السيد عبدالملك.. انتمائنا الإسلامي يحتم علينا الوقوف في موقف الإمام الحسين في التصدي لأعداء الأمة والتحرك في ذلك بكل عوامل القوة
السيد عبدالملك.. انتمائنا الإسلامي يحتم علينا الوقوف في موقف الإمام الحسين في التصدي لأعداء الأمة والتحرك في ذلك بكل عوامل القوة
أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الإمام الحسين يمثل امتدادا للإسلام الأصيل ولرسول الله والعمل على القيام بالأمة وإنقاذها من أعدائها ، وأن حادثة كربلاء لم تكن وليدة اللحظة وكان لها تبعاتها وتأثيراتها الكبيرة ، مشيراً إلى أن قول النبي صلوات الله عليه وآله (الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة) ليس هذا فقط يعبر عن فضلهما العظيم ومنزلتهما في الجنة فحسب بل هذا يبين لنا موقعهما في الأمة ودورهما في هداية الأمة .
نحن أمة مستهدفة
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن ثورة الإمام الحسين جاءت لتتصدى للانقلاب الأموي على الدين ، مبيناً أن حكم يزيد كان يشكل تهديدا على الأمة فهو استباح حرمة المدينة المنورة ومكة المكرمة وأحرق الكعبة ولم يقدر حرمة أي من مقدسات المسلمين .
وأكد السيد القائد أننا أمة مستهدفة كما كانت مستهدفة في عصر الإمام الحسين وفي ذات المستوى الكبير، وأن أمريكا و”إسرائيل” هم الامتداد لنهج يزيد ومن يقف في صفهم ويعمل لصالحهم من الأمة يقف مثل ابن زياد والشمر
وبين أن عوامل السقوط الأخلاقي والإنساني وعوامل الانحراف تمثل دروساً للناس في كل زمن ، وفيها نلاحظ أسباب الثبات مهما كانت خطورة الأحداث ومن عبر كربلاء العواقب الرهيبة للتفريط والتخاذل سواء مع الإمام علي عليه السلام أو مع الإمام الحسن والحسين عليهما السلام ، مشيراً إلى أن التزود بالعزم والاستشعار للمسؤولية وإدراك سلبية التقصير وتفنيد كل الذرائع التي يتذرع بها البعض كلها من الدروس التي يستفاد منها في كربلاء .
وقال السيد القائد : في هذا الزمن لقوى الطاغوت من الإمكانات لاستهداف الأمة أكثر مما كان يملكها يزيد على مستوى عصره ، والأعداء يسعون إلى الانحراف بهذه الأمة حتى في ولائها وطاعتها لتكون خاضعة لأعدائها ، ويتحتم علينا أن نقف الموقف الذي وقفه الإمام الحسين عليه السلام .
الأعداء يحاولون الإنحراف بالأمة
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكيين والإسرائيليين لديهم عقدة من أن تكون أمتنا مستقلة ولا ترضى بالتبعية ،ويسعون لأن ينحرفوا بالأمة حتى في ولاءاتها لتكون مطيعة وخاضعة لأعدائها ، مؤكداً أن مصدر الخطر اليزيدي المعاصر هو أمريكا و”إسرائيل” وعملاؤهم
كما أكد أن أعداء الأمة يحاولون إفساد المفاهيم الدينية لإضلال الأمة كي لا تقف عائقا أمام سيطرتهم عليها ، ويعملون عبر منابر السوء وعلماء الضلال لشرعنة كل أشكال الانحراف باسم الدين وهذه عملية إفساد للدين نفسه ، كما يسعى علماء السوء لتبرير التطبيع مع “إسرائيل” والتبعية المعلنة والواضحة لأمريكا ويبررونها بمسميات دينية .
وأشار إلى أن عنوان الإبراهيمية وما يتصل بذلك يأتي في سياق تحريف الآيات القرآنية خدمة لأعداء الأمة وعندما يتمكنون من الانحراف بالأمة عن الاستقلال الحقيقي الذي يخلص الأمة من التبعية عندها سيتمكنون من السيطرة عليها ، فأعداء الأمة يسيرون بمنهجية إزاحة الحق كعقيدة ومنهج وسلوك والإتيان بالباطل بدلا عنه
التوجه الأمريكي والإسرائيلي توجه شيطاني
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الأمريكي والإسرائيلي يريد أن ينحرف بالأمة عن الحق على مستوى كل شؤون الحياة ، وتوجههم هو توجه شيطاني يستهدف المجتمع البشري وفي مقدمته المجتمع الإسلامي بالإفساد فالأمريكيون والصهاينة يتآمرون على الأمة وينشرون الفتن وكل هذه التوصيفات تمثل استهدافا للأمة في دينها وحياتها .
وأوضح السيد القائد أن انتمائنا الإسلامي يحتم علينا الوقوف في موقف الإمام الحسين في إطار التصدي للأعداء وأن نتحرك بكل عوامل القوة مقابل ما يملكه الأعداء من قدرات ضخمة على المستوى المادي والخبرات ، فكلما ازدادت الأمة وعيا وبصيرة واعتمادا على الله وتحركت بشكل جاد ستتجلى النتائج العظيمة التي تعزز حالة المنعة تجاه مؤامرات الأعداء
وأشار إلى أن قسم كبير من مؤامرات الأعداء يستهدف اختراق الأمة من الداخل فالمنعة الأخلاقية والدينية تشكل تحصينا كبيرا لها ، وأعداء الأمة يسعون لتمرير التطبيع على مستوى المناهج والخطاب الديني ، و يريدون أن تقبل الأمة قيادة الصهاينة لها كوكيل لأمريكا وهذا يحتاج مسخ مبادئ الأمة وإفسادها .
