وأخرجت “وعد الآخرةِ ” أثقالها
وأخرجت “وعد الآخرةِ ” أثقالها
قد جاء وعد الآخرة، وكانت نسائم أخبارها كروائح الزيزفون أطلت على الأسمع بهجة وتذوقتها العيون إكباراً في أحداث توالت عروضاً نزلت بأثرها برداً وسلاماً على القلوب، إنه الواقعٌ الذي زدنا معه أنفة وشموخاً، وأذاب ما جرعتنا إياه الحرب من حسرة وألم، وكأن كل تلك التضحيات قد بزغت بعروض عسكرية شفت الصدور وشبعت منها الأرواح عزة وإباء ..
وقفت معادلة النصر الإلهي على كفتا الميزان لتجعل من وعد الله الثّقل الذي ملأ قلوب وعقول اليمنين ثقة بنصر الله تعالى، والذي جعل كل رهانات العدو وآمالهم في هيكلة الجيش اليمنى تتبخر في الهواء بل وما هو أعظم من ذلك أن المؤسسة العسكرية أصبحت أقوى من أي وقت ٍ مضى، إضافة إلى أنها أصبحت مشبعة بالصناعات المحلية عالية الكفاءة في واقع عملي يثبت بأنه سيحكم مجريات الحرب ويبني دولة مكتملة القوة تمتلك عوامل الردع المناسبة فيما لا يدع للمعتدين مجال للتجرؤ على سيادتها، وهنا يطرح السؤال نفسه؟ هل ستلد الهدنة سلِم وانسحاب لتفادِ ملا يُحمد عقباه لهم !، أم سيقعون فيما يُحمد عقباه لشعب توشح بوشاحِ الجهوزية للردع الصارم ! ..
أخرجت وعد الآخرة أثقالها في أكبر عرضٍ عسكريٍ لها؛ ليقول في رسالته الواضحة ألا إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وإن زمن التعجرف والظلم ولى، وإن دماء الشهداء أتت أكلها بواقعٍ لم يكن ليتخيله العدوان، وإن الدمار الذي لحق بالشعب ظلماً وعدوانا تحول إلى واقعٍ من النهوض والقوة، وهنا نستذكر ساعات الحرب الأولى، دموع الثكالى، أنين الشيوخ، أشلاء الأطفال، وزغاريد استقبال الشهداء، وبأس وأنفة الرجال حين تأهبهم للمغادرة إلى الجبهات ! ولا زلنا نعيش رباطهم المجيد، كلها أحداث تصدعت بوعد الآخرة كناتج لصمود الشعب وثقته بالله ووعيه بقضيته وقضايا أمته ..
بدأت أنغام الحرب على أوتار هيكلتها، وعلى المنابر ارتفعت أصوات النشاز حين كانوا يرددون كلماتهم الغائرة “سيتم هيكلة الجيش اليمني” كان ذلك قبل البدء في خطوات الحرب العسكرية، ثم ها هي تمر ثمان سنوات من الحرب والحصار والدمار واستهداف جميع المؤسسات ومنها العسكرية؛ لتصبح تلك المؤسسة في أوج قوتها عن ذي قبل ولقد صنعتها الحرب ! فهل من لبيبٍ يعِ أنه كلما استمرت الحرب زادت عوامل القوة واكتملت الجهوزية؟! ووعد الآخرة خير دليل فيما لا يدع مجال للشك أن الأحداث كلها تجري في إطار معادلة واحدة ” كلما استمرت الحرب استمر التغير بوتيرة عالية نحو الأفضل”
أخرجت وعد الآخرة أثقالها وما خفي كان أعظم ! والفرص لازالت قائمة ومن لا زال يمتلك سمعٍ وبصر قد يستطيع تدبر الأمر للخروج بأقل الخسائر، وما تبقى من أيام الهدنة كافٍ للتفكير ملياً في الأمر والأيام القادمة كفيلةٍ لمعرفة ما ستلد الهدنة وعن وعد الآخرة فهي ترغب بل وتهفو إلى التطبيق العملي ؟!..