21سبتمبر.. ثورة للأجيال
21سبتمبر.. ثورة للأجيال
ثورة الـ 21 من سبتمبر التي جعلت من الحرية والاستقلال شعارا لها بعيدا عن التبعية والوصاية الخارجية على القرار السياسي والسيادة اليمنية.
الاحتفال بالذكرى الثامنة للثورة التي تحققت بزخم ثوري وبقيادة ثورية وسياسية خالصة من اليمن، بعيدا عن الاملاءات والتدخلات الخارجية، عبرت بفلسفتها وأهدافها عن تطلعات الأحرار ورفع الوصاية الأجنبية التي اثقلت كاهل الشعب في شتى المجالات الاقتصادية والتنموية.
على مدى ستة عقود وقرار اليمن السياسي يخضع للتسلط والهيمنة الخارجية، يتلقى الحكام التوجيهات والإملاءات من السفراء الأجانب “الامريكي، السعودي، البريطاني، وغيرها، بما في ذلك القرارات وتعيين الحكومات والوزراء.
استحوذ الحكام العملاء على ثروات الشعب النفطية والغازية وسخروها في تحقيق مصالحهم وتنمية استثماراتهم بمختلف دول العالم، تعمدوا على أن يبقى المواطن منهكاً يبحث عن لقمة العيش فقط، دون بناء الإنسان اليمني ومؤسسات الدولة المدينة القائمة على النظام والقانون، حتى استفحل الفساد الاخلاقي والمالي الإداري وانتشر في أروقة محاكم القضاء، وجلعوا من الفوضى الأمنية وانتشار عناصر الإرهاب من القاعدة وداعش ورقة تضمن بقائهم في هرم السلطة وتسليط سيوفهم على رقاب المجتمع اليمني.
ورغم تواجد العشرات من الألوية العسكرية والقوات الخاصة والأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها، لم تستطيع حماية ضباطها وقياداتها من الاغتيالات التي طالت وفتكت بالمئات من الكوادر العسكرية والأمنية والسياسية وسط الشوارع الرئيسية أمام الجميع، رغم أن النخبة يعرفون ويدركون جيدا من يقف خلف تلك الجرائم الإرهابية التي استهدفت الشرفاء من أبناء الشعب، لتقيد جميعها ضد مجهول، كما هو الحال في الوقت الراهن في مدينة عدن، وبقية المحافظات الجنوبية الخاضعة للاحتلال الأجنبي.
لم يكن ذلك في أوساط الضباط من الجيش والأمن، بل امتدت أيادي العبث والتدمير الممنهج إلى ممتلكات القوات المسلحة لإضعافها ابتداء من الطيران الحربي، ووصولا إلى الأسلحة المختلفة من تفجير الصواريخ وتدمير منظومات الدفاع الجوي السيادية، لتنهك الخيانة المؤسسة العسكرية وتثقل كاهل الشعب اليمني.
لكن الشعب اليمني الذي صنع بصموده لأكثر من 8 سنوات في وجه العدوان وأوجد المستحيل في التصنيع الحربي رغم العدوان والحصار والمجاعة الإنسانية التي فتكت بالملايين من أبناء الشعب.
طيلة الثمانية الأعوام الماضية من ثورة الأجيال في 21سبتمبر، برغم ما تعرضت له من المؤامرة في أيامها الأولى إلا انها عملت على انهاء الاختلالات الأمنية وحققت نجاحات متقدمة في مكافحة الجريمة وضبط مرتكبيها ومحاكمتهم وتنفيذ الأحكام بحقهم، عبرت عن إرادة اليمن أرضا وإنسانا ودعت إلى الزراعة وسخرت الامكانات وشجعت على استصلاح الأراضي من خلال تبني استراتيجية وطنية لتحقيق الأمن الغذائي، وهذا ما دعا إليه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، ترجمة للسلوك القرآني للإعداد والتجهيز للعدو في مختلف المجالات.
كما أولى قائد الثورة سلام الله عليه، قضايا الثأر التي ازهقت دماء آلاف الابرياء وشردت المئات من الأسر أولوية خاصة في إيجاد الحلول ونشر ثقافة التسامح والتصالح بين أبناء قبائل المجتمع الذي عانى الويلات جراء هذه الظاهرة التي كانت تغذيها قيادات نافذة في الدولة بهدف ابقاء القبائل متناحرة يحكمها الجهل والتخلف وغياب الوعي الحقيقي للأخطار التي تهدد أمن وسيادة اليمن، لتصبح لقمة صائغة للعدو الخارجي.
ونؤكد أنه لولا قيادة ثورة 21 سبتمبر ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، سلام الله عليه، الذي تحمل المسؤولية الأولى منذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا في 26مارس 2015م، وقيادته الحكيمة للمعركة العسكرية والسياسية لما اصبحت اليمن وجيشها رقما صعبا بعد 8 سنوات من الحرب والحصار، من التطور النوعي للأسلحة والقوة الصاروخية الاستراتيجية والطيران المسير وتنفيذ العديد من عمليات الردع الاستراتيجية في عمق عواصم العدو الإماراتي والسعودي.
وأصبحت ثورة 21 بعد قرابة ثمان سنوات من الحرب هي من تفرض السلام في اليمن، بما وصلت إليه من التجهيزات العسكرية والقدرات الصاروخية المختلفة الجوية والبحرية والطيران المسير والإعداد والتدريب للجيش، هي من تفرض لغة السلام في اليمن والمنطقة، لم تستجيب دول العدوان بإيقاف الحرب على اليمن منذ السنوات الأولى، اليوم نراهم يستجدون تمديد الهدنة وسط مراوغة لاستحقاقات الشعب اليمني وتواطؤ من المجتمع الدولي والأمم المتحدة.. حينها ستكون موازين المعركة مختلفة تماما والقادم أعظم والأيام بيننا.
* وكيل محافظة البيضاء لشؤون القضايا الاجتماعية والثأر