العلم أساس نهضة الأمم, ونهضتنا حضارية إيمانية إسلامية
العلم أساس نهضة الأمم, ونهضتنا حضارية إيمانية إسلامية
نقطة هامة وعنوان مهم في كلمته خلال تدشين الدورات الصيفية طرحها قائد الثورة -يحفظه الله- يمكن للكُتّاب والباحثين والمفكّرين العمل عليها ، في إطار الدراسات الاستراتيجية لتغيير واقع الأمة السيء المرير إلى واقع هو لها خير وصلاح .
كباحث مهتم لقضايا الأمة ومهتم لما من شأنه صلاحها ونهضتها وتغيير واقعها من الواقع السلبي إلى واقع إيجابي، ومن خلال هذه النقطة الهامة نستطيع فهم أهم أسباب انحطاط الأمة وتخلفها بين الأمم، وهو (الجهل) …
فبما أن (العلم) هو أساس لنهضة الأمم -وهذه قاعدة معروفة لاغبار عليها- فـالجهل الذي هو نقيض العلم من أهم العوامل الرئيسية لواقع الأمة الرديء….
وكما يقال : “إذا عُرِف السبب بطل العجب”، ومن خلال التشخيص الدقيق للعلّة ومعرفة أسبابها، يسهل عليك كطبيب معرفة العلاج المناسب وإرشاد المريض لاستعماله من أجل التعافي .
نحن في اليمن اعتمدنا هذه الاستراتيجية (استراتيجية العلم والمعرفة)، وهذا ما كان عليه مؤسس المسيرة القرآنية المباركة في اليمن #الشهيد_القائد -رضوان الله عليه- حيث بدأ انطلاقته في المشروع القرآني التحرري بإقامة المحاضرات والدروس القرآنية منذ عام 2000 م ، وهو الشيء نفسه القائم إلى اليوم كما يجسّده قائد الثورة باستمرار، ومايزيده وضوحاً جليّاً هو إقامة محاضراته الرمضانية -التي لم تعد خافيةً على أحد- في كل عام، رغم ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار وحروب عدوانية مختلفة “عسكرية وأمنية واقتصادية وإعلامية” وغيرها .
من هنا نستطيع فهم أن الثورة اليمنية في اليمن الحديث هي ثورة توعوية فكرية تحررية هدفها (تحرير الأفكار) من هيمنة الجهل والتجهيل والتدجين والغباء والجهل المركب، وأن المسيرة القرآنية المباركة هي حقيقةً (مسيرة حضارية إيمانية إسلامية) كما قالها قائد الثورة السيد العَلَم #عبدالملكبدرالدينالحوثي -يحفظه الله-، ليست مسلحة ولا عسكرية -كما يصوّرها الأعداء منذ بداية انطلاقة المشروع حتى اليوم- ، هدفها تعليم الناس وهدايتهم وتزكية النفس البشرية من دنس الجهل والضلال، ونهضتها والارتقاء بها إلى مستوى التحدي والمسؤولية والبناء والتقدم والازدهار، وليس الهيمنة على البشر والتحكم بمصيرها وقهرها وإذلالها …
وتستطيع أن تصفها بـالحركة المدنية السلمية، أهم أهدافها بناء دولة مدنية حديثة وعالم متحضّر .
ما كانت ولم تكن هذه المسيرة القرآنية “عسكريةً ولادمويةً” لولا أن الأعداء فرضوا على قيادتها وعناصرها ذلك …
فـأنصار الله هنا هم في موقع الدفاع عن النفس والأرض والعرض والموقع والمشروع والعقيدة ليس أكثر، والدفاع حق مشروع لكل إنسان على وجه البسيطة حتى من حق الكافر والملحد ومَـن لايملك عقيدة، بل هو حتى حق طبيعي للبهائم وأي حيوان آخر غير البشر، فما بالك أن يكون إنساناً مسلماً بين يديه قرآن ومنهج إلهي يهديه بقوله : (مَـن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) .
هذا الهدف السامي والنبيل للمسيرة القرآنية يوضّح أنها مسيرة هدي لا مسيرة طغيان، وحَقّ لقادتها وكل مَـن ينتمي إليها بإيمان وتسليم ومعرفة تامة أن يفاخر ويعلن للعالم أجمع (نحن هُـداة لا طُـغاة) وأن دولتنا هي (دولة هُـداة لاطُـغاة) …وبالتالي : فإن هذا يبعث على الطمأنينة والتسابق للانتماء لهذا المشروع المبارك، ليستظل الجميع تحت ظله ويحصل على العيش بأمن واستقرار ودفء تحت جناحه .
الهيمنة على النفس البشرية والتحكم بها وإذلالها وقهرها هو من مشاريع الطُغاة لا من مشاريع الهُداة.. وذلك هو ما صرّح به القرآن الكريم حاكياً عن المتسلطين وأصحاب النزوات وحب التملّك (إنَّ الملوكَ إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزةَ أهلِها أذلّةً) هذا هو منهجهم وطريقتهم في التعامل مع الشعوب (وكذلك يفعلون) ليس لهم في حياتهم السياسية مشروع حضاري إلا مشروع الهدم في مختلف جوانب حياة الأمة، حتى على مستوى هدم الإنسان نفسه ثقافيا وفكريا وأخلاقياً فضلاً عن استحماره وإذلاله واستعباده .
ما طرحه السيد القائد -يحفظه الله- في هذه النقطة الهامة يعتبر استراتيجية صالحة لكل الشعوب وليس فقط لليمنيين.
وللحديث بقية