عملية (داعش) في عدن .. صراع الأذناب يرتد على رؤوس العدوان
عملية (داعش) في عدن .. صراع الأذناب يرتد على رؤوس العدوان
تقرير يمني برس – خاص
تبنى تنظيم داعش تفجيرات عدن بعد ساعات محدودة من حدوثها ، مؤكداً في بيان له نشر مساء اليوم الثلاثاء أن أربعة انتحاريين استهدفوا تجمعات لضباط الغزاة المحتلين السعوديين والإماراتيين، استخدموا في إحداها مدرعة عسكرية إماراتية مفخخة.
وشهدت مدينة عدن صباح اليوم انفجارات ضخمة أدت إلى مقتل 18 إماراتيا على الأقل، ومغادرة بحاح وبعض المرتزقة إلى خارج المدينة.
وفي أول رد فعل من داخل المحافظات الجنوبية بارك ملتقى أبين للتصالح والتسامح العملية البطولية لقوى الثورة والتحرير والاستقلال ورفض الوصاية التي استهدفت مراكز قوات الاحتلال الاماراتي السعودي ومرتزقتهم المأجورين في فندق القصر بعدن.
ودعا الملتقي في بيان له بعيد العملية إلى استكمال مرحلة التحرر الوطني وتحقيق الاستقلال الكامل بعيدا عن قوى الاحتلال والوصاية.
وقالت مصادر محلية أن تفجيراً أصاب فندق القصر الذي يقيم فيه خالد بحاح، فيما أصاب الثاني مقر سكن القوة الإماراتية في منزل الشيخ صالح بن فريد العولقي بالبريقة وأصاب الثالث مقر الادارة العسكرية الإماراتية بالقرب من مصنع بازرعة للحديد بالبريقة. وشوهدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب تتصاعد من داخل فندق القصر بعدن. وأفادت المعلومات أن بحاح ووزراء ما يسمى بحكومة الشرعية غادروا مدينة عدن في مروحية إماراتية خاصة بنقل الجرحى.
الإمارات سارعت بعيد عملية استهداف مقر جنودها إلى تحميل أنصار الله المسئولية. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في تغريدة على “تويتر” : إن استهداف فندق القصر في عدن محاولة يائسة وتشير إلى أن “الحوثيين وصالح” يخوضون معركة خاسرة على الأرض، حد زعمه.
وبالمثل فعل خالد بحاح، الذي صرح قائلاً: “نود أن نطمئن كافة أهالي عدن أننا باقون هنا ولن تخيفنا أي هجمات صاروخية” في إشارة منه إلى أن الهجوم كان من خارج عدن.
خلاف إماراتي سعودي
باستبعاد ضلوع تنظيم الدولة ( داعش ) في عملية اليوم ، فإن المعلومات الميدانية تؤكد أن إطلاق الصواريخ كانت من داخل عدن، وهذا يعني أن فصيلاً جنوبياً مقاوماً قد يكون وراء العملية وإن لم يعلن تبنيها.
وبغض النظر عن الجهة الفاعلة فإن العملية النوعية تدل على مدى الفراغ الأمني الكبير الحاصل في مدينة عدن التي ترزح تحت الاحتلال السعودي الإماراتي منذ أشهر.
وتدل الأخبار المتضاربة حول تفجيرات عدن على مدى عمق الخلاف والتوتر بين السعودية والإمارات من جهة وبين قوى المرتزقة من جهة أخرى وسط دعم إماراتي لخالد بحاح على حساب المخلوع هادي الذي يحظى بدعم سعودي غير محدود.
وكان الخلاف بين هادي والإصلاح قد أفضى إلى تغيير محافظ عدن نبيل البكري قبل أسابيع. وتعرض بحاح إلى ضغوط جنوبية تطالبه بمغادرة عدن مع الشخصيات القادمة من الشمال.
في خضم هذه التباينات تبدو قوى الحراك الجنوبي اكثر تيهاً، خاصة وأن مقاومتها للجيش واللجان الشعبية لم تمنحها فرصة فك الارتباط عن الشمال، وباتت أحلام تقرير المصير في مهب الريح، ما يرجح احتمالية أن المناخ بات مساعداً على تشكل قوة جنوبية لمواجهة العدوان السعودي الأمريكي، وطرد الغزاة الخليجيين من عدن.
المخاوف تتصاعد أكثر في ظل إحكام القاعدة سيطرتها على حضرموت، وتزايد مطامع التنظيم الإرهابي في عدن والمواقع الاستراتيجية الأخرى مثل باب المندب، ما يجعل بقية القوى في الجنوب بين فكي كماشة القاعدة- داعش.
أما إذا صحت إدعاءات داعش بشأن العملية، فهذا يعني أن الفراغ السياسي والأمني في عدن قد منح التنظيم الإرهابي فرصة ذهبية لاستعراض القوة والقدرة على الإيذاء وخلط الأوراق، مع إمكانية تبدل الحليف إلى عدو، والذنب إلى رأس أفعى قاتلة.