ولفت إلى أن اختيار رمز من رموز التطبيع وموالاة اليهود خطيبا في ركن عرفة والسماح لليهود بالوصول إلى مكة والمدينة انتهاكات خطيرة جدا لمقدسات الإسلام ، وانتهاك الكعبة خطوة من خطوات التطبيع وكل هذه الخطوات فيها انتهاك للمحرمات في الإسلام وإساءة للأمة ، مؤكداً أنه عندما قبل بعض أبناء الأمة بالتفريط بالمسجد الأقصى أصبحوا يقبلون التفريط بالكعبة والمدينة المنورة .
وقال : الأعداء يسيرون في خطة تشمل الجوانب الثقافية والإعلامية والسياسية وتحولت إلى برنامج عمل شامل لاستهداف الأمة ، ومع خطوات التطبيع تبرز خطوات عدائية تجاه الداخل الإسلامي وأحرار الأمة ، وبقدر ما نرى الولاء لأمريكا وإسرائيل يزداد فيزداد الحقد على كل من يتصدى لهم من أبناء الأمة
وأكد أن العداء السعودي الإماراتي ومن الأنظمة المطبعة للمجاهدين في فلسطين بات أمرا جليا اليوم ، ووصل الأمر بالنظام السعودي لسجن من يقوم بنشاط إنساني ويحاكمهم ويجرم عملهم ، بل يعتبر أي تحرك ضد “إسرائيل” وما تقوم به جريمة يعاقب عليها بالسجن ، مضيفاً أنه في السعودية يمكنك أن تجاهر بالولاء لإسرائيل إعلاميا ولكن لو تجاهر بموقفك المساند للمجاهدين في فلسطين فأنت معرض للسجن
العدو الإسرائيلي يحاول التفريق بين المجاهدين
وقال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إنه لا يمكن تجاهل ما يجري لأنه يمثل حالة استهداف للأمة، ونتيجة التنصل عن المسؤولية هي تمكين الأعداء من تحقيق أهدافهم ، مشيراً إلى أن الخونة من أبناء الأمة يحبون الأعداء الذين لا يبادلونهم المحبة، فالإسرائيلي والأمريكي يعتبر كل أولئك المطبعين مجرد أدوات تافهة
وأكد أنه يجب على الأمة اتخاذ الموقف الصحيح في العداء لكيان العدو والسعي لطرده من فلسطين ومساندة الشعب الفلسطيني
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي اتجه نحو التصعيد في الأيام الماضية وحالة العداء الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني حالة يومية ، مؤكداً أن التصعيد الذي تصدت له حركة الجهاد الإسلامي وقدمت فيه قادتها ورجالها الأبطال يذكرنا بواجبنا المستمر تجاه الشعب الفلسطيني
وشدد أن على الأخوة المجاهدون في فلسطين يجب أن يبقوا في حالة يقظة وأن تتظافر جهودهم وتتجلى وحدتهم ، موضحأً أن كيان العدو حاول أن يستهدف حركة الجهاد الإسلامي دون بقية الفصائل وهذا أسلوب مخادع ، وأن كيان العدو سيستخدم تكتيك استهداف كل فصيل بشكل منفرد بغية التفريق بين المجاهدين
وأكد أن الواجب الأخلاقي والإنساني للإخوة في فلسطين أن يحافظوا على وحدة موقفهم في التصدي لأي تصعيد صهيوني ، ويجب أن يبقى المجاهدون في فلسطين على درجة عالية من الوعي واليقظة وأن يكونوا على المستوى المطلوب من التعاون وأخذ الأسباب بعوامل القوة .
ننصح تحالف العدوان
وفي نهاية كلمته في ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي عليهم السلام أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على مبدأ الأخوة تجاه ما تواجهه الأمة من تحديات وأخطار كتوجه إسلامي يمثل المصلحة الحقيقية للأمة، واعتزازنا بأخوتنا مع أحرار الامة وأننا جزء من محور الجهاد والمقاومة ، مؤكداً أننا لن نألوا جهدا في السعي للتصدي لمؤامرات أمريكا .
كما أكد وقوفنا إلى جانب شعوب أمتنا فيما تواجهه من تحديات في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وإيران .
وتقدم قائد الثورة بالنصح لتحالف العدوان باغتنام فرصة الهدنة للخروج من مأزقهم وإنهاء العدوان والحصار والكف عن مؤامراتهم .
وأكد السيد القائد أن على شعبنا العزيز أن يكون في حالة استعداد ويقظة تامة للتصدي للأعداء عند أي محاولات غادرة في الهدنة المؤقتة، مؤكداً أن هدفنا المنشود هو إنهاء العدوان والحصار وعلينا الأخذ بكل أسباب النصر والقوة والحذر من كل المؤامرات