زراعة الفساد وحصاد الفقر (2_2)
زراعة الفساد وحصاد الفقر (2_2)
ذكرنا في موضوعنا السابق مناشدات المزارعين وبلاغاتهم عن تعرض حقولهم لأضرار كارثية بسبب الإنتشار الوبائي الغير مسبوق لدودة الحشد الخريفية – دودة الجيش الافريقي الجدمي في ظل تجاهل وعجز من قبل وزارة الزراعة كجهة معنية ومنظمة الاغذية والزراعة الفاو، التي تتزعم وتدعي مكافحة هذه الآفة وغيرها من الافات الزراعية في اليمن.
الحقيقة ان المنظمة نفسها جزء من المشكلة بل انها المشكلة نفسها بسبب تدخلاتها وعملها العشوائي والعدواني المننهج ، وهذا ليس فقط فيما يخص الدود ومكافحة الآفات الزراعية فحسب فعلى سبيل المثال ما حصل ويحصل في مشروع الاستجابة للجراد الصحراوي الا اكبر دليل وللتوضيح اكثر حيث كان قد بدأ العمل بهذا المشروع في اليمن العام الماضي وتم اكتشافه من قبلنا بالصدفة عبر الانترنت بالضبط بشهر فبراير 2021 حيث وقتها كنا نشغل منصب، مدير عام وقاية النبات بوزارة الزراعة والري، وفي احد الأيام كنا نبحث عن معلومات في الإنترنت تخص الجراد الصحراوي كانت المفاجئة اكتشفنا مشروع كامل بإسم مشروع الاستجابة للجراد الصحراوي باليمن رقم (P174170) قيمة وثيقته ( 25 )مليون دولار يعمل به من تحت الطاولة ، وعند اطلاعنا على وثيقة المشروع تبين وجود كثير من الاختلالات والانحرافات والعشوائية التي جعلت المشروع بعيد كل البعد عن الأهداف المطلوبة من المشروع وكانت تمثل وثيقة هذا المشروع استهداف مباشر لليمن ارضا وانسانا.
تركزت على التدريب وجمع المعلومات ودعم مشاركة المرأة والخريجات الشابات والنساء الريفيات ودعم تمكين المرأة وتشجيع النساء على رعاية الحدائق المنزلية ورعاية وزراعة النباتات التي تطرد الجراد وتدريب النساء على افضل المنارسات الصحية وتوظيفهن كعاملين صحيين مجتمعيين ليتم دمجهن مع الاستجابة لفايروس كورونا وكذلك توفير انشطة خدمات لرعاية الاطفال بالقرب من مواقع عمل النقد مقابل العمل والاخطر والادهى على سبيل المثال في المكون الثاني من الوثيقة الذي قيمت هذا المكون (4.35)مليون دولار هو تخصيص مبلغ (1.45) مليون دولار للنهوض بدور المرأة في تعزيز قدرة المجتمع على التكيف معها ، هذا وغير ذلك من الانشطة التي تضمنتها وثيقة المشروع بملايين الدولارات وكلها اختلالات وانحرافات حيث لا يسع الوقت والمكان ذكرها هنا ، وكل ما ذكر مثبت بالوثائق لمن اراد ذلك ، فهل رأيتم أخطر من ذلك ؟! فما علاقة كورونا والمرأة وتدريبها والحدائق المنزلية وخدمات ورعاية الطفل بالاستجابة ومكافحة الجراد الصحراوي.
المهم وقتها عملنا الذي قدرنا الله عليه حتى تم توقيف هذا المشروع والغيت دورات تدريبية ضمن المشروع وتوقف برنامج المسح وبعد ذلك عقدت العديد من الاجتماعات مع منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو – اليمن والمجلس الأعلى للشئون الانسانية حتى اعترفت المنظمة بالمشروع ومثل العادة أعطوا مبرراتهم انهم اتفقوا ونسقوا مع قيادات سابقة بالوزارة والجهات المعنية بها ، وهكذا ونحن في تفاوض والمشروع متوقف ما يقارب السنة حتى يتم الموافقة من قبل المنظمة على تعديل وثيقة المشروع وتصحيح المسارات حسب المصفوفة التي تم عملها لهم بما يتناسب مع الواقع العملي والبيئة اليمنية ووفق ما يتطلبه العمل وتم عمل محضر اتفاق بالمجلس الاعلى للشئون الانسانية وحدد فيه اولويات وعلى اساس ان يتم العمل والتنفيذ الكامل عبر وزارة الزراعة وجهاتها المعنية ولكن نتفاجأ عودة العمل في هذا المشروع بشكل منتظم شهريًا كما في الوثيقة وتصرف الملايين شهريا تحت مسمى مسح للجراد وهناك العديد من السيارات وفرق مسح منتشرة في أغلب المحافظات وبهذا هم ينفذون ويتبعون مخططات واهداف المنظمة والجهة الممولة
والا كان من الاحرى تفعيل هذا المشروع وتوجيهه التوجيه الصحيح حسب المصفوفة السابقة الذكر وبمشاركة المجتمع يفعل
وظهور دودة الحشد الخريفية – دودة الجيش الافريقي الجدمي وغيرها من الآفات عرتهم وجعلت عملهم هباء تذروه الرياح فرغم البلاغات اليهم ومعرفتهم بخطورتها الا تجدهم يتجاهلون ذلك ويعرضوا وكأن ذلك لا يعنيهم وان تحركوا فتحركهم بطيء وفي غير مكانه فلا يسمن ولا يغني من جوع وبهذا انتصرت دودة على وزارة ومنظمة الفاو.
اخيرا وبعد كل ما ذكر نتوجه الى منظمة الفاو ووزارة الزراعة والري سائلين : ما كانت نتيجة المشاريع التي نفذتها الفاو مع وزارة الزراعة منذ اكثر من ثلاثين سنة حتى اليوم وما كان تأثيرها على الوضع الزراعي العام ؟ الاجابة هو الفشل الذريع بعينه ، ومع هذا الفشل بإحداث أي تغيير إيجابي على الوضع الزراعي بالرغم من مشاريع بملايين الدولارات يجعلهم محط المسائلة والمحاسبة.
هنا باسمي وبإسم كل المزارعين والمجتمع كامل نناشد اللجنة الزراعية والسمكية العليا والقيادة السياسية بلفت نظر المنظمة وكل الجهات التي تتعامل معها من مغبة الاستمرار بهذا النهج، ووقف هذا العبث ونقول هذا وثقتنا بالله وبقيادتنا كبيرة لما فيها من القوة ومن الحكمة وستنتصر للمزارعين والشعب ، فزمن فرض السياسات الفاشلة على اليمنيين قد ولّى إلى غير رجعة .
قال تعالى : “وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ”. صدق الله العظيم