العمل الأمني ما بعد ثورة 21 سبتمبر ليس كما قبله
العمل الأمني ما بعد 21 سبتمبر ليس كما قبله
بصورة فيها الكثير من الشعور بالفخر والامتنان، تابع الشارع اليمني العرض العسكري المهيب لوزارة الداخلية.
تكوّن الشعور على هذا النحو مع وصول رسالة العرض إلى كل يمني، بأنه لا قلق على أمن البلاد طالما وهناك رجال استعانوا بالله لتحقيق هذا الهدف الإنساني السامي.
هو التزام طبيعي على وزارة الداخلية لكنه يستحق الثناء عندما تصير الجهود ملموسة إلى حد بعيد لتجويد الخدمة الأمنية وتأمين واقع الحياة للجميع، ويستحق الثناء حين لا يقف عند مستوى محدد، فتناطح طموحاته الفضاء لأن يكون في خدمة كل اليمنيين بمن فيهم أولئك الذين يعانون ويلات الاحتلال في المحافظات الجنوبية، بل وحتى الأمة الإسلامية، كما بادر لعرضه سيد الثورة وقائدها المبارك السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وحدهم الأعداء والخونة من كانت الكبرياء والغطرسة تمنعهم من الاعتراف بأن السيطرة على اليمن صارت صعبة المنال، وبأن شعباً بهذا البأس يتحرك كل أفراده لإعادة صياغة معادلة المواجهة بالفعل لا بالقول، يصعب اختراقه.
في السياق يؤكد عدد من الأمنيين أن العرض العسكري المهيب لوزارة الداخلية «لهم الأمن» جسّد إحدى ثمار ثورة الـ٢١ من سبتمبر، باعتبار أن العرض مثّل شكلا استثنائيا للحضور الاستعراضي لوزارة الداخلية.
ومع التأكيد على أن الاستعراض لم يكن من قبيل المباهاة أو الاستعراض الأجوف، لكنه الاستعراض الذي تتكون في تفاصيله الرسائل للداخل وللخارج، للشعب اليمني الصابر الصامد والمثابر، ولفلول أعداء اليمن التاريخيين، بمن فيهم أولئك الذين اختاروا طريق الشيطان لحصار هذا الشعب بصورة غير أخلاقية اعتمدوا فيها سياسة التجويع بعد الفشل في إسقاطه عسكريا أو زرع الفتنة في أوساطه بالدسائس والنعرات.
اليوم، وعقب العرض العسكري لوزارة الداخلية الذي جاء تدشينا للاحتفالات بثورة ٢١ سبتمبر، ٢٦ سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر، لمس القاصي والداني أن اليمنيين ماضون على طريق اثبات الذات، وتأكيد القدرة على مواجهة التحديات، بعد عقود من الجمود.
ورأى عدد ممن التقينا بهم أن مختلف الوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية كانت هشة، والتحريات الأمنية مخترقة من قبل التنظيمات الإرهابية «القاعدة» و»داعش»، فضلا عن تهميش المصالح التابعة لوزارة الداخلية.
ثقافة قرآنية وهوية إيمانية
العميد الدكتور محمد هاشم الخالد- نائب مدير كلية التدريب رأى أن دلالات عرض «لهم الأمن» التي يمكن قراءتها من هذا العرض تتمثل في أن هناك قيادة ثورية تقف خلف وزارة الداخلية وتعطي الأجهزة الأمنية جل اهتمامها، كما أن هناك قيادة عمل حكيمة وقادرة وخبيرة متمثلة في وزير الداخلية السيد اللواء عبدالكريم أمير الدين الحوثي.
وأشار العميد الدكتور الخالد إلى أن هذا الاهتمام نتج عنه بلا شك هذا العرض الكبير المشرف، وقال: حقيقة وزارة الداخلية بعد ثورة 21 سبتمبر سارت في مسارين أولا بناء القدرات البشرية في الوزارة بعد أن كانت المعنويات محطمة وكان رجل الأمن خائفاً على نفسه فكيف به وهو الذي يفترض أن يحمي المواطنين، هنا اهتمت الوزارة بهذا الكادر فتسلح بالروح الإيمانية والثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، فارتفعت معنوياته وظهر بذلك العنفوان خلال سنوات العدوان الماضي يحمي العرين الداخلي من أي اختراق.
المسار الآخر الذي سارت عليه وزارة الداخلية –حسب العميد الدكتور- كان بناء القدرات المادية وتحويل التحديات إلى فرص ونجاحات والى تصنيع أمني وإعادة ترميم المعدات الأمنية واستخدامها في العمليات الأمنية التي نفذت خلال الثماني سنوات الماضية، وهذا يدل على أن هناك إرادة حقيقية في أداء الرسالة الأمنية كما ينبغي، وهو الأمر الذي انعكس على مستوى نسبة الجريمة التي انخفضت بشكل غير مسبوق.
يضيف العميد الخالد: وزارة الداخلية استهدفت مقدراتها وكادرها البشري منذ اليوم الأول للعدوان- كما قال قائد الثورة- وقدمت الكثير من الشهداء، إلا أنها استطاعت أن تقف على قدميها وصارت بالفعل وزارة أمنية قادرة على حماية الجبهة الداخلية وتوفير الأمن وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطن ومقدرات الوطن.
عرض «لهم الأمن» -حسب العميد الدكتور محمد هاشم الخالد- نائب مدير كلية التدريب- «يدل دلالة واضحة على أننا في أفضل حال وأن الجهوزية عالية والاستعداد تام لمواجهة أي تحديات وأن قادم الأيام سيكون افضل مما مضى بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل رجال الرجال في الجبهة الأمنية الذين يقفون بالمرصاد لأي عملية تخريبية والدواعش والمخربين والمرتزقة والعملاء ويقفون حراساً أمناء وعيوناً ساهرة من اجل امن الشعب واستقراره».
ثلاث رسائل
الخبير الأمني العقيد خالد الشراحي يرى أن عرض وزارة الداخلية «لهم الأمن» قدم ثلاث رسائل، الرسالة الأولى موجهة لدول العدوان على بلادنا بأن يكفوا عدوانهم الإجرامي الخبيث على بلادنا ومخططاتهم الإجرامية ومحاولاتهم لزرع المتفجرات والمفرقعات والمفخخات في الأسواق والمساجد والاحتفالات الرسمية والكليات الأمنية، وأن رجال الأمن سيكونون لهم بالمرصاد وسيحبطون كل تلك المخططات الإجرامية ويفشلونها.
ويشير العقيد الشراحي إلى أن العدوان حاول عن طريق مرتزقته إغراق الشعب اليمني بالمخدرات والمؤثرات العقلية والحشيش، ولكن رجال الأمن كانوا لهم بالمرصاد وأحبطوا كل هذه الآفات الخبيثة التي تهدم الشعوب وتعتبر من الانتهاكات الدولية لما لها من تأثير صحي مجتمعي.
الرسالة الثانية -كما قرأها العقيد خالد الشراحي- هي الدافعة للمقارنة الأمنية كيف كان وضع الأمن وجميع الوحدات الخدمية والشرطية قبل ثورة 21 سبتمبر وكيف أصبح اليوم؟.. ويقول: الفارق كبير بين ما كان وما صار عليه العمل الأمني، حيث كان رجل الأمن لا يستطيع أن يرتدي زيه العسكرية ويخرج في الشارع مترجلا أو على سيارته لما كان يتعرض له من استهداف بالقتل والخطف أو الضرب وكان رجل الأمن بحاجة إلى من يحميه.
ويرى الخبير الأمني أن الوحدات الأمنية كانت هشة والتحريات الأمنية مخترقة من قبل القاعدة وداعش، وكانت المصالح التابعة لوزارة الداخلية مهمشة وخاصة مصلحة الدفاع المدني التي كانت مغيبة عن المجتمع وتنعدم لديها القدرة على مواجهة الكوارث بمختلف أنواعها لحماية المجتمع من مخاطر الكوارث وطرق الوقاية منها.
ويضيف الشراحي: أيضا مصلحة السجون كان السجين يعتقل في السجن من رعاية وتأهيل واليوم أصبح السجين مؤهلاً ومتعلماً وقادراً أن يخرج من السجن بمهنة يقدر أن يعول أسرته من خلالها.
أما الرسالة الثالثة -حسب الخبير الأمني الشراحي- فكانت هي للشعب اليمني فلهم الأمن، وقال: هذه الاستعراضات الأمنية ماهي إلا لحماية الشعب وترسيخ الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن وليست قمعية أو تعسفية، ومن حرص قيادة وزارة الداخلية خصصت مركز الشكاوى عن طريق الاتصال على الرقم 189 لجميع المواطنين ضد رجال الأمن الذين يقومون بالتعسفات أو الانتهاكات للمواطن أو يأخذون الرشاوى، وعلى جميع المواطنين الإبلاغ عن أي مخالفات امنية ليقوم مركز الشكاوي بإحالة تلك المخالفات الأمنية إلى المجلس التأديبي وبما نص عليه قانون هيئة الشرطة لينال جزاءه الرادع.
وتمنى الخبير الأمني العقيد خالد الشراحي من جميع المواطنين أن يكونوا السند والمدد لرجال الأمن ليتحقق الأمن والاستقرار في كل حي ومديرية وعزلة وقرية، لينعم المواطن بالأمن والاستقرار والسكينة العامة.
الأكبر في تاريخ الوزارة
إلى ذلك اعتبر مراقبون العرض العسكري الذي نظمته وزارة الداخلية للقوات والوحدات الأمنية التابعة لها، الأكبر في تاريخ الوزارة، وقد شارك فيه أكثر من 20 ألف عنصر أمني من مختلف الوحدات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
وعبر الكثير من المواطنين عن ارتياحهم للعرض العسكري «لهم الأمن»، وأكدوا أن ما تضمنه العرض يعطي إشارة مطمئِنة بأن المجتمع اليمني وأمنه الداخلي في أياد أمينة وقادرة على أي مخاطر تتهدده.
فيما أوضح عدد من الباحثين والأكاديميين أن العرض العسكري «لهم الأمن» بما احتوى عليه من تشكيلات عسكرية قوية تابعة لوحدات وزارة الداخلية، يؤكد أن الوطن ماض بكل ثقة وثبات نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة القادرة على حماية شعبها وثرواتها.
وذهبت التناولات لهذا الحدث إلى أن الفوضى كانت هي السائدة في عمل أقسام قبل ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م، الأمر الذي تسبب في عدم الثقة برجال الأمن.
وخلال السنوات الثماني الماضية من عمر ثورة الـ٢١ من سبتمبر المباركة، استطاعت وزارة الداخلية بفضل الله والرجال المخلصين، أن تغير الصورة النمطية في أذهان المواطنين، بأن الشرطة سوط عذاب، ومقار جباية ونهب، إلى الصورة الحقيقية التي تتجلى في أن دور رجال الأمن هو في خدمة المواطن، وتتجسد اليوم فعلا لا قولا، وبذلك نجحت الداخلية في استعادة الثقة التي فقدت على مدى عقود من الزمن بين الشرطة والمواطن.
يؤكد الباحث الدكتور أحمد مطهر الشامي أن الأمن الذي صار ينعم به اليمن كان من ثمار ثورة ٢١ من سبتمبر.
وقال الدكتور الشامي تعليقاً على العرض العسكري «لهم الأمن» الذي نظمته وزارة الداخلية: إن الشعب اليمني لم يعرف الأمن والاستقرار إلا بعد ثورة الـ٢١ من سبتمبر، وهذا بفضل الله وبفضل المشروع القرآني العظيم.»
مادة إعلامية
وسجل العرض العسكري لوزارة الداخلية حضورا قويا في التناولات الإعلامية فكتب يقول: لم يكن الأمنُ ولا الداخلية بكلها حاضرة كما هو حاصل اليوم، صحيحٌ كانت موجودةً لكن كادرها على الأقل لم يكن يستطيع أن يحميَ نفسَه عند ارتدائه البزةَ العسكرية، أما المواطن فأصبح يتحدث عن الأمن وكأنه قصة من قصص ألف ليلة وليلة أَو فصل من فصول كليلة ودمنة، فناقوس الواقع كان دائماً يدق خطراً ولا يسمع مجيباً.. ولكن ذلك لم يطل حتى صار الشعب هو الداعي وهو المجيب فانتفض من بين الركام واتجه نحو بناء نفسه متخذاً القرآن وثقافته وعبقرية قيادته بوصلة يتوجّـه بها نحو مرافئ الأمان.
وقال: عشرون ألفاً يزيدون أَو ينقصون قليلًا اكتظ بهم ميدانُ السبعين.. الداخليةُ بكل تشكيلاتها تستعرضُ بخُطىً، من يراها يظُنُّها إحدى سيمفونيات بيتهوفن فينصت لها كُـلُّ من حضر إلى أن بدا الجمعُ وكأنه بنيانٌ مرصوص حتى وإن تنوَّعت المهامُّ، فأمنُ المواطن هو من يوحِّدهم.. فتلك النجدةُ أسرعُ مَن ينجد، وذلك الدفاع المدني خيرُ من ينقذ، وتلك حماية المنشآت اليد الآمنة للمال العام، وهذا الأمنُ المركزي نقطة الحسم في قلب الحضر وهذا البحث الجنائي دماغ الأمن ونخاعه الشوكي وَأَيْـضاً حائط الأمان للشعب وذلكم الأمن العام والمرور الأقرب للناس والأوسع في الانتشار والكل يعرفه.
وكتبت بلقيس علي السلطان: شهدت اليمن عروضاً عسكريةً مختلفة عكست الجهوزية العالية التي وصل إليها أبناء الجيش الأبطال، ونماذج من التصنيع العسكري اليمني الذي أبهر العدوّ قبل الصديق، وأوجع المعتدين في الصميم، فكان وعد الآخرة وعداً وإنذاراً بقرب آخرة المعتدين، وكان عرض جحافل جيشنا رسالة قوية بأن جحافل الجيش في أتم الجهوزية للتصدي والدفاع عن حياض اليمن، وجاء بعدهما «لهم الأمن» ليكون جحافل جيشنا عند حسن الظن بهم، كيف لا وهم من يحمون الجبهة الداخلية ويسهرون ليل نهار؛ مِن أجلِ تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي، ولهم عملياتٌ بطولية عظيمة عكست اليقظة الأمنية والرصد العالي لتحَرّكات المعتدين الذين يحيكون الخطط والدسائس، وينشئون العصابات الإرهابية الرامية إلى زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة.
وكتب محمد يحيى الضلعي: لهم الأمن قولاً وفعلاً، لكل أبناء الوطن الأحرار، فهذا العرض العسكري المهيب لوحدات الأمن يعكس الأهميّة الكبرى التي توليها القيادة السياسية والثورية للأمن الداخلي والحرص على توفير مناخٍ آمن ووضعٍ مستتب لكل مواطن قبل كُـلّ شيء، واليوم بشهادة الجميع تتربع صنعاء وكل المحافظات المحرّرة بأمنٍ شامل تحلم به كُـلّ المحافظات المحتلّة ويعترف به العدوّ قبل الصديق.
وقال: إننا بأُولئك الرجال الذين رأيتموهم في ميدان السبعين، نمضي قدماً لكسر شوكة كُـلّ مخطّطات الأعداء، وتحطيم كُـلّ ترتيباتهم، وإفشال كُـلّ دسائسهم ومحاولاتهم الفاشلة لإحداث أي اختراق أمني، وقد رأى الجميع كيف أفشل الأمن الخلايا تلو الأُخرى والتي زرعها العدوان بعناية وتخطيط كبير، لكن ما وجدوه أمامهم من عزيمة وإصرار وتحد كان أكبر من كُـلّ المحاولات والخطط العدوانية.
وأضاف: إن هذا العرض العسكري المرعب لكل الأعداء رسالة واضحة تنهي كُـلّ ما تبقى من آمال واهية لدى العدوّ ومرتزِقته في تحقيق أي اختراق داخلي، وتنهي كُـلّ ما تبقى من آمال لدى المخربين وعديمي الضمير في الداخل وتؤكد لهم أن تحقيق أهدافهم صعب المنال هنا بل ومستحيل، وأن الرجال حاضرون في المكان والوقت المناسبين لتأديب كُـلّ من تسول له نفسه أن يزعزع أمن هذا البلد ويقلق سكينته.
المصدر/ الثورة نت/