلموا فهل يتعظ أقزام الارتزاق وشذاذ الآفاق، ليجنبوا أنفسهم الجحيم الكبير والذي ينتظرهم في قادم الأيّام إن حاولوا التمادي وراهنوا على تحالف العدوان فحتماً أنه هذه المرة لن تكون كسابقاتها وسيُحشر المجرمين والمرتزِقة إلى النار هي موعدهم وبئس المصير.