عابد المهذري : عن جريمة جمعة بن فاضل الشنعاء .. لهذه الأسباب يستهدف الأعداء نساء اليمن !!
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / عابد المهذري
عندما يستهدف العدو السعودي بصواريخ طائراته نساء اليمن و يقتلهن عند آبار المياه كما فعل قبل يومين في قرية جمعة بن فاضل الريفية البعيدة بمديرية حيدان محافظة صعدة .. فٱنه بتلك الجريمة الآثمة يتجاوز حدود الدين و العيب و الاخلاق و الاعراف و يثبت بهذه الافعال الجبانة مدى خسة و دناءة و حقارة نفسيته المنحطة تجاه المرأة المحفوظة الكرامة و الأمن و السلامة في كل التشاريع السماوية و القوانين الوضعية و ابجديات و مبادئ و قيم العرب و العجم .. القبائل و المدنيين .. المسلمين و النصارى و حتى المتحللين و المتحررين و المنحرفين .
أودى بعدة غارات جوية في تلك المنطقة بسبع نسوة شهيدات من امهاتنا و شقائقنا و اصاب أخريات .. و قبلهن قتل العدو السعودي المئات من نسوان اليمن مع اطفالهن في البيوت و الاسواق و الشوارع و الاماكن العامة .. في القرى و المدن .. اثناء نومهن ليلا و خلال عملهن نهارا دون وازع ضمير او إلتزام بأدنى أخلاقيات الحرب و خلق الفرسان .
حدث ذلك و يحدث .. تجسيدا من آل سعود للبيئة التي تشربوا ثقافتها المتزمنة و المحتقرة للأنثى منذ وأد البنات في عصر جاهلية قريش الى زمن منع حواء من قيادة السيارة في زمن إخوة نورة .. فيما عملاء العدوان من بني جلدتنا اليمنية يتغنون و يمتدحون بإمرأة إماراتية شيطانية الهوى و المهمة تدعى مريم المنصوري .. يحفظون إسمها و يرفعون صورها كمشاركة في الحرب العدوانية على بلادنا و ينسون أسماء و صور شهيدات اليمن اللاتي تزهق ارواحهن و تسفك دمائهن بصواريخ و قذائف الأعداء الهمج و هم الذين كانوا الى وقت قريب يتباكون – و لهم الحق في ذلك – اذا ما تعرضت ناشطة من الشلة إياهن للمضايقة او الاعتداء الجسدي و التحرش اللفظي من عسكري او مسئول حكومي اثناء مظاهرة سياسية او خلال وقفة احتجاجية .
حين ارتكب العدو تلك المجزرة بحق حرائر جمعة بن فاضل .. كان يتعمد مع سبق الاصرار و الترصد قتل النساء .. لأن الطيار النذل بالتأكيد كان يراهن و يستطيع التمييز مادام يملك تلك التقنية العالية في طائرتة الحربية الحديثة .. ظنا من العدو ان القتل المتعمد للنساء اليمنيات سيدفعهن لمنع أزواجهن و أولادهن و اخوانهن من قتاله في الحدود و محاربة أذياله و أتباعه في الداخل بما يساعده على إثارة الخوف و تحقيق بعض الاختلالات و الثغرات في الجدار الوطني و المجتمعي .. غير مدرك ان العكس هو النتيجة الحتمية الموازية مهما استعرض بطولاته و استخدم قوته و بطشه على النسوان.. خوفا منهن و رعبا .
ارتكب جريمته تلك بإيعاز من قادته السعوديين و الأمريكان المتصهينيين .. انتقاما من نساء اليمن العفيفات الشريفات اللواتي خرجن أمام سفارة الرياض بصنعاء و في عديد محافظات يمنية في تظاهرات و مسيرات نسوية ساخطة و هن يحملن السلاح كدلالات رمزية لمناهضة العدوان .. متوعدات العدو الحقير بالتصدي له و مواجهته اذا ما عدم رجاجيل اليمن .. دفاعا عن شرفهن و عرضهن و كرامتهن .. موصلات رسائلهن تلك بالطريقة الأنسب للفت الأنتباه و مخاطبة العالم .. فما كان من العدو السعودي و المتحالفين معه إلا الرد الخسيس على ذلك النحو الذي حدث عند بئر نوفان بجمعة بن فاضل .
غير ان هذا الفعل الشنيع الذي امتزج به ماء النبع بدماء اليمنيات البريئات لن يمر دون اقتصاص لان إرادة السماء كفيلة بالانتصار للمظلوم من الظالم .. طبقا لما توعدت و تعهدت به إمرأة كانت معهن و نجت من الغارة لتظهر على شاشة قناة المسيرة بصوتها المبحوح بغصة القهر و حرقة المكلوم قائلة بلهجتها الخولانية ما معناه : سنسحق سلمان تحت أرجلنا .