رغم الألم.. اليمنيون وأجواء عيدية تتحدى العدوان
رغم الألم.. اليمنيون وأجواء عيدية تتحدى العدوان
في كل عام يحل علينا عيد الفطر المبارك حاملا معه بهجة تعم القلوب وتطمئن بها النفوس إذ تشيع أجواء العيد المحبة والصفاء ويعم الفرح والسرور ما يعكس تسامياً على الوجع مهما حدث ويحدث ومهما تكالب عليها الأعداء من كل الفئات إلا أنها تنتصر في النهاية وتخذل العدوان في كل مرة يراهن فيها على الانتصار علينا.. إنه يمن الإيمان والحكمة.
رغم الحرب العدوانية علينا ومآسيها ورغم الحصار وتبعاته إلا أنه الإنسان اليمني المعروف بحبه للحياة، الممتلئ بالأمل والتفاؤل، الإنسان اليمني القادر على استحضار الحياة والفرح مهما كانت الظروف المحيطة.
المواطن حسين علي يقول: مهما فعل أعداء اليمن، ومهما صعَّدوا من عدوانهم ضدنا واستهدفوا الأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، مهما أمعنوا في وحشيتهم ضدنا، فلا يمكن أن يقتلوا فينا الأمل والتفاؤل وحبنا لهذه البلاد، لذا فسنعيش العيد غير عابئين بهمجيتهم، ولن ننكسر أمامهم ولن نحزن، فما يقترفونه في حق أبناء الشعب اليمني لن يزيدنا إلا إصرارا على حب وطننا وعدم التخلي عنه..
ويقول هادي-30 عاما : سنفرح ونبتهج بالعيد، ولن ننسى أن ندعو الله بالنصر لليمن وإفشال كل مخططات الإجرام التي تحاك ضده، ونؤكد أن اليمن لن يكون لقمة سائغة وليس من السهل إذلاله أو التمادي عليه، وسننتصر قريباً، وسينهزم المعتدون ويموتون بغيظهم.
لن نفقد الأمل
أما المواطن محمد الحيمي، فيقول: أولا أهنئ كل أبناء الشعب اليمني وأبناء الأمتين العربية والإسلامية بهذه المناسبة العظيمة التي تحل علينا هذا العام وبلادنا تمر بمحنة كبيرة، وتعاني من عدوان أحال حياتنا إلى جحيم، إلا أننا لن نفقد الأمل في الله بأنه وحده القادر على تفريج الكربة وإزاحة الغمة، وإخراجنا من هذه المحنة.
ويضيف الحيمي: من المؤسف أن تأتي هذه المناسبة الدينية العظيمة، تعاني ما تعانيه من الحصار والعدوان الجائر، ففي أيام عيد الفطر المبارك وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها بلادنا، لا أتصور أن يكون للعيد أي مظهر من مظاهر الفرح والبهجة، فالعدوان السعودي الأمريكي قد أخذ منا كل ذلك، فبالإضافة إلى القتل والدمار فإن الوضع الاقتصادي الذي تعانيه بلادنا نتيجة العدوان والحصار المفروضين عليها قد أضر بالسواد الأعظم من المواطنين الذين لم يعودوا يفكرون في بعض متطلبات العيد إلا من باب أنها كماليات والأهم هو توفير الضروري منها، وأنا هنا أناشد جميع المواطنين أن يتفقدوا جيرانهم وأقاربهم، ومن كان قادرا على العطاء فليعط جيرانه وأقاربه، وليدخل الفرحة إلى قلوب أسر لم تجد ما تفرح به أطفالها.
عيدنا حين يحل السلام
أما الشيخ محسن يعقوب فيقول: من المؤسف أن تحل علينا هذه المناسبة الدينية العظيمة المتمثلة في عيد الفطر المبارك والوطن يعيش هذه الأوضاع المأساوية التي فرضها عليه العدوان والحصار ، ولكي لا أكون متشائماً وصاحب نظرة سوداوية أكثر مما يجب، فإن ذلك لا يمنع من لا يزالون قادرين على أن يعيشوا أجواء العيد من أن يحتفلوا بهذه المناسبة ويبتهجوا فالحياة لم تتوقف عند نقطة معينة، وما يزال الأمل يحدونا بأن اليمن لن يطول حزنه، بل لا بد من يوم يخرج فيه اليمن من محنته، وينتصر على كل هذه الآلام، ويعود لتطبيب جراحاته، وبناء ما هدمته الحرب العدوانية اللعينة، ليكن كل ما حدث ويحدث مجرد أحداث نرويها لأبنائنا من باب العبرة.
ويختتم الحارثي- 50 عاما بالقول: ليحتفل بالعيد ويعيش أجواءه من لا يزال قادرا على ذلك، أما أنا وأمثالي ممن استوطن الحزن والألم قلوبهم ولم يعودوا قادرين على الفرح والابتهاج بالعيد، فعيدنا سيكون حين ينتهي العدوان على بلادنا ويفك الحصار ويعم السلام بلادنا، وحين لا نرى القتلى والجرحى من حولنا، وتختفي صور الدمار التي نراها يوما بعد يوم.. سيكون العيد حين نرى يمنا آمنا مستقراً.
المصدر/ الثورة نت/