شهيدُ القرآن وقَرينُه وخطورةُ التفريط .. بقلم/ أحمد المتوكل
يمني برس || مقالات :
أقلام كُتاب العالم تعجز أن تصف الشهيد القائد -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- وإن اجتمعت، وذلك لعظيم إيمَـانه وتحَرّكه وتضحيته وبذله وعطائه، وعظيم شأنِه عند الله وعند المؤمنين، ولكن سأسرد لكم بعض من تحَرّكاته، مع الاعتذار لمقامه العظيم كوني عاجز عن أن أوتيه حقه في مقالة واحدة.
تحَرّك الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- من واقع استشعاره بالمسؤولية أمام الله، وبعد أن قيَّم واقع الأُمَّــة الإسلامية التي تعيش حالة الذلة والمسكنة أعظم من تلك التي ضربها الله على بني إسرائيل.
أكتشف الشهيد القائد -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أين يَكمُن الخَلل في الأُمَّــة الإسلامية ومَـا هو الذي سبب لها هذا الذل والهوان حتى أصبحت تحت أقدام اليهود، وكان الأولى لها أن تكون هي المهيمنة على العالم وأن تجوب سفنها الحربية سواحل أُورُوبا وأمريكا؛ لأَنَّ الأرض لله يُورِثُها مَن يشاءُ من عباده، اكتشف -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أن الخلل في الأُمَّــة الإسلامية هو ابتعادها عن القرآن الكريم وعن التحَرّك بحركته، وابتعادها عن عترة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فسكتت عن الباطل وهي تراهُ ينتشر ويسود، وَوالت الكفار واليهود؛ لأَنَّ مشايخها لم يكتفوا بالقرآن، بل لهثوا وراء كُتب علم الكلام وأصول الفقه، فانحرف عقلهم وتفكيرهم، ونقلوا انحرافهم للمتلقين منهم، وتوسعت دائرة الانحراف والتحريف حتى طال الأُمَّــة كلها.
انطلق -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- بالمشروع القرآني يدعو إلى الله على بصيرة وعلم وحكمة مخلصاً له، مبتغياً لمرضاته، مُلتمساً لهموم المسلمين ومعاناتهم، ساعياً لإصلاح واقعهم الديني والدنيوي، واقفاً بكل ثقة بالله في وجه أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، بأبسط الإمْكَانات، دُون أي دعمٍ خارجي، فما كان من النظام العفاشي البائد وحزب الإصلاح بقيادة علي محسن الأحمر إلا الوقوف في وجه المسيرة القرآنية ومحاربتها حتى يومنا هذا، وهذا يعكس حالة الكفر الذي في داخلهم، وأنهم ليسوا إلا أدوات في يد اللوبي الصهيوني اليهودي، وشنوا عليه حرباً ضروساً ظالمة لا لشيءٍ سوى أنه قال ربي الله ثم استقام على هُداه.
استشهد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- ولم يستشهد مشروعه الذي أسسه، وهو مشروع المسيرة القرآنية، ومن أعظم نكبات الأُمَّــة أن تخسر عُظماءها، ومع لَومِنا لأيِّ مجتمع فرّط بعظماء الأُمَّــة يجب أن نلومَ أنفسنا أولاً؛ لأَنَّنا نعيشُ نفسيةَ ذلك المجتمع الذي فرّط ونحن نرى ونسمع عَلَمَ الهدى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- قائماً بيننا يُلقي علينا المحاضراتِ والتوجيهاتِ ثم لا نستجيبُ وننطلقُ في حياتنا كأن لم نسمعها كأن في آذاننا وقراً، فحسبُنا جهنم إن استمر حالنا على هذا الحال، وسوف تكون عقوبتنا من الله أسوأ ممن سبقونا في الدنيا قبل الآخرة، وسوف نُضرب من قِبل أعدائنا ومن قِبل الله.