قصة استهداف الطيران السعودي لـ 20 امرأه ريفية وهن يجلبن الماء لأطفالهن من بئر مياه في صعدة يرويها مسؤول سياسي في أنصار الله
يمني برس _ خاص :
كتب عضو المجلس السياسي لأنصار الله ورئيس دائرته السياسية الأستاذ حسين العزي رسالة أهداها الى الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن وشعوب العالم عن قصة استهداف طيران العدوان السعودي لـ نساء ريفيات وهُن يجلبن الماء لأطفالهن .
وقال العزي في صفحتة الرسمية على الفيس بوك أن الطيران السعودي يواصل ممارساته الإجرامية واستهدافة للمدنيين في مُعظم المحافظات اليمنية .
العزي في رسالته أوضح انه ليس بصدد استعراض جرائم العدوان فذلك جديث قال بأنه يطول ويطول غير أنه لفت الى واحده من أسوء نماذج الإجرام السعودي وأكثرها إثارة للحزن ، بل وأشدها تحديا للعالم وللقيم والأعراف الإنسانية المشتركة .
نص الرسالة :
الموضوع : قصة استهداف الطيران السعودي نساء ريفيات وهن يجلبن الماء لأطفالهن
الإهداء : من مواطن يمني الى الأمم المتحدة والأعضاء الدئمين وغير الدائمين ……….. في مجلس الأمن والى كل دول وشعوب العالم
اليكم جميعاً : باسمي وباسم كل مواطن يمني نؤكد لكم استمرار الطيران السعودي في ممارساته الإجرامية ومواصلة إستهدافه للمدنيين في معظم المحافظات اليمنية ، وعلى مدار الساعة طبعاً ، وبكل تأكيد لسنا هنا في صدد استعراض أو إحصاء جرائم العدوان السعودي بحق بلادنا وشعبنا فذلك لاشك حديث يطول ويطول ، لكنا نلفت نظركم الى واحد من أسوأ نماذج الإجرام السعودي ، وأكثرها إثارة للحزن ، بل وأشدها تحديا للعالم وللقيم والأعراف الإنسانية المشتركة ، إن قصة هذا النموذج تبدأ مع مجموعة من النساء اللواتي يعشن في منطقة ريفية تابعة لمحافظة صعدة وهي (جمعة بن فاضل ) ، هذه المنطقة لايوجد فيها أي مواجهات على الأطلاق ، ولا تحتظن أي معسكرات أو مواقع عسكرية ، وهي منطقة جبلية يعاني سكانها ظروفا إنسانية صعبة- من ندرة المياه وشظف العيش وشح الخدمات – فلاطرقات ولا كهرباء ولامستشفيات قريبة ، ولا آبار مياه عدا معين واحد يسمى (معين نوفان ) يبعد عن القرى الصغيرة المتناثرة في تلك الشعاب والأودية والجبال بمسافات طويلة ، والى هذا المعين لايوجد طرق مخصصة للسيارات كماهو معروف ، وبالتالي فقد تعودن النساء أن يقطعن تلك المسافات الطويلة سيرا على الأقدام كي يجلبن الماء من هذا المعين (البئر) على ظهورهن ، ونظرا لكونها البئر الوحيدة فإن النساء يبكرن أحيانا قبل شروق الشمس ، وأحيانا يبتن جزءا من الليل حول هذه البئر لحجز موقع متقدم ضمن طابور الانتظار الطويل في العادة .. وفي هذا اليوم قرر النظام السعودي أن يضاعف من معاناة هؤلاء النسوة ، وأن يسجل جريمة هي حقاً أبشع من أن نصفها بجريمة ضد الإنسانية .
لقد جاء الطيران السعودي ليستهدف هذه البئر ومن عليها ، لتسقط على إثر ذلك قرابة العشرين إمرأة بين شهيدة وجريحة ومنهارة رعباً.
ولكم أن تتخيلوا معي معاناة مثل هؤلاء الناس البسطاء ، إذ لامستشفيات قريبة يمكن أن تخفف من آلامهم ، ولا سيارات يمكن أن تصل إليهم لنقلهم ، وحتى عندما قررت سيارة أن تغامر وتتحرك الى أقرب نقطة ممكنة باتجاههم لنقل وإسعاف المصابين المحمولين إليها على أكتاف أهاليهم ، انبرت طائرة أخرى لتستهدف هذه السيارة كليا ، ولتقتل من كانوا عليها وعددهم إثنين، فيما جرح اثنان آخران كانا بالقرب منها ، وعندما قرر شخص مسن وابنه أن يزيحا بعض الأحجار لتسهيل عبور المارة بمافيهم القادمين بالجرحى ، حلقت طائرة ثالثة لتقتل هذا المسن وولده معه ، وفي لحظة من ذهول الأسر في بيوتهم وحيرتهم وصدمتهم المهولة جراء هذا الحادث الاجرمي الجبان تتجه طائرة رابعة الى ( ملحة مران ) لتقصف منزلا لمواطنين لوعهم الحزن والذهول فيذهب ضحيتها هي الاخرى امرأتان وطفلة .
وبالطبع فإن ماحدث ليس كل مافعله ويفعله هذا النظام اللا أخلاقي واللا إنساني (السعودية ) فما حدث هو مثال واحد لا أكثر لكنه كافٍ لأن يضعنا ويضعكم ويضع الجميع أمام حقيقة واحدة مفادها ، أنكم قد جاملتم والعالم كله معكم قد جامل السعودية بما يكفي ، وأن هذه المجاملة قد كانت وماتزال على حساب الدم اليمني ، وعلى حساب القيم والأخلاق .
ودعوني أكون صريحا معكم : ثمة شعور بأن كل هذه المجاملة وكل هذا الصمت المطبق حيال هذا العدوان البربري ، والحصار الخانق الذي تفرضه الهمجية السعودية بحق ثلاثين مليون إنسان يمني إنما يعودان فقط لكون النظام السعودي يملك النفط والكاش ، فيما الشعب اليمني ليس لديه الكثير من المال والا ربما شهدنا مواقف مغايرة لهكذا مواقف سلبية ، ولا أخفيكم القول بإن هذا الشعور يتسع اليوم و يتنامى بوتيرة عالية في صدور كل اليمنيين ومعهم كل أحرار العالم أيضا، وهذا بكل تأكيد قد لايكون له سوة ميزة واحدة هي إسقاط أقنعتكم ، لكن هذه الميزة الوحيدة من شأنها أن تضع اليوم كل ادعاءات التمدن ، وشعارات حقوق الإنسان على المحك الأمر الذي سيفتح المجال واسعا أمام كل الشعوب الحرة وفي مقدمتها شعبنا المظلوم والصامد لمواصلة نضالاته ومباشرة نضالات جديدة لا أظنها تتوقف حتى تنتصر مجددا للقيم والأخلاق وكل المواثيق والقيم الإنسانية المشتركة بعد أن هزمتموها ودمرتموها بصمتكم ومجاملتكم لأكثر أنظمة العالم تخلفا ودكتاتورية .
المواطن اليمني / حسين العزي
الخميس 11/6/2015م