بترول العرب !! .. بقلم/ عبدالله الأحمدي
يمني برس || مقالات :
بترول العرب وقع في أيد غير أمينة، وتحوَّل من نعمة إلى نقمة ولم يستفد منه أحد، فمعظم الثروات النفطية في المنطقة العربية بأيدي الشركات الغربية العابرة للقارات تتصرف فيها كما تريد، وحتى في الكثير من الأحوال لا يعلم العرب كم تنتج هذه الشركات.
المملكة السعودية تصدِّر يوميا ما يصل إلى ١٢ مليون برميل من النفط، وعائدات هذه الثروة تبددها الأسرة الحاكمة؛ فهي تصرفها على الشهوات والملذات وما بقي منها تشتري بها أسلحة لقمع بها شعوب نجد والحجاز، وتتحول هذه الأسلحة مع الزمن إلى خردة، وجزء كبير من هذه الأموال تصرفه المملكة الوهابية على المؤامرات وإشعال الحروب ضد شعوب الأمة الإسلامية.
وكيل وزارة المالية السابق في السعودية الدكتور عبدالعزيز الدخيل قال “٩٠٪ من ثروة البلد تشفطها أسرة آل سعود وحاشيتها. في السبعينات كان الأمر مختلفاً، إذ كانت عائدات النفط في السعودية تقسم إلى ثلاثة أقسام؛ ثلث للأسرة ،وثلث للحكومة، وثلث للاحتياطي”.
المخابرات الأمريكية قتلت الملك فيصل في العام ١٩٧٥م لأنه وافق على قطع النفط عن دول الغرب التي وقفت إلى جانب الدولة الصهيونية أثناء حرب ١٩٧٣م، فكلفت المخابرات الأمريكية ابن أخ الفيصل بقتله.
وبسبب النفط غزت أمريكا ومعها دول غربية كبريطانيا وأوكرانيا وألمانيا العراق ودمرت الدولة العراقية، وعينت حاكما أمريكيا على العراق (بريمر) ونهبت البنوك، واستولت على ثروة البلد، وقتلت الرئيس العراقي صدام حسين، بل وقتلت مئات الآلاف من العراقيين، وسرحت الجيش العراقي، ومازالت القوات الأمريكية تدنس تراب العراق.
ومن أجل الاستيلاء على نفط ليبيا غزا حلف الناتو العدواني ليبيا وقتلوا القذافي، وجندوا الإرهابيين من كل مكان وقسموا ليبيا، وعينوا مندوبة أممية للفصل بين الليبيين.
وفي اليمن ظهر النفط في العام ١٩٨٦م ومنذ ذلك التاريخ واليمنيون يتجرعون المصائب، ولم تظهر أثار النفط لا على التنمية ولا على حياة المواطنين.
وأخيرا تم غزو اليمن من قبل أمريكا وأدواتها؛ السعودية والإمارات واحتلال منابع النفط في حضرموت وشبوة ومارب وبيعه للشركات الأوروبية وتوريد أمواله إلى البنك الأهلي السعودي للصرف على العملاء والمرتزقة، والشعب اليمني يعيش كارثة المجاعة.
كما تحتل القوات الأمريكية مناطق النفط في سوريا وتحرم الشعب السوري من ثروته النفطية والغازية.
أما نفط الخليج فهو بأيدي الشركات الغربية منذ اكتشافه، وتحت حراسة القواعد العسكرية الأمريكية في البحرين وقطر والإمارات، ويقوم الأمراء بالعبث بما بقي من عائدات هذه الثروات، والمواطن في الخليج والسعودية يعاني الحرمان.
وفي الآونة الأخير كلَّف الغرب دويلة الإمارات بدور التدخل في شؤون شعوب الأمة، كما هو حاصل في سوريا وليبيا واليمن ومصر.
الحكام الذين صنعهم الاستعمار والاحتلال يحرسون آبار النفط خدمة للشركات الإمبريالية العابرة للقارات، ولهم وظيفة أخرى هي التنكيل بالمعارضة في شعوبهم، كما يحدث في البحرين والإمارات والسعودية.
وكما ترون فإن النفط لا يخدم الأمة، ولا تصب أمواله في صالح الشعوب، بل عمل المستعمرون على احتلال الأرض وسرقة الثروة تحت إشراف الحكام العملاء الذين صنعهم المستعمر وأبدهم على كراسي الحكم، كي لا يحدث أي تغيير يقلب الأمور على الشركات الناهبة للثروات العربية.