الذكرى السابعة لجريمتي جامعي بدر والحشوش بصنعاء
الذكرى السابعة لجريمتي جامعي بدر والحشوش بصنعاء
يصادف اليوم الذكرى السابعة للجريمة الوحشية التي ارتكبتها قوى الإجرام والارهاب بقيادة امريكا والسعودية بحق المصلين في جامعي بدر بحي الصافية والحشوش بحي الجراف بأمانة العاصمة صنعاء يوم الـ20 من مارس 2015م.، من خلال أربعة تفجيرات انتحارية بأحزمة ناسفة أثناء صلاة الجمعة في الجامعين ما أدى إلى استشهاد 142 شهيدا وأكثر من 350 جريحا بينهم العديد من الأطفال.
محاولة اشعال فتنة طائفية:
تعد تفجيرات جامعي بدر والحشوش، والتي اعلن تنطيم داعش مسئوليته عنها، تطورا خطيرا في المشهد اليمني المعقد, اذا لم تسجل حالات مشابهة من هذا النوع تستهدف جموع المصلين في اليمن، مع العلم انه في نفس اليوم احبطت عملية مشابهة كانت تستهدف جامع الامام الهادي بمدينة صعدة, كما تلتها سلسة من عمليات تفجير ارهابية بأربع سيارات مفخخة طالت عددا من المساجد في 17 يونيو 2015م، وأستهدفت جامع القبة الخضراء في شارع هائل، وجامع الكبسي في شارع الزراعة، ومسجد قطينة وجامع الحشوش شرق وشمال العاصمة، مستهدفة المصلين وقت صلاة المغرب، وفي 20 يونيو أنفجرت سيارة ملغومة بالقرب من جامع قبة المهدي في صنعاء القديمة.
ويهدف اتساع العمليات الإرهابية ضد دور العبادة إلى خلق شرخ مذهبي بين اليمنيين وخلخلة النسيج الاجتماعي، غير ان الشعب اليمني شعب أصيل متدين يحافظ على هويته وتجانسه وتنوعه المذهبي، وهذه الاعمال الارهابية لن تزيده الا حرصا على وحدته الاجتماعية والسياسية والتصدي لمواجهة ظاهرة الارهاب والحفاظ على هويته الوطنية.
نتاج لثقافة الكراهية والعنف:
من المؤكد إن مرتكبي تلك التفجيرات الإرهابية الآثمة ومن يقف وراءهم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية ولا تربطهم بديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة، ولا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة المجرمين الذين أدمنوا القتل والدمار وسفك دماء الأبرياء من أبناء شعبنا دون أي ضمير أو رادع ديني أو أخلاقي.
وتعتبر تفجيرات بدر والحشوش شاهد حال على الإفرازات العفنة لثقافة الكراهية والتحريض والحقد والتعبئة المغلوطة والشحن الطائفي والمذهبي المقيت، والاستهداف لكل ما يمت للإسلام بصلة، وهي الثقافة التي تمولها السعودية والإمارات وترعاها أمريكا وإسرائيل، وهي المنظومة التي انتجت القاعدة وداعش وغيرها من الجماعات والتنظيمات الارهابية.
فالفاجعة التي جاءت نتيجة ثقافة العنف والتحريض الوهابية التي لطالما حرضت على مركز بدر وجامع الحشوش ووصفها بالحسينيات وبالحوزات الايرانية وتشويه صورتهما وشرعنة قتل من فيهما.
ابعاد ودلائل التوقيت:
مما لاشك فيه أن هذه الجرائم تأتي في إطار الحرب الشاملة التي تستهدف الشعب اليمني وثورته وإرادته في التغيير والتحرر من الهيمنة والوصاية الخارجية، وتعتبر هذه الهجمات الأكثر دموية منذ قيام ثورة 21 سبتمبر التي كانت هي المستهدف الابرز حتى ان البعض ذهب إلى تبريرها من خلال تشويه الثورة وتسويق إيحاءات تصور التفجيرات الإرهابية بالمصلين في المساجد بأنها رد فعل للتطورات السياسية والأمنية على الساحة المحلية وتصدر مكون سياسي بعينه المشهد، وعلى نحو يخدم توجهات خارجية لقرع طبول تفجير حرب أهلية في اليمن على أساس مذهبي وطائفي.
وتأتي تلك التفجيرات وما سبقها من جرائم كان آخرها اغتيال المناضل الشهيد عبد الكريم الخيواني, وما تلاها من اعتداءات على قوات الأمن الخاصة والافراج عن عدد من العناصر الإرهابية الخطرة من أحد سجون عدن وما جرى في لحج من نهب للمعسكرات، والحادثين الإرهابيين البشعين اللذين راح ضحيتهما خمسة واربعين جنديا من منتسبي الامن بمحافظة لحج، تأتي بفعل أجندات أمريكية وإقليمية وتندرج ضمن مؤامرات كبرى تستهدف أمن اليمن واستقراره ووحدته.
ولا يخفى ان تلك التفجيرات قد دشنت العدوان على اليمن وكانت عبارة عن خطوات استباقية مهدت للسعودية والصهاينة والأمريكان شن عدوانهم الهمجي على بلادنا بعد خمسة أيام فقط وبالتحديد في 26 مارس 2015م.
عموما فقد كشفت هذه الجرائم عن مدى إجرام قوى العدوان الكبرى وأذرعها القذرة في المنطقة عموما وفي اليمن خصوصا والتي فضحتها وعرتها ثورة 21 سبتمبر ما حملهم على شن عدوان مباشر على اليمن على مدى سبع سنوات.