عرض “وعد الآخرة” …الأبعاد والرسائل الاستراتيجية
عرض “وعد الآخرة” …الأبعاد والرسائل الاستراتيجية
في مسار العروض المهيبة التي تنفذها قواتنا المسلحة بكافة تشكيلاتها وقطعاتها العسكرية وما تتضمنه من مسارات ودلالات مهمة على صعيد المواجهة ضد تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ومسار عملية البناء والتطوير للمؤسسة العسكرية.
فأول ما يمكن الحديث عنه أن هذه الاستعراضات الواسعة والأولى من نوعها إنما هي معطيات حقيقية لمستوى ما توصلت له المؤسسة العسكرية من تأهيل وتدريب وبنية دفاعية متطورة.
فما يتم عرضه من وحدات وألوية وفرق عسكرية في مختلف القطاعات هي انعكاس على نهضة كبيرة في البناء العسكري وتحول قوات الجيش واللجان الشعبية إلى جحافل عسكرية ضاربة وجيش نظامي يمتلك كل عناصر القوة والعلوم الفنية والقتالية والتقنيات الدفاعية المناسبة.
ولعل العرض العسكري المهيب “وعد الآخرة “الذي أقيم في الساحل الغربي بالحديدة يعبر بصورة واضحة عن معطيات التطور والبناء الذي تم التوصل له بفضل الله تعالى في بناء “جحافل الجيش” التي توعد بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وعن الإرادة الصلبة والمستمرة في الارتقاء لمختلف قطاعات القوات المسلحة.
عرض “وعد الآخرة” يعد أضخم عرض عسكري وقد حقق صدى واسع وصدمة معنوية واستراتيجية زعزعت تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وأدخلته في حالة من القلق و انهيار الحسابات والرهانات التي طالما اعتمد عليها في سياق منظومة عدوانه وحصاره على اليمن، فالعرض نسف حساباته وأعادها إلى المستوى صفر وحمل جملة من الابعاد والرسائل الاستراتيجية المهمة والتي نلخصها كالتالي:
1- من ناحية التوقيت والمكان: تم اختيار الساحل الغربي للعرض وهو المنطقة الاستراتيجية المهمة والحساسة وأقيم في توقيت يسعى خلاله المعسكر الأمريكي الإسرائيلي مع أدواته السعودي والإماراتي إلى إحكام السيطرة المغلقة للبحر الأحمر وجعله تحت تصرف كيان العدو الإسرائيلي وسيطرته المباشرة.
2-العرض قدم صورة واضحة عن تطور الجيش واللجان الشعبية وتحولها إلى جحافل جيش منظم وقوي يتمتع بأفضل العلوم والمهارات القتالية وبقدرات وامكانات متقدمة من الأسلحة الهجومية والدفاعية خصوصا ما يتعلق بالقدرات البحرية التي اصبحت قوة ضاربة مجهزة بالمنظومات الصاروخية و الأسلحة البحرية المتقدمة.
3-العرض قدم نماذج مختلفة من الأسلحة ونأخذ المنظومات الصاروخية في طليعة أهم الأسلحة التي تم استعراضها فهناك أجيال متنوعة من الصواريخ البحرية سطح -بحر التي ازيح الستار عنها كفالق 1ومندب1,2 والصواريخ التكتيكية الروسية طراز روبيج Robej التي تعتبر ضمن الصواريخ الاستراتيجية الدقيقة المصنعة بتكنولوجيا متطورة عالية التدمير اذ تستطيع بفضل الله تعالى تغطية كل نقطة في البحر وضرب مختلف القطع العائمة من مدمرات وبوارج وسفن حربية وحاملات طائرات تتمركز في أي منقطة بالبحر.
فمثلا كل القطع والأساطيل البحرية التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مقدمتها حاملات الطائرات الأمريكية U.S.S ومجموعاتها البحرية التي تتمركز وتنتشر في مياه البحر الاحمر كلها تحت ضمن دائرة شعاع العمليات الصاروخية التي تشمل كل نقطة في البحر.
أخيرا نؤكد أن المؤسسة العسكرية اليمنية بفضل الله تعالى جاهزة وحاضرة اليوم بزخم أكبر وبعناصر قوى ضاربة وفاعلة في الميدان لتنفيذ أي توجيه يصدر من القيادة وخوض كل السيناريوهات برا وبحرا وجوا في ما يتعلق بخيارات كسر الحصار وتحرير باقي أراضي اليمن الذي يحتلها تحالف العدوان ومرتزقته خصوصا وأن هذا التحالف لا زال يعبث بالهدنة التي هي فرصة أخيرة ليرفع حصاره ويوقف عدوانه عن شعبنا اليمني ويخرج نفسه من واقع الهزيمة والمآزق الاستراتيجي.