فاطمة السياغي : على هذه الأرض مايستحق الحياة ..!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / فاطة السياغي
السعودية البليدة التي لا تكتض شوارعها بالماشيين على الأقدام ولا بالمقاهي ذات الموسيقى الهادئة..
لا تعرف كيف الشوارع في صنعاء، حيث في الشارع “أبو البطاط المفور” والباصات والمشاة وأبواب المقاهي والبيوت المتجاورة والمطاعم، حيث الجبال والشوارع والبيوت تبدو جميلة ومتسقة، والناس يقطعون المدينة مشيا يأكلون بليلة وسندوتش بطاط حامي مع سحاوق أو قنم مع كدم ويشربون بنا في صنعاء القديمة.
السعودية لا تعرف أن اليمن العبء الذي لا تحبه مليء بالحياة وكبير، وفيه تفاصيله الطبيعية والمتزنة التي لا تملكها.
السعودية ترى مدننا وآثارنا وبيوتنا والناس من وراء إحداثياتها الوقحة، ترى دار الحجر بخطوط الطول ودوائر العرض، من يخبرها أن دار الحجر أعظم من كل أبراجها الغبية وأنه لا يُرى إلا بعين تتعرف على الجمال ! واننا نذهب إليه ونحن في المدارس ونحفظ روعته وانفراده عن ظهر قلب .. نحن لا نطيق فقدان دار الحجر !
السعودية التي كم تكرهنا، تكره اليمني الذي لا تطيقه بكل أزمنته، تكره اليمني الذي بنى دار الحجر، واليمني النحيل والمتعب الذي يقوم لها بالحياة، واليمني الذي أطلق الأغنيات، واليمني الذي ينجو من حربها ويقف، واليمني الذي يقول لها لا، واليمني الذي حمل مشروع دولته ثم قتلته، وحتى اليمني الذي سيأتي تكرهه!
اليمن ليس مجرد بلد تعيس، نحن متعبون ونعاني من جور الزمن، ولكن لنا مهاجلنا ورقصاتنا وشوارعنا وبيوتنا وتفاصيلنا الحميمة، لنا أرواحنا التي يُنكل بها من كل الجهات، وهذه المدن أعتق من طائرات السعودية المتطاولة لتقوم بقصفها !
وأنت تتذكر شوارع مدينتك، أماكنك التي أعتدت الذهاب إليها، شكل البيوت، هواء المدينة وجبالها، وتعلم أن هذا كله عرضة للحرائق العبثية على يد الجارة العدوة .. هذا ما يسمى الكمد